كانت دعوة الإمام عبد السلام ياسين امتدادا لدعوة الإمام البنا رحمهما الله و تاجا لها في أبعادها التربوية و التنظيمية و الجهادية، و كانت للإمام ياسين إضافات نوعية عميقة تأصيلا و تنظيرا و تخطيطا، لكن أهم ما ميز عمق فكر الإمام ياسين ورجاحة نظره هو وضعه الأصبع على المنهاج النبوي لتغيير الإنسان، إذ هو مناطُ التغيير الحقيقي لحال الأمة برمتها…

تجديد الدين على مستوى السلوك التربوي للفرد وعلى مستوى السير التنظيمي للجماعة، مطلبان يعتبران مناط التجديد في فكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله و أسكنه فسيح الجنان، لا يفترقان في منهاجه وتنظيره كما حدث في الأمة منذ أن رفع الله الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، و تحول أمر الأمة من حكم الشورى إلى ملك عضوض، ذلكم الحدث التاريخي المزلزل الذي سماه بالانكسار التاريخي…

نحسب الإمام الجليل عبد السلام ياسين ممن جعل لهم الرحمان ودا، ولا نزكي على الله أحدا، ودلائل عالم الشهادة وبشائر عالم الغيب مجتمعة ومتوافقة على ذلك ولله الحمد وله المنة…