في ذكرى رحيل الامام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله كثير من القلوب والعقول…

إذا تميز الإمام المجدد عبد السلام ياسين بأمر فلن يكون إلا عرضه المنهاج النبوي…

اضطربت الحركة الإسلامية لما عبأت الشباب والرجال والنساء على قاعدة الفكرة الإسلامية…

أن يتنور القلب بنور الوحي ونور النبوة، فيدرك ما شاء الله تعالى من حقائق التوح…

يشكل اجتهاد الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين، حلقة محورية وقاعدة أساسية في بناء الحركة الإسلامية المعاصرة، وإن كان لم يحصل به الاهتمام الضروري والكافي اليوم، فإن قابل الأعوام والسنين سيكشف عن قيمة وأهمية ومحورية هذا الاجتهاد باعتباره عملا تجديديا شاملا ومتكاملا…

ليس غريبا على الرجل أن يجعل شعارا لمجلة “الجماعة”، التي كانت اللبنة الإعلامية الأساسية في عرض مشروعه التجديدي (مشروع العدل والإحسان) أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الميلادي، بدايات القرن الخامس عشر الهجري الذي يصفه بقرن الإسلام، الآية الكريمة من كتاب الله تعالى: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ…

إن اكتمال مسيرة القلب والعقل والجسد ضمن حركة الجهاد عبر الخصال العشر كما اجتهد الإمام عبد السلام ياسين، رحمه الله، في اكتشافها وعرضها، يورث حركة قوية ورحيمة وحكيمة وفق وعي سياسي جديد ومتجدد يستفيد من التجارب البشرية في كثير من فروع العمل، لكنه منفرد بأصوله ومقاصده وغايته، مما يجعله متميزا في حركته، وهو ما ستكشفه الأيام، بل الأعوام القادمة…

لنخرج من معنى التجديد كما هو مسطر في بعض الأبحاث، إذ لا يتجاوز معنى تجزيئيا منسجما تماما مع الواقع…

حديث جبريل المشهور الذي أخبر من خلاله المعلم المربي المزكي القدوة الإمام…

وقبل الحديث عن منهاج اقتحام العقبة إلى الله تعالى نعرج على المعاني القرآنية النبوية المبرزة لما جعل الله تعالى الإنسان عليه من إكرام ونعم سبحانه وتعالى، وذلك لنفقه أن الدعوة إلى الله جل جلاله دائرة على أمر عظيم موضوعه هذا الإنسان صنع الله لتدله على الله، وكفى بها مهنة، وكفى بها مسؤولية…