post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

&#8220;إن النظرية الاندماجية&#8221; التي صيغت لإصلاح &#8220;الشأن الديني&#8221; وتدبيره بالمغرب، تُعلِّق تحقق الأمن الروحي للمواطن بإمارة المؤمنين، إذ هي الدعامة له، فقد ورد في &#8220;دليل الإمام والخطيب&#8221; أن وجود:إمارة المومنين يشعر المواطن المغربي بأمنه الروحي بسبب ما يجد من ضمان لممارسة حقوقه الدينية، والتعبير عن مواجيده الإيمانية) [ref]دليل الإمام والخطيب والواعظ ص 38[/ref] .ويراد بـ&#8221;الأمن الروحي&#8221;:أن يعيش الناس فيما يتعلق بأمور دينهم اعتقادا وممارسة في راحة واطمئنان لـما هم عليه، بالحيلولة بينهم وبين كل ما يستهدفهم للتشويش عليهم) [ref]دليل الإمام والخطيب والواعظ ص: 111[/ref] . 
 والنظرية تتوسل لـهذا بالتمكين للتصوف القاعد الـمنعزل عن الشأن العام، و ترسخ مشاعر التسليم والهروب والانسحاب من الواقع، وتحصر حضور السالك إلى ربه في المجتمع في جوانب اجتماعية وثقافية، وحتى إن انخرط في الشأن العام، فلضمان الولاء المطلق للحاكم المطلق، بدليل ما جاء في الرسالة الـملكية التي وجهت إلى المشاركين في الدورة الوطنية الأولى للقاء سيدي شيكر للمنتسبين للتصوف:إنكم في لقائكم هذا كطائفة واحدة، مشربكم واحد وقصدكم واحد : خدمة الدين والوطن. أما خدمة الدين، فمنهجكم القويم فيها يتمثل أساسا في الاعتصام بالكتاب والسنة، وإشاعة العلم، وتهذيب النفس بالإكثار من الذكر، يضاف إلى هذا عمل المعروف، وإغاثة الملهوف، وكل أنواع البر. وأما خدمة الوطن فتتمثل أساسا في القيام بالواجب نحو الإمامة العظمى، التي تمثلها إمارة المؤمنين، والحرص على خصوصيات المغرب الثقافية، حتى لا تضمحل تحت تأثير كل المشوشات الدخيلة. وبذلك تحفظ كل المقومات التي تتيح الطمأنينة والسكينة والأمن) [ref]يوم الجمعة 19 شتنبر 2008[/ref] إن قصر التصوف على المنحى الانعزالي، وتطويعه كي يكون خادما لمقاصد الإمارة، فيه إساءة له ولأهل الله من السادة الصوفية، فتاريخ المغرب عرف صوفية قاعدة تبركية،&nbsp;&nbsp;كما أنه عرف صوفية قائمة سلوكية، ناهضت الظلم وعارضته، وكانت في طليعة المقاومة للحركات الاستعمارية التي عرفها تاريخنا، وتأسيا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ضربوا المثل الأعلى في السلوك إلى الله تعالى المقترن بالاهتمام بأمر المسلمين، حيث جعلوه سلوكا جهاديا جماعيا. 
 إن الأمن الروحي يتحقق بفتح الباب للعلماء الربانيين كي يربوا الأجيال على حب الله تعالى، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الـمؤمنين، وحب الأوطان، ويبلغوا بهم درجة الإحسان، مع سعيهم الحثيث لتحقيق العدل والكرامة بين الناس، حتى يكونوا آمنين في سربهم، مُعَافيْنَ في أجسادهم، وليس إسهاما في الظلم وتزكيته وتشجيعه، فالمؤمن الذي لا يخلط إيمانه بظلم هو الآمن بنص القرآن الكريم:الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [ref]الأنعام، 82[/ref] تاريخ النشر: فاتح يونيو 2011

“إمارة الـمؤمنين” دعامة للأمن الروحي!

رسالة الإسلام أو الطوفان

في الذكرى 50 لرسالة الإسلام أو الطوفان

الإيمان قبل الطوفان

التعليم في مشروع الإمام عبد السلام ياسين

السياسة والحكم

“إمارة الـمؤمنين” دعامة للأمن الروحي!

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

“إمارة الـمؤمنين” دعامة للأمن الروحي!

مقالات ذات صلة