post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

إضاءات على كتاب «محنة العقل المسلم»  للأستاذ عبد السلام ياسين
صدر كتاب «محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى» سنة 1994 والإمام عبد السلام ياسين رحمه الله محاصر في بيته، رهين بقيود الإقامة الإجبارية الظالمة. صدر الكتاب ليخاطب العقل -أسير الإيديولوجيات والفلسفات والخطابات المتلونة- بخطاب المبدأ والمعاد، وغاية الاستخلاف والخضوع لرب العباد.
يقع الكتاب في 127 صفحة، مقسما إلى 37 مقالة قصيرة. ويتضمن عنوان الكتاب فكرته العامة؛ فالعقل في محنة شديدة، عقل حائر بين عقلانية مقطوعة عن الدين وبين فطرة تصله بالوحي والغاية من خلقه. وذلك كان أفق الكتاب تحرير العقل بربطه بالوحي ليتمتّع بأول حق من حقوقه، ألا وهو حقه في معرفة خالقه.
<h2>1. العقل عقلان</h2>
يستهل الإمام رحمه الله طرحه في كتاب «محنة العقل المسلم» بتعريف العقل، يقول: &#8220;العقل عقلان. ما نسميه عقلا لغة وتعريفا للملكة المشتركة بين البشر ليس هو مسمى العقل في القرآن. العقل في القرآن فعل حاسة باطنة في الإنسان تسمى القلب. العقل تلق لحقائق الوحي بواسطة القلب. والفقه في القرآن علم ينشأ في باطن الإنسان، في قلبه. والتفكر حركة قلبية تتدبر الكون استدلالا على الله. هذا العقل المعاشي المشترك بين البشر إما يكون آلة للقلب يخدم تطلعات القلب إلى خالقه، وإما يكون آلة للهوى المتأله، أو للنفس والشهوات، أو للفلسفة والتأملات، أو للفعل في المكونات، أو لجمع المعلومات واستنتاج حصيلة الماجَريات&#8221;.[1]
العقل المتصل بالله ورسوله ينظر العالم بمنظار التكليف الشرعي والتشريف الإلهي ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾،  جاء ذكر العقل في القرآن الكريم دالا على حاسة باطنة في الإنسان تسمى القلب. والعقل تلقٍ لحقائق الوحي بواسطة القلب. عقل مؤمن اتخذ الوحي إماما يعرف به حقائق عالمي الشهادة والغيب، لذلك، كان &#8221; كمال العقل الآلة أن يخدم القلب وتطلعاته خدمة متزامنة متساوقة مترابطة هنا وهناك. هنا في الكون حيث يشترك مع كافة البشر في طرق تحصيل علوم الكون. وهناك وراء سجف الغيب من حيث لا تتأتى له معرفة إلا باستماعه للوحي&#8221;.[2]
وفي الجهة الأخرى عقل معاشي فلسفي علومي صم أذنه عن السماع من الوحي. له فلسفات صنعها هوى الإنسان وأعلنت إفلاسها وعجزها أمام أسئلة لا جواب عنها. فراكمتها وصنفتها في مخازن المجهول وعلقت عليها لافتة «براسيكولوجيا ». وكأن هذا تصنيف علم وإنجاز معرفي، عقل مصاب بالعمى عن البديهيات القطرية. وعتبة الفطرة هي بكل بساطة حاجة كل مصنوع لصانع. عقل متكبر متأله يقبل بعناد وبغير ذكاء أن يكون صانعا لنفسه. يعرض عن وحي يخبره بأنه خلق مكرم لينحط باختياره إلى درجة الحيوان وليفتخر بقرديته وليعيش حياة عبث بلا معنى. وبين هذا وذاك يبسط المؤلف معالم المحنة ومنهاج الخروج من الأزمة.
<h2>2. ميلاد وميلاد</h2>
تتمثل الخطوة الأولى في معرفة مبدأ المحنة، فقد &#8220;بدأت من المسجد بمكة ومن الساحات العامة بأثينا وروما مسيرتان للعقل البشري، وكان للمولودين شأن في التاريخ. لا خلاص لنا من أوهام السياسة والحداثة والعقلنة وإعلانات حقوق الإنسان ما لم نتبين الفرق بين هذا المولود وذاك. عندما نتحدث عن الاختيار بين عقلين وعقليتين، فإنما نختار إما سيادة الوحي خالصاً مخلصاً يستقي من نبعه المحفوظ في كتاب الله وسنة رسوله، وإما سيادة الساحة التي سكنت العقل الآخر واحتلته بماديتها وعنصريتها&#8221;.[3]
ولفهم الاختلاف الجوهري بين العقلين يرجع المؤلف إلى نشأتهما ومحيطهما؛ فقد ولد العقل المسلم في فناء المسجد الحرام بمكة المكرمة عاريا من كل كسب حضاري يشوش على سمعه، فخرج إلى الساحة بعد سماعه للوحي وكسر الأصنام، معلنا نقل ولاء العقل الإنساني من الأوثان المعبودة إلى الله الواحد الأحد. فبنى بعد فترة وجيزة حضارة أبهرت العالم. أما العقل الآخر فولد في ساحات عامة الدين فيها على الهامش؛  في ساحة &#8220;الأكورا&#8221; بأثينا حيث ولدت الديمقراطية عنصرية والفلسفة والأساطير، وفي ساحة &#8220;الفوروم&#8221; بروما حيث ولدت القانونية الرومانية الاستعمارية الدموية وحيت الآلهة الخرافية. فلما جاءت النصرانية اليهودية إلى هذا الوسط المادي الوثني المكتظ، لم يستطع الدين المحرّف أن يؤثر فيها، بل ذاب وتورط وأدخل في طقوسه الشرك الثالوثي والكورال الغنائي اليوناني وبهرجة لباس الكهنة وعملية &#8220;الاوكارستي&#8221; العجيبة، حيث يؤكل الإله خبزا ويشرب خمرا كما كان يفعل بعض عرب الجاهلية حين يأكلون إذا ما جاعوا أصناما كانوا قد صنعوها من الخبز والحلوى.
وهكذا استهان العقل الأوروبي -وما يزال &#8211; بدين محرف لما رأى فيه من شعوذة، في حين أثر الاسلام في العلوم الكونية وروضها. وتحت سيادة الوحي انبثقت عن القياس الأصولي المستعمل لفهم شريعة الله المنزلة منهجية القياس التجريبي، التي استعملت للكشف في كون الله المخلوق. لكن، &#8221; هل حرر المنطق الأرسطي العقل المسلم، وهل كان ابن رشد بأرسطيته الجديدة النقية هو باعث نهضة أوروبا؟ إذا فلنكن أرسطيين بأصالة رشدية لنتحرر ونلتحق بالركب! فلسفة أرسطو المحررة كما سربها ابن رشد إلى أوروبا كانت عماد فيلسوف الكنيسة الأكبر طوماس الإكويني. ونعرف أية حرية مارستها الكنيسة. أما الأصالة التي نحن بحاجة حيوية إليها فهي استعادة المنهجية التجريبية التي ولدت من رحم القياس الأصولي، ويدعيها غيرنا أبوة وأمومة&#8221;.[4] وقد أخذها عن علماء كابن الهيثم علماء أوروبا أبرزهم &#8220;جاليليو&#8221; و&#8221;نيوتن&#8221; و&#8221;بيكن&#8221; وغيرهم.
ينفي الإمام أن تكون الفلسفة الأرسطية قد حررت العقل المسلم أو أن يكون ابن رشد بأرسطيته الجديدة هو باعث نهضة أوروبا وهو ما قد يستهوي الفلاسفة واللائكيين العرب، مذكرا إياهم أولا أن علماء المسلمين عامة قد رفضوا هذا المنطق ما خلا الغزالي في مراحل بحثه الأولى، وثانيا أن هذه العلوم ليست عربية بل إسلامية شاركت فيها عبقريات عربية وعجمية فارسية وتركية وأفغانية وبربرية، وثالثا أن الأندلس الذي أضاء مصباحه على أوروبا إنما هو أندلس العباقرة الفلكيين والرياضيين والأطباء لا أندلس الفلاسفة وفي مقدمتهم ابن رشد.
 ويؤكد الإمام على أن الحكم الجائر هو من أقال العقل المؤمن من وظائفه، يقول &#8221; نعم كانت الإصابة بليغة وخانقة ومميتة للعقل، إصابته من جانب الحكم الجائر الذي أغلق باب الاجتهاد وكم الأفواه لكيلا يقول أحد غير ما يقوله الأمير. قال المامون العباسي : كونوا معتزلة، فسَادَ الاعتزالُ وجُلدت ظهور الأئمة. خنقوا العقل عندنا فطارت روحه العلومية إلى تلك الديار التي استوطنها لما لم يجد في بلاد المسلمين موطنا يأويه، وحاضنة تحضنه، ومرتعا يتغذى منه، وحاميا يحميه. كيف نسترضي الكريمة الطائرة من وكرها ؟ بأي ثمن نوطن في المجتمع المسلم روح العُلومية؟ الجواب بدهي : لا تعود الكريمة إلى بيت أهلها والجناة الخانقون للحريات الهاضمون لحقوق الإنسان على رأس الحي&#8221;.[5]
<h2>3. صدامان</h2>
اصطدم العقلان مرتين: أولاهما عندما فتح المسلمون بلاد فارس ومستعمرات بيزنطة، والثانية حين تفوق العقل الآخر منذ قرنين، فوجد أمامه عقلا غثائيا فغزاه فكريا وفصله عن الوحي. كان أمام &#8220;عقل غثائي وجسم غثائي غزاهما وأكلهما شر أكلة أمم مصنعة متعلمة تحب الحياة وتتقن فنونها، وتكره الموت وتذيقه الناس. ونحرص نحن في حضيض غثائيتنا على حياة أية حياة ثم لا نقدر، ونكره الموت البدني مرحبين بموت الكرامة وسفك دماء الإنسانية فينا&#8221;.[6]
ويسرد المؤلف بموسوعية كبيرة ما سماه مخلفات التاريخ الفكري وركامه الفلسفي والذاكرة الجماعية التي جعلت من الإسلام عدوا وبعد تأمله للوجه السلبي لحضارة تكاثرية مبذرة لوثت السماء والأرض والماء والهواء ولوثت العقول بفلسفتها الهائمة. يدعونا ألا نتغاضى عن عيوبنا بثلب الآخرين حتى نعالج مرضنا وعبودية عقولنا.
يوجه الإمام رحمه الله نقده لك نقدا صريحا، فـ&#8221; ما استعمروك إلا وفيك قابلية للاستعمار. رحمك الله يا مالك بن نبي. ولا خلفوا فيك ذرية هجينة وكيلة سادت في الميدان إلا لموقع انحطاطك الموروث. ولا ملؤوا عقولك وجزئيات حياتك بإفرازاتهم الفلسفية، وأدواتهم الحضارية، وبضائعهم الاستهلاكية، وأنماطهم الثقافية، إلا لأنك سوق عام مفتوح مستباح&#8221;.[7]
ويندبنا إلى أن &#8220;نقارن بين مزاياهم ومعايبنا لنرى أية مسافة تفصلنا عن الركب. بعدئذ فقط يحق لنا أن نفكر في الكلمة التي ينتظر الإنسان أن يسمعها منا في شأن حقه الأسمى. ثم لا يسمع منا إلا إن عالجنا عيوبا واستشفينا من أمراض، واكتسبنا بالجهاد ضد النفس أولا مزايا وقوة ومنعة&#8221;.[8]يدعونا إلى الوقوف عند تلك المزايا التي جعلتهم يتقدمون ونتأخر، ومنها الحرية ورفض الاستبداد البشري والعلوم، وثمرات العلوم، والإنفاق على البحث العلمي والجد والضبط والكفاءة في العمل وعلوم التسيير والتخطيط والتنظيم واليقظة والديمقراطية.
<h2>4. تحرير العقل المسلم</h2>
إن تحرير العقل المسلم من الهوى الفلسفي يبدأ بربطه بالوحي؛ ففي أول جملة كلم بها الحق سبحانه خاتم أنبيائه ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾،[9] جاء الجواب بأن الله هو الخالق لا الأصنام، ولا الأبوان، ولا الطبيعة. وليس الوحي فلسفة أو فكرا بل يستوجب تزكيا وتطهرا مستمرا بدأ بالطهارة البدنية والصلاة وسائر العبادات التي قد يستهين بأهميتها حتى بعض من يخططون لمستقبل الإسلام ودولتهم؛ فثالث ما نزل من السور قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾[10] تبين أن قيام الليل مدخل أساس للتغيير والتحرر فقد فرض قبل الصلوات الخمس.
هنا يتساءل الإمام رحمه الله: &#8221; قل لي! أعن محنة العقل نتحدث أم عن الطهارة والصلاة؟ ما هو العقل؟ ما هو الإنسان؟ أهو الجسم؟ أهو هذا الغائب الحاضر المعروف المنكر الذي تسميه «أنا» ولا تدري ما أنا؟ إذا كان الأنا هو العقل، وكان يفصل بين الجسد وما يتقمص الجسد، ويصدق حسه ولا يصدق الوحي فمحنته لا تنتهي&#8221;.[11]
يجيب المؤلف بعد عدة صفحات في مقال &#8216;الإسلام دين جماعة&#8217; بأن &#8220;المؤمن الوارد على الجماعة المؤمنة يجد في إصلاح نفسه وتقويمها ونهيها عن الهوى منذ يستقر لديه أن فلاحه في الآخرة يتوقف على إتيانه أمام ربه بقلب سليم. فَهمُّه منذئذ أن يتطهر ويتزكى باطنا كما يتطهر ويتزكى ظاهرا&#8221;.[12] فكل طاعة تنور العقل. فتزكية النفس وتطهيرها تتم من خلال تطهير الأعضاء وتحريكها في الصلاة والحج والعمرة والخطى إلى المسجد وسائر الشعائر. ومن الطاعات ما يذيق طعم الإيمان فيكون التحول الكياني الشامل. للإيمان ذوق إذن وطعم. والذوق تجربة علمية تقنعك إقناعا أسمى محتدا من المنطق الفكري. بيد أن الإمام رحمه الله يحذر من تقوقع وانكفاء واغترار العامل بعمله والمصلي بصلاته والملتحي بلحيته، حتى يرى كل الناس هلكى وهو الناجي فيخرج بعدئذ نقمة على البلاد، يبدع هذا ويبطل صلاة ذاك وينفر ويعسر وبعضهم صامت ناكص.
وينهي الإمام كتابه «محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى» ببسط كيفية تحرير العقل المسلم من آثار الغزو المترسبة فينا، آثار متجسدة في نخبة متفرنجة تحكم وتفرض إرادتها بالنار والحديد، وتفشل في كل ميدان. وإنما يكون تحرير العقل المسلم باقتصاد عصري منافس ودولة مستقرة، وبتحرر من الوطنية الضيقة القومية القطرية. وبمحو الأمية وبتوطين البحث العُلومي واكتساب الكفاءات التصنيعية الاختراعية.
 على أن هذا لا يعني أن نندمج في العصر لنختصر الطريق؛ بل نبني على أصولنا لا يغرنا ما بناه غيرنا لأن الإنسان لا معنى له عندهم، ولأن المسلمين وإن كانوا مرتبطين بالعالم وبمصير الإنسانية ارتباطا ضروريا معاشيا، إلا أن لهم ارتباطا رساليا، فنحن حملة رسالة الله إلى الناس بالرحمة والحق والعدل نعي ما علينا للإنسان من واجبات، وللخلق جميعا من حقوق. ومبدأ البناء اعتماد المفتاح القرآني؛ فكما &#8220;فتح الله بالقرآن قلوبا غلفا وعقولا كانت في جاهليتها في كِنٍّ عن الهداية، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجيل المبارك الذي عاش في كنفه إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. كذلك بالقرآن يعيد الله ثاني الخلق المسلم كما بدأ أوله. وكذلك بمنهاجه صلى الله عليه وسلم يضع عنا وعن كل جيل يهتدي بهدي الوحي والنبوة ركام الذهنيات والعادات والأنانيات التي تغم النفوس والعقول وتحجبها عن نور الوحي&#8221;.[13] وما ذلك على الله بعزيز. سبحانه.
[1] . ياسين، عبد السلام. (1994) محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، ص: 7. [2]. المصدر نفسه، ص 8. [3] . المصدر نفسه، ص 16-18. [4] . المصدر نفسه، ص 88-89. [5] . المصدر نفسه، ص 96. [6] . المصدر نفسه، ص 82. [7] . المصدر نفسه، ص 102. [8] . المصدر نفسه، ص 103. [9] . سورة العلق، الآيتان: 1و2. [10] . سورة المزمل، الآيات : 1-4. [11].  محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، ص: 46. [12] . المصدر نفسه، ص 60. [13]. المصدر نفسه، ص 119.

إضاءات على كتاب «محنة العقل المسلم»

الإمام الغزالي بيداغوجيا : تعريف وملاحظة وتمرين

لمحة في مفهوم اقتحام العقبة

صورة تخيلية للإمام الغزالي بالذكاء الاصطناعي

مكانة الإمام الغزالي عند الإمام عبد السلام ياسين -2-

قواعد التفكير المنهاجي

مكانة الإمام الغزالي عند الإمام عبد السلام ياسين -1-

الصهيونية بين رؤيتين..عبد الوهاب المسيري وعبد السلام ياسين

قضايا فكرية

إضاءات على كتاب «محنة العقل المسلم»

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

إضاءات على كتاب «حوار مع الفضلاء الديمقراطيين»

إضاءات على كتاب «محنة العقل المسلم»

إضاءات على كتاب «نظرات في الفقه والتاريخ»

مقالات ذات صلة