post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

أيـة تنمي؟
أية تنمية تُلائم حياة جماعية مبنية على قيم التضامن والتكافل التي يحث عليها الإسلام؟ هل لنا الخيار في سلوك سبيل آخر نحو التقدم الاقتصادي غير السبيل الذي تحدده وسائلنا وإمكانيات عصرنا؟ سؤال يناسب وضعنا الحالي.
ففي المسجد نستوطن الزمن الأخوي المطمئن، لكننا حين نخرج إلى الشارع ونعود إلى البيت، نستنشق هواء الزمن الحديث. لذا يجب على المسلم -بعد الخشوع والتضرع- أن يشمر عن ساعده ويكدح لكسب لقمة عيشه. فإن المجتمع المسلم محتاج إلى حد أدنى من الرفاهية المادية ليضمن بالمعاش الكريم الراحة الخلقية والروحية لرجاله ونسائه.
إسلاميتنا لا تجعلنا في مأمن من القاعدة الاقتصادية، والعلة الاقتصادية لا دواء لها إلا الدواء الاقتصادي. لكن الاقتصاد الحديث العهد الإمبراطوري الخاضع للشركات الدولية العملاقة لا يدع لنا منفرجا ضيقا لنتسلل عبره إلى فضاء الكفاية والعيش الكريم إلا بتركيز جهودنا وتجميع قوانا الذاتية. يبدو أن اليوم الذي ستتمكن فيه الشعوب المسلمة من التأثير على اقتصاد مُعَوْلَم لا يزال بعيدا. فرغم نفطنا وغازنا، ورغم مواردنا المادية والبشرية، لايزال تأثيرنا على الميزان الدولي تافها، لأن وعينا بهويتنا منعدم، ولأننا نفتقر إلى أحد أهم عوامل التنمية: عدل حر، وحرية عادلة.
الإسلام والحداثة، ص: 281-282

السياسة والحكم

أيـة تنمية؟

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

الحج مطهرة وهداية

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

من شعب الإيمان..الحج والعمرة

صور من محبة رسول الله ﷺ

خطاب الروح الصليبي وبطشه

الأنانية والجشع وصناعة الفساد

مقالات ذات صلة