post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<h2>تقديم:</h2>
<p>للبذل منزلة عظيمة في ديننا الإسلامي الحنيف، لما فيه من الفضل والخير،  ولما ينجم عنه من الأثر المحمود في حياة الفرد والجماعة والأمة والناس أجمعين. فقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بالإنفاق والصدقة والعطاء، بالمال والنفس والوقت وكل ما يملكه الإنسان. فلننظر في معاني كلمة &#8220;البذل&#8221; ودلالاتها الشرعية، ثم ننتقل إلى بيان علاقة البذل بالتربية الإيمانية الإحسانية من جهة، وصلته بالبناء الجماعي والجهد الكلي لإحياء الأمة الإسلامية وتحقيق مقاصدها من جهة ثانية.</p>
<h2>معنى البذل:</h2>
<p> وردت كلمة &#8220;بذل&#8221; في الحديث النبوي الشريف، ومعناها لغة إعطاء الشيء والجود به استهانة به في مقابل الفضل المرجو. يقال ابتذل الشيء احتقره. ويدخل في هذه الخصلة ما أمر الله به من الإنفاق، ويدخل فيها الجهاد بالمال وهو مقدمة للجهاد بالنفس. [1] و&#8221;البذل عطاء وسماحة وكرم ومساعدة وخدمة وفُتُوَّة. مُقابلَ أنانية المستكبرين والترفّعِ، والتنطعِ، والحرصِ الجشع، والصمم عن بؤس البائسين، وحاجة المحتاجين. المعادن الخِسيسة&#8221;. [2]</p>
<p>البذل هو حقيقة شكر نعم الله تعالى، وهو التعبير الصادق والبرهان العملي على صدق الإيمان، وصدق التحرير والاقتحام، ودعوى المحبة والاقتداء. يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: “أن العمل الجهادي المنظم لا ينهض له إلا الصادقون، وكل صادق لا يعرف صدقه إلا إن برهن عليه عمليا”. [3]</p>
<h2>الآثار التربوية والعملية للبذل:</h2>
<p>البذل خصلة من خصال المنهاج النبوي العشرة، وهو الخصلة الرابعة بعد الصحبة والجماعة، والذكر، والصدق. وتقع تحت هذه الخصلة خمس شعب إيمانية هي: الزكاة والصدقة، والكرم والنفقة في سبيل الله، وإيتاء ذي القربى واليتامى والمساكين، وإطعام الطعام، وقسمة المال.</p>
<p>واستنادا إلى نظرية المنهاج النبوي التي صاغها الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في مؤلفاته ورسائله ومقالاته، نستطيع أن نتبين تصوره لخصلة البذل وأثرها في الفرد والجماعة والأمة، وذلك بناء على أوامر القرآن الكريم وتوجيهات السنة النبوية.</p>
<p>يقول الله تعالى: &#8220;إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم&#8221; (الأنفال: 2-4). </p>
<p>يندرج البذل ضمن مسيرة تربوية متكاملة، يجتمع فيها ذكر الله وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله، ويكون جزاؤه السالك فيها نيل شهادة الإيمان الحق، وارتقاء الدرجات، والفوز بالمغفرة والرزق الكريم.</p>
<p>وفي البذل معاملة خاصة مع الله رب العباد، ولننظر إلى قول الله تعالى: &#8220;إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة&#8221; (التوبة: 111).</p>
<p>ثم يكون من ثمار البذل تحقيق التعاون بين المؤمنين والمؤمنات في بناء الصف المتراص المتراحم، في بناء الجماعة المجاهدة والحاملة لمشروع تحرير الأمة المسلمة، وتعزيز وحدتها، وحمل الرسالة الخاتمة إلى العالمين. إنها رسالة رحمة ورفق، وعدل وإحسان، ونصيحة وشورى.</p>
<p>&nbsp;</p>
<p>[1] ياسين، عبد السلام:  المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، ص 215.</p>
<p>[2] ياسين، عبد السلام: رسالة تذكير، ص 19.</p>
<p>[3] ياسين، عبد السلام:  المنهاج النبوي، ص 219.</p>


البذل: معناه وآثاره

ما العلاقة بين التزكية والنصر؟

شعراء في حضرة الحبيب ﷺ

الصلاة عماد الدين

الفرح برسول الله ﷺ

حريص عليكم..

الحبيب صلى الله عليه وسلم

التزكية والدعوة

البذل: معناه وآثاره

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

البذل: معناه وآثاره

عشرة أسباب لمنع ولوج كتب عبد السلام ياسين إلى المعرض الدولي للكتاب بالرباط

في حاجة الأمة الإسلامية إلى التربية والتزكية

الرسائل العشر في كلمة فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان

بناء الفرد والجماعة في نظرية المنهاج النبوي: السياق والخطوات

المواطنة المزدوجة

مقالات ذات صلة