post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<p>هذا المؤتمر الذي يقام إحياء لفكر إمام جاهد طويلا وعمل كثيرا من أجل التغيير، عاش في مدة كانت الأمة تعيش في ظلام دامس قبل الصحوة الإسلامية التي مَنّ الله تعالى بها علينا، وأتى فيها بنيان الكفار من قواعده فخر عليهم السقف من فوقهم وأتتهم الصحوة من حيث لا يشعرون، في وقت لم يتوقع فيه أحد أن تقوم للإسلام قائمة ولا أن يعود الإسلام منتصرا ممكّنا له في الأرض من جديد، جاء الله تعالى بهذه الصحوة على خلاف رغبات الكثيرين و توقعات الكثيرين بعد مؤامرات طويلة وكيد هائل ومصداق ذلك في قول الله تبارك و تعالى (و إن كان مكرهم لِتزول منه الجبال) في قراءة  &#8221; لَتزول منه الجبال &#8220;مكر هائل ، مكر الليل والنهار لكن الله تعالى أتى بهذه الصحوة بعد مجهودات رجال كان منهم الشيخ الإمام عبد السلام ياسين؛ الذي كان حلقة في سلسلة من المجددين العاملين؛ إذ لم يكتفوا بتسطير أفكارهم و كتابة آرائهم في كتب تتناولها أيد و أفكار و عقول ثم لا يكون لها في واقع الناس عمل ملموس، إنما تعدوا ذلك إلى العمل والاجتهاد والبذل وتكوين مدرسة تابعة نرى آثارها اليوم في المغرب بفضل الله تعالى، في ذلك القطر الحبيب إلى قلوبنا، في ذلك القطر القصِيِّ البعيد؛ قامت تلك الدعوة وكانت حلقة في سلسلة أئمة استطاعوا أن يكوّنوا أتباعا هم اليوم ملء السمع والبصر، هم اليوم حديث الدنيا الشاغل، الإمام الشهيد حسن البنا ومدرسته التي كونها، الإمام أبو الحسن الندوي ومدرسته الجليلة، الإمام أبو الأعلى المودودي ومدرسته الجليلة، الشيخ الدكتور مصطفى السباعي في دمشق، الشيخ عبد الكريم الرفاعي في دمشق، و هكذا أئمة علماء دعاة عاملون بذلوا اجتهدوا أعطوا قدموا حتى تكونت هذه المدرسة مدرسة الأتباع التي تحمل الفكر والأهم تحمل الهم، تحمل هم العمل، همَّ هداية المسلمين هم التغيير المنشود الذي نسعى جميعا إليه، وما أجمل كلمة التغيير في هذا المؤتمر، )إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم( لا أريد أن أطيل إنما أنا دخيل على هذا المؤتمر، وإنما أنا قادم سريع لا أريد أن أطيل عليكم و لا أن أُخلّ ببرنامجكم، لكن لدي رجاء أن يعقد المؤتمر القادم في إحدى الدول العربية أيضا، إن هذا المؤتمر كُرِّم بانعقاده في اسطنبول وتشرفت هذه المدينة بانعقاد المؤتمر فيها، لكن أيضا إخوانكم العرب المشارقة من حقهم عليكم أن يقام المؤتمر في أرضهم، و لسبب يسير أن أهل المغرب وتراثهم وأعمالهم وجهادهم وأبطالهم وعلمائهم وعبّادهم وزهّادهم ومغيّريهم هم في واد و أهل المشرق في واد آخر لا تسلني عن السبب،كان ذلك منذ زمن الإمام ابن حزم الذي شكى منه، وابن حزم توفي اليوم قبل ألف  إلا عشرين سنة، ومن زمن الأئمة المغاربة الذين توجعوا من قلة علم المشارقة بتراثهم وأخبارهم إلى آخره. فنحن اليوم في حاجة إلى أن ننشر فكر هذا الإمام وعمله، وجهد هذا الإمام في بلادنا المشرقية العربية التي حيل بين المغرب الأقصى و المغرب الأوسط و المغرب الأدنى وبينهم لأسباب تاريخية لا مجال لذكرها في هذه العجالة، فأرجو أن تتمكنوا من إقامة المؤتمر القادم هنالك حتى تعمّ فكرة التغيير، نحن في حاجة ماسة وفي مدة صعبة حرجة، نحن في عنق الزجاجة التي سنخرج منها إن شاء الله إلى فضاء العزّ والتمكين، فما أحوجنا إلى مثل هذه التجارب أن نعرفها، أن نطَّلع عليها، أن نفقه مسارها، أن نفقه مآلاتها، إلى أين سارت؟ ما هو واقعها اليوم؟ ما هي الأفكار والأعمال التي تنتظرها في الساحة الإسلامية اليوم؟ نحن في أمس الحاجة إلى كل ذلك، أسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقكم و أن ينفع بكم و أن يُجري أعمال مؤتمركم على خير ما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وجزاكم الله خيرا على إتاحة الفرصة للعبد الفقير للحديث على مثل هذه القامات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.</p>
<p><iframe loading="lazy" title="الدكتور محمد موسى الشريف: الإمام جاهد طويلا وعمل كثيرا من أجل التغيير" width="500" height="281" src="https://www.youtube.com/embed/Q_IcJw_3qPM?feature=oembed" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" allowfullscreen></iframe></p>


شهادات

الدكتور موسى الشريف | الإمام جاهد كثيرا وعمل كثيرا من أجل التغيير

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

سفر إلى الله || ذ.فضل الله الفلاحي || يوم المؤمن وليلته

جاءكم المطهر

شهر رمضان

إدارة مواقع الإمام تبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك

أسرى الحرب في الإسلام

20 فبراير 1978 | خروج الإمام من الاعتقال إثر رسالة الإسلام أو الطوفان

مقالات ذات صلة