post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

السلام عليك سيدي عبد السلام
سيدي،
طولُ الطريقْ وعرضُها وقلةُ زادي ومقاساة الخلقْ، وأنت قد سبقت. لا أقول مضيت. عذرا سيدي وعذري يحتاج إلى اعتذار وأنا لم أسعفك إلا بمحبةِ قاعِدٍ خاملْ/ ومن يجاريك ومن يضاهي منك الشمائلْ/ هل يغني أن أشق أكباد الكلمات إليك عسى تمدها من معناك وتردُّها إليَّ كحمام زاجلْ/ ولكن سيدي، كلماتي مثلي ليسَتْ كلُّها رواحلْ/ ولكم وددتُ صحبة في هجرتك، وهجرة في نصرتك، وأخرى نحبها، نصر وفتح قريب في حضرتك&#8230; وكم وددت&#8230; من بعيدْ/ وأنا سيدي لا أبدئ لنفسي ولا أعيدْ/ فامسح على رأسي بكفك وتلقفني ببردتك قبل العثورْ. وقل لي إن أحسنتَ فلا تبتئس! كم وددت أن تُلبسَ كلماتي معناها قبل أن تمضي. لكنك ما مضيت. فمثلك لا يودع ولا يبرح. وسلاطين أزقة الأرض قد قضوا بلا عَدّ ْ / أكلت دابة الدنيا مِنسَآتهم وهم أحياءْ، فخروا غير سُجَّدْ/ هل أغنى ما طن حواليهم من طلاب حظ وظلٍّ زائلْ/ وأنت سيدي ارتحلت مع بَنِيِّ الآخرة&#8230; تطلب مقعدَ صدق ونعيما وملكا عظيما عند علام الغيوبْ/ لا كسلاطين الأزقة والدروبْ/ لبثوا بعض يوم&#8230; وما لبثوا أن حلَّ الغُروبْ/ وأنت لم تنقطع&#8230; فلك بنونَ صالحون من كل فج عميق، وفي كل فج عميق لك يدْعُونْ؛ ومِيرَةُ علم نافع عليها في سِنِيِّ الجهل بالخالق والجهل على المخلوق&#8230;يقتاتونْ وعين ولاية جارية لعابري المنهاج ومقتحمي العقبةْ/ سيدي، وأنت مِن حُبِّ الآفلين قد فَكَكْتَ كم رقبة ً ورقبَة ْ/ ليتني استطعت معك صبرا، وقصصت آثارك بقوة وهببت معْك هبَّة ْ/ ليتني غلام تناولـُه حوتا لا يموت شيَّا/ يُعْلمني سَبْحُه متى صِرتُ حيَّا/ اسقني سيدي كما عَوَّدْتني، فإني كنت كلما فقدتُ القافلة ْ/ وانقطع رجائي في مرور السَّابلَة ْ/ وأغمضتُ جفني موقنا بالردى، أفقتُ فإذا بك تناولني&#8230; خِطامَ الراحلة ْ/ وتريني، من جديد، صُوَى الطلب والذوقْ/ منذ مررت ببابك ذات صباح، أريد خبزا لجوع بطني، فقلتَ ارفع بصر قلبك فوقْ/ وكان عليك برنس ومنه عليك قبة بشرية مخروطية، كأنك قد عُدتَ لتَوِّك من بيعة رقراقة تحت الشجرة. ناديتني فأتيتُ على شوق ْ/ ناولتني كُمَّ برنس مضمخا بعطر القرب. &#8221; تناولْ &#8220;&#8230; لمستـُه على استحياء فانكشفت لي عورتي الباطنة ووضعتُ رجلي على عتبة جهلي وشب عَمْري عن الدعوى &#8230; وكان قد لفني منها ألف زنًّار ٍ وطوقْ/ عطر كمك في خياشيم روحي وفي يدي لا يبلى&#8230; سيدي/ يقولون صوفي. ما أنصفوك. حين قبَّلتُ يدَك الناعمة البيضاء من غير سوء &#8230;عرفتُ أنك سُندسِيّ ْ! وعرفت أن لا حاجة لي للبس الصوف&#8230; فأنت سُندسِي! ولم تطب لك الخلوات، وما مكثتَ تستلذ الأحوال وتحصي المقامات. بللتَ كمك بعطر الإحسان لكل عابر سبيل عسى تنالـُه نسمة قرب. غيرُكَ كتموا مسك قلوبهم وأنت&#8230; كموسى يدعو ربه &#8220;وأرسل إلى هارونْ&#8221;/ بَثَثـْتَ روحك في كل وادْ/ فأنبتَهَا رجالا ربُّ العبادْ/ واحترفت لنا الدعاء : &#8221; يا رب توَلَّ فلان، وفلان، وفلان وفلانْ، إلى مد البصر&#8230;فيمن توليتْ!&#8221; ولم تسألنا على حرفته أجرا. لم تسألنا إلا أن نريد. &#8220;عليك أن تريد، عليك أن تريد، عليك أن تريد!&#8221; آه سيدي، سيدي، علي أن أريد، علي أن أريد&#8230;أنَّى لي؟ رِد لي سيدي، رد لي وأوردني عينك الجارية فإني لا أحسن أن أريد، لا أحسن شيئا&#8230; ولا يأتي مني شيء ولا بد منْكَ&#8230;لي! وقلت &#8220;تحدث عني!&#8221;&#8230; وها أنذا أتحدث عن، عن، عنك&#8230; أحاولْ/ وأنت مَتنِي وأنت سند الذهب بلا سلاسلْ/ وأنت الرجل الصحيح المتواتر في ديوان الرجال، وشانئك موضوع متروك غيرُ ذي طائلْ/ وأنت عبد من برْدٍ وسلامْ/ النظر سلامْ؛ الحديث سلامْ؛ المجلس سلامْ؛ اللقاء سلامْ؛ والفراق سلامْ. فالسلام عليك سيدي ورحمة الله&#8230; لا أقول عليك السلامْ/ . . . نص كتبته منذ عشر سنوات والنعي جديد، أعيد نشره في الذكرى العاشرة لوفاة شيخي الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله ورضي عنه .. رضا نازه

السلام عليك سيدي عبد السلام

عبد السلام ياسين كما عرفته

كلمة جامعة للأستاذ محمد عبادي في نصيحة الوفاء

في معاني التربية الإيمانية عند الإمام عبد السلام ياسين

السلام عليك سيدي عبد السلام

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

سجل أنا شهيد

السلام عليك سيدي عبد السلام

غلاو غلاو .. كالتبر صارو يسواو

تمام ثريات الرواق

وديعة شيخه

أم الخفاء

مقالات ذات صلة