post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الرحمة المهداة صل الله عليه وسلم
يفتتح الإمام عبد السلام ياسين رحمه في هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 12 ربيع الأول 1425هـ/02 ماي 2004م، في جو من الفرح بعيد المولد النبوي لسيدنا ومولانا رسول الله ﷺ. فكيف لا نفرح بمن أرسله الله رحمة للعالمين؟ وإن من الناس من يدعي بأن الاحتفال بمولد الحبيب ﷺ، وأين السنة إن لم نحتفل -بل نهتبل- فرحا بميلاد خير خلق الله أجمعين؟؟
قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]. وكلنا غارقون في الضلال لولا هذه «البعثة» الدائمة المتجددة في قلب كل مؤمن، وهو يرقى في معارج الإيمان إلى ذرى الإحسان، فيجد في قلبه هذا الميلاد النبوي الشريف دائم التجدد. ومن لم يستشعر في قلبه إشراقات هذا الميلاد، فنرجو من الحنّان المنّان أن يمن عليه بتوبة تجدد إيمانه.
نسأل الله عز وجل أن يجعل لنا في كل يوم فرحة برسول الله ﷺ، مشاعر غبطة بالمنة الإلهية التي حبتنا ببعثة رسول الله ﷺ في قلوبنا. وإن القلوب لميتة لولا أن يمن الله عليها ببصيص من نور، يصلها بالنور الأبدي بسيدنا ومولانا محمد ﷺ. فإن رسول الله ﷺ بشر لا كالبشر، وانظروا حفظكم الله إلى بردة الإمام البوصيري رضي الله عنه، ففيها من أسرار اللغة والمعاني الجليلة التي ضمنها بردته الشريفة.
نبحث عن الحكمة في كل ما نرى ونسمع، وقوله تعالى: ﴿وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، يشير إلى الأقوام السابقة تاريخيا، ويشير أيضا إلي وإليك أخي وإليك أختي، أنا أيضا كنت في ضلال مبين فاستنقذتني يد العناية الربانية ووصلتني بالرحمة المحمدية والنور الأكمل لسيدنا محمد ﷺ الذي علمني ودعاني إلى الخير. فنحب رسول الله لنحب الله الكريم الوهاب الذي من علينا بهذه النعمة العظيمة، فتكون محبتنا للحبيب المصطفى ﷺ مرقاة لمحبة الله تعالى شكرا واعترافا بفضله علينا.
وفي كل آية من آيات كتاب الله أستحضر خطاب الله إلي، ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8)﴾، وجدني يتيما -يتماً معنويا هو التيه في الدنيا- فآواني وهيأ لي من دلي طريق الهداية، وكنت عائلا من خبر الآخرة والشوق إلى لقاء الله تعالى فأغناني الله بمن يذكرني هم المصير والشوق إلى لقائه سبحانه. وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)﴾، أم يشرح الله صدري ورفع عني أثقال الجهل عن معنى وجودي ومعرفة ربي، ورفع ذكري حين سموت بذكره والتقرب إليه.
فنحتفل بعيد المولد النبوي لاحتفال رسول الله ﷺ وفرحه به، فإنه لما سئل عن صوم يوم الإثنين قال: «ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزِلَ علَيَّ فيه». وهذا برهان يكفي شرعا وذوقا وإيمانا. ولأئمتنا الفقهاء -ومنهم الإمام السيوطي رحمه الله-من التنزيل الفقهي ما يغنينا في باب الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله ﷺ.
نسأل الله يعرفنا نعمته ﷺ تعظيما ومحبة واتباعا

الإمام عبد السلام ياسين

فيديو

الرحمة المهداة صل الله عليه وسلم

أول شيء يسأل عنه الصلاة

أوصي…| الإمام عبد السّلام ياسين

ماذا نبلّغ ولماذا ؟ | الإمام عبد السّلام ياسين

فضل يوم عاشوراء | الإمام عبد السّلام ياسين

عليكم بالرباطات | الإمام عبد السّلام ياسين

استعد للرحيل | الإمام عبد السّلام ياسين

من مجالس الإمام

الرحمة المهداة صل الله عليه وسلم

أضف تعليقك (1 )

مقالات ذات صلة