post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<h2>الفصل الرابع: القيادة</h2>
قسمه الكاتب إلى عشرة فقرات الفقرة الأولى(مرحلتان) ذكر الكاتب أن الجماعة الطليعة واحدة في قطر أو متعددة داخل رابطة<a id="_ednref1" href="#_edn1">[1]</a> تمر بمرحلتين، المرحلة الأولى: تأسيس الجماعة ويبرز أشخاص هم آباء الجماعة وأمهاتها، لأنهم يملكون الشجاعة في الحق، والعلم بالواجب الشرعي، والغيرة على الأمة، ومن هذه القيادات يظهر لنا رجل قيادي رباني، لكن يجب أن لا يحجب الأتباع عن القائد الحقيقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمرحلة الثانية، مرحلة الرشد وهي مرحلة أوان الشورى واختبار الرجال.
(العدد والتنظيم) يقول الكاتب:&#8221; إن الجماعة أو رابطة جماعات متعاونة متعاقدة، القادرة على إبطال الباطل وإحقاق الحق هي الجماعة المكتملة البنية المتينة الارتباط)&#8220;<a id="_ednref2" href="#_edn2">[2]</a> وأن العبرة ليست بالكثرة أو القلة، لكن العبرة بالسواد الأعظم مع نظام وتجنيد، أي مع قيادة محبوبة ومربية ومطاعة<a id="_ednref3" href="#_edn3">[3]</a>.
ويؤكد أن على جسم الجماعة المجاهدة أن يقاوم ويدافع ويجمع شمل المسلمين، لذلك ينبغي أن يكون فولاذيا، والمقصود بالتنظيم أن يسلك السواد الأعظم في سلك النواظم الثلاث: التراحم والتحاب في الله، والشورى والإجماع على رأي واجتهاد، والطاعة لأولي الأمر منا، ويتم تعيين القائد الرباني أهل الحل والعقد من الأمة.
(قيادة قوية لمواقف رديئة) يقول الكاتب:&#8221; تتضاعف أعباء القيادة برداءة المواقف التي توجد فيها الدعوة، وانحطاط السواد الأعظم خلقا وعلما ودينا وغياب معاني الولاية والجهاد من أفق إسلام الخمول)&#8220;<a id="_ednref4" href="#_edn4">[4]</a> ويحتاج هذا السواد إلى قيادة تصنع منه سيفا بتارا.
( الإمام قطب الأمة) ذكر الكاتب أن الأمم في الماضي واليوم توصلت إلى ثلاثة أنظمة للحكم، ذكرها واختار واحدا منها وهو اختيار قيادة منتخبة يقول الكاتب &#8221; &#8230;1- استبداد فردي فيه مزيد هلكة للشعوب المغلوبة على أمرها، ومن أنواعه ملكنا العاض والجبري. 2- قيادة جماعية، في زعمها، لا تلبث واجهتها أن تتكشف عن المنقذ الجبار كما وقع في روسيا، أو تستمر في نوع من الفوضى الديمقراطية العامة كما هو حال إيطاليا منذ سقوط موسوليني. 3- قيادة شخصية منتخبة مسؤولة أمام الشعب وممثليه، وإلى هذا انتهت حكمة الشعوب ومنه كان ابتدأ تاريخ الخلافة الراشدة وإليه يعود إن شاء الله تعالى)&#8220;<a id="_ednref5" href="#_edn5">[5]</a>
( قيادة رصينة لعالم مضطرب) يقول الكاتب أن الولاية الإيمانية هي أساس العلاقة بين القيادة والقاعدة يقول الكاتب:&#8221; فقوة القيادة ورصانتها، واستمساكها مع القاعدة استمساكا واثقا ينبني على الولاية الإيمانية لا على الوعود البراقة والخطب الرنانة)&#8220;<a id="_ednref6" href="#_edn6">[6]</a> وتمتحن هذه الولاية في نواظمها الثلاث عندما تشتد الأزمات، وتكثر المشاكل، وتشن الحروب على الصف.
( ولو اتبع الحق أهواءهم) يذكر الكاتب أن السواد الأعظم بعد القومة ينتظر الرخاء الاقتصادي والاجتماعي..، لكن هذا الأمر لا يتم على طبق من ذهب بل لا بد من اتخاذ الأسباب، يقول الكاتب:&#8221; هناك وعد الله عز وجل بالتوفيق وإغداق النعم والبركات على كل قرية آمن أهلها واتقوا، لكن هذا الوعد مرتبط باتخاذ الأسباب)&#8220;<a id="_ednref7" href="#_edn7">[7]</a>
وذكر الكاتب مأساة الانقلابات ومهزلتها في استيلاء زمرة من الضباط وقبضهم على رؤوس النظام، ثم منهم من تدفعه غيرة حقيقية ومنهم المغامر قانص الفرص، ثم بشرى تزف للشعب ووعود وحماس، ثم تختفي من المسرح وجوه وتظهر وجوه، ثم يبرد الحماس وتخلف الوعود ويخيب الأمل في أوساط الشعب<a id="_ednref8" href="#_edn8">[8]</a>.
ويقول الكاتب للخروج من هذه المهزلة الانقلابية، يحتاج جند الله إلى أن تكون صورة ما ينتظرهم واضحة ومهامهم معروفة:&#8221; خاصة مهمة المجلس القيادي، خاصة مهمة القائد الإمام)&#8220;<a id="_ednref9" href="#_edn9">[9]</a> ويؤكد ذلك بأن قاعدة القومة هي الكريهة أي أن القومة هي حمل الناس على ما يكرهون، على جند الله أن يحملوا الناس على حزم البطون ويعطوهم القدوة في ذلك.
ويذكر الكاتب كيف تنظم العلاقة بين القائد الإمام وبين جند الله بقوله:&#8221; القائد الإمام له الطاعة وعليه الشورى وبما أنها كريهة فقد أعطاه الشرع أن يطاع في المنشط والمكره وأعطاه الشرع أن يطاع ولو اعتبر جندي من جند الله أن حقا له أهمل&#8230; الإمام تحمله على الاستقامة يقظة الجند وواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو يحملهم على الجادة بواجب الطاعة في المنشط والمكره وأثرة عليهم)&#8220;<a id="_ednref10" href="#_edn10">[10]</a>
ثم ذكر الكاتب مستعينا بكلام ابن تيمية في أن واجب الراعي الإحسان إلى الرعية والرفق بهم، وليس الرفق والإحسان هو فعل ما يهوونه، بل فعل مصلحتهم الدنيوية والأخروية، والرفق بهم في ما يكرهونه.
( القرار للقائد الإمام) يذكر الكاتب في هذه الفقرة أن الإمام يستشير لكن تبقى له العزمة الحاسمة لقوله تعالى:﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾( آل عمران:159) اجتنابا للعنت والتعب لقوله تعالى:﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ﴾(الحجرات:7) والعنت هو التعب كما نقل الكاتب عن السيوطي في &#8220;الدر المنثور&#8221;.
(أمراض الجماعة) بعد حديث الكاتب عن الولاية العامة( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، طاعة الله ورسوله) المستنبطة من قوله تعالى:&#8221; ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾(التوبة: 71) والولاية الجهادية( الهجرة والنصرة، الإيواء والجهاد) المستنبطة من قوله تعالى: &#8220;﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾(الانفال:72)
ذكر الكاتب الأمراض التي تقدح في إيمان عضو الجماعة: الشح المطاع، والهوى المتبع، والدنيا المؤثرة، والإعجاب بالرأي، والإخلال بشعب الإيمان البضع والسبعون، والوقاية والعلاج منها هو ذكر الله، والاستغفار، والإنابة، وأضاف: &#8220;وهناك مرضان رئيسيان يتربصان كل جماعة بشرية لاسيما إن تولت الحكم، وهما العجب المستكبر، وبطانة السوء)&#8220;<a id="_ednref11" href="#_edn11">[11]</a> وهما الفقرتان التاليتان وبهما سيختم هذا الفصل بل يختم الكتاب.
(العجب) ذكر الكاتب في ما نقله عن الإمام علي رضي الله عنه أن العجب بالنفس، والثقة بها، والثقة بما يعجب منها، وحب الإطراء، من مداخل الشيطان، يقول الكاتب:&#8221; فإن النفس الطاغوتية تحب من يتملقها ويطريها، ويزايد في الإشادة بفضائلها المزعومة)&#8220;<a id="_ednref12" href="#_edn12">[12]</a>
وبهذه الإشادة والإطراء ينشأ عندنا طواغيت ومستبدين: &#8220;وتتعاشر الطاغوتية فيتكون الملأ المستكبر. تتكون شرذمة تطأ رقاب العباد تستأثر بالأموال، وتفتك بالمعارضين، وتستعبد لنزواتها وشهواتها كل إمكانيات الدولة)&#8220;<a id="_ednref13" href="#_edn13">[13]</a> لكن علاج هذا الأمر كما يقول الكاتب: &#8220;وتلافيا لمثل هذا أوجب الله علينا التآمر بالمعروف والنهي عن المنكر&#8230;)&#8220;<a id="_ednref14" href="#_edn14">[14]</a>
(البطانة) في هذه الفقرة تكلم الكاتب عن بطانة القائد الإمام، وقسمها إلى ثلاث أقسام: بطانة تأمر بالشر وتحض الإمام القائد عليه، وعلى الإمام الحذر من هذا القسم وفي ذلك يقول: &#8220;وعلى كل من حمل مسؤولية من المومنين أن يتعرض لحفظ الله عز وجل بالاحتياط الدائم الشديد من المتملقين وأهل الخبال والفساد)&#8220;<a id="_ednref15" href="#_edn15">[15]</a> والقسم الثاني هم البطانة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، وهي التي تقي القائد شر القسم الأول يقول الكاتب: &#8220;ولا مهرب للولاة ولا للقائد الإمام من أخطار البطانة إلا بفتح الأبواب لممثلي الأمة، وتشجيع المتظلمين على كشف ما يدور حول القيادة وفي ظلها مما يخالف الحق)&#8220;<a id="_ednref16" href="#_edn16">[16]</a> 
وبهذا نكون قد أتينا على نهاية هذه الجولة الممتعة مع ما خطه عالم ومجدد من أعلام هذه الأمة، نسأل الله أن ينفع به، وأن يتقبل منه. 
سبحان الذي تتم بنعمته الصالحات 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
<a id="_edn1" href="#_ednref1">[1]</a> &#8211; ياسين، عبد السلام، جماعة المسلمين ورابطتها، ص:93 
<a id="_edn2" href="#_ednref2">[2]</a> -ص:94 
<a id="_edn3" href="#_ednref3">[3]</a> &#8211; ص:94 
<a id="_edn4" href="#_ednref4">[4]</a>] -ص:96 
<a id="_edn5" href="#_ednref5">[5]</a> &#8211; ص:98 
<a id="_edn6" href="#_ednref6">[6]</a> &#8211; ص:100 
<a id="_edn7" href="#_ednref7">[7]</a> -ص:104 
<a id="_edn8" href="#_ednref8">[8]</a> &#8211; 104 
<a id="_edn9" href="#_ednref9">[9]</a> &#8211; ص:105 
<a id="_edn10" href="#_ednref10">[10]</a> &#8211; 106 
<a id="_edn11" href="#_ednref11">[11]</a> &#8211; ص: 114. 
<a id="_edn12" href="#_ednref12">[12]</a> &#8211; ص:115 
<a id="_edn13" href="#_ednref13">[13]</a> &#8211; ص: 115 
<a id="_edn14" href="#_ednref14">[14]</a> &#8211; نفسه 
<a id="_edn15" href="#_ednref15">[15]</a> &#8211; ص:116. 
<a id="_edn16" href="#_ednref16">[16]</a> &#8211; ص:117

قراءة في كتاب “جماعة المسلمين ورابطتها”: القيادة

صورة تخيلية للإمام الغزالي بالذكاء الاصطناعي

الإمام الغزالي: المنقذ من ضلال السفسطة

معالم منهجية في قراءة كتب الإمام

الإمام الغزالي بيداغوجيا : تعريف وملاحظة وتمرين

قضايا فكرية

قراءة في كتاب “جماعة المسلمين ورابطتها”: القيادة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

جماعة المسلمين من تشخيص الداء إلى مقترح البناء

ولاية الله ورسوله والمومنين

الدعوة والدولة

قراءة في كتاب “جماعة المسلمين ورابطتها”: جماعة المسلمين

قراءة في كتاب “جماعة المسلمين ورابطتها”: القيادة

مقالات ذات صلة