post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

ألقى فضيلة الأمين العام لجماعة العدل والإحسان يوم الأحد 26 ربيع الأول 1444، الموافق ل 23 أكتوبر 2022 كلمة معلنة عن انطلاق فعاليات الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الجماعة. وهي كلمة ذات خصوصية واضحة في ظل تجدد ذكرى انطلاق مشروع عظيم للتحرر والبناء، مشروع تحرير الأمة من جميع مظاهر الاستبداد والتخلف والتبعية لأقطاب الجاهلية، شرقا وغربا.



وجدير بنا أن نصوغ السؤال التالي: ما هي أوجه خصوصيتها؟



أولا: هي كلمة مؤذنة بانطلاق فعاليات الاحتفال بهذه الذكرى المميزة.



ثانيا: هي خطاب معبر عن جميع مكونات الجماعة ومؤسساتها وقطاعاتها.



ثالثا: هي كلمة صادرة عن الأمين العام، العالم والداعية والمربي والحكيم الأستاذ محمد عبادي، المتصف بكثير من الخصال المشهودة أبرزها تطابق السيرة والقول، وهذا مما تدعو إليه جماعة العدل والإحسان في جميع خطاباتها ولقاءاتها ومواقفها.



رابعا: هي كلمة تأتي في سياق محلي وإقليمي ودولي مضطرب ومرتبك اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا.



لهذه العوامل والأسباب، يتأكد واجب الغوص في معانيها ورسائلها وإيحاءاتها، فما هي يا ترى أهم هذه الدلالات والرسائل؟



1.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; أول ما يطالعنا من المعاني القوية، هي تذكر نعم الله تعالى، والتواصل مع الآخرين (وهم إخوة أصالة)، وطلب النصح والإفادة من &#8220;النقد&#8221;: &#8221; احتفال نتذكر فيه ما منّ الله به علينا من نعم خلال هذه المدة فنزداد شكرا لله طمعا في المزيد {لئن شكرتم لأزيدنكم}. ونتواصل فيه مع إخواننا نطلعهم على بعض أنشطتنا وبما ننوي القيام به طلبا لنصحهم وتوجيهاتهم.&#8221;



2.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; ثانيها تعظيم أمر الصحبة، صحبة الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى ورفع درجته. يقول الأستاذ عبادي: &#8220;إننا نعتبر صحبتنا لمؤسس الجماعة الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله من أعظم النعم التي منّ الله بها علينا.&#8221; وليست الصحبة شيئا آخر غير الحب في الله، والتحاب في الله، واتباع سبيل من أناب إلى الله تعالى لنكون من المحسنين.



3.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; ثالثها: بيان بعض أعمال وآثار الإمام المرشد رحمه الله، الذي &#8220;هداه الله تعالى إلى رسم خطة تسهم في تجديد دين الأمة والنهوض بها، أسماها المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، تأسيا بخطى الحبيب صلى الله عليه وسلم ترجمها إلى واقع ملموس، حيث ربَّى عليها أجيالا من المؤمنين والمؤمنات، ورثوا منه روحانيته، وهمته، وشجاعته، وتبَتلَه، وهمَّ لقاء الله، والاهتمامَ بأمر الله، كل حسب استعداده. وتعلموا على يديه أنجع أساليب التدبير والتسيير والدعوة، وألطف طرق التعامل الرفيق مع الوالدين والأولاد والأزواج وعامة الناس، وارتبطت أرواحهم به، وببعضهم البعض، فأصبحوا بنيانا مرصوصا، وأصبح لكل فرد منهم ذكرا أو أنثى نصيب من الورد النبوي، وجلسات للذكر والدعاء، والاستغفار وحفظ كتاب الله وتلاوته، وصيام الأيام الفاضلة، بله الحضور في المجالس التربوية والتعليمية والتكوينية التي تقيمها الجماعة.&#8221;



4.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; رابعها الإشادة من جهة بـ&#8221;طلائع الباحثين والكتاب والعلماء والدعاة، يشفُون الغليل في محاضراتهم وندواتهم وحواراتهم، وبحوثهم الفكرية العميقة التي بدأت تفد على المطابع والمكتبات. &#8221; وهم ثمرة من ثمرات التربية المباركة في مجالس جماعة العدل والإحسان. ومن جهة أخرى بجهود النساء المؤمنات في صفوف الجماعة ومؤسساتها، وفي المجالات المختلفة: &#8220;فللمؤمنات في جماعة العدل والإحسان استقلال كامل في تدبير شؤونهن التربوية والتعليمية والدعوية وغيرها، وبرز منهن رائدات في مجالات شتى؛ كل ذلك في تنسيق وتعاون بين المؤمنين والمؤمنات فيما هو مشترك من الأعمال والمهام والوظائف.&#8221;



5.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; إنكار ما يلحق جماعة العدل والإحسان من &#8220;بأس الدولة ونقمتها، فهي في كل مرة تبتكر أساليب ماكرة لتشتيت صفها ومحوها من الوجود، ظنا منها أن هدف الجماعة هو الاستيلاء على السلطة، وزحزحة الحكام عن كراسيهم، ولا يخطر في بال أحد منهم ما نكن لهم من الشفقة حرصا على مصيرهم الدنيوي والأخروي.&#8221; وهذا الشعور الصادق هو ما ينبع من التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه ومعاملته لخصوم الدعوة الإسلامية وأعدائها. ولا يمنع ذلك الشعور بالشفقة من توجيه الكلمة الناصحة القوية إليهم جميعا: &#8220;وبهذه المناسبة نقول لمن يعادينا منهم اربأوا بأنفسكم فضرباتكم المتتالية للجماعة لن تثنينا عن منهجنا بل تزيدنا قوة وصلابة وتغلغلا في المجتمع، فإن كانت الجماعة على الباطل فسيكفيكم الله شرها لأن الباطل كان زهوقا، وإن كانت على هدي الله ورسوله فلن تضروها إلا أذى، ولن تضروا إلا أنفسكم هدانا الله وإياكم سبيل الرشاد.&#8221;



6.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; الإدانة الواضحة لجميع مظاهر الظلم والفساد، ولكل المخططات الخبيثة التي تستهدف الإجهاز على قيمنا وهويتنا بنشر الرذيلة في أوساط شبابنا وشاباتنا، وللغزو الصهيوني المكثف الشامل لجميع المجالات والقطاعات.



7.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; تجديد النداء الموجه إلى جميع أبناء الوطن للمضي في حوار شامل يصنع مستقبلا مشرقا يكون فيه الوطن مجالا حرا للجميع، بدون إقصاء ولا تهميش.



8.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; التأكيد على استمرارية التمسك بالمبادئ ومن ضمنها اللاءات الثلاث: &#8220;ولن نتخلى أبدا عن مبادئنا ومن ضمنها اللاءات الثلاث التي رفعناها شعارا؛ لا للعنف مهما أوذينا، ولا للتبعية للخارج مهما كانت الإغراءات، ولا للسرية التي نعتبرها سلوكا صبيانيا يهدد أمن المجتمع وسلامته. فالوضوح في الأهداف والمواقف أمرٌ تربّينا عليه ولن نحيد عنه أبدا إن شاء الله.&#8221;



9.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; تجديد الدعوة الموجهة إلى جميع أبناء الأمة الإسلامية لنبذ الطائفية والصراعات المذهبية وكل مظاهر الفتنة وتجلياتها، تطلعا إلى الوحدة والقوة والعزة: &#8221; أما نداؤنا لأبناء أمتنا فإننا ندعوهم وإيانا أن لا نستجيب للدعوات الجاهلية التي تثير الفتن، وتشعل الحروب والعداء بين الأقطار، وبين الطوائف والمذاهب، والعرقيات والإيديولوجيات.&#8221;



10. تحميل الرسالة السامية للنخبة الفكرية والعلمية والدعوية لتقوم بواجبها في صفوف الأمة الإسلامية: &#8220;وندعو كل من له غيرة وتأثير في المجتمع من الربانيين والمصلحين، والنخب والمفكرين، أن ينزرعوا في جسم الأمة ويذكروها بالله وبالآخرة، ويبثوا في أوساطها معاني الحب في الله، ومعاني الفتوة والرجولة حتى يتحرك كل قطر للتخلص من هيمنة الاستكبار العالمي وأزلامه في الداخل. فإذا تحررت الأقطار واستعادت قوتها، سهل بذلك مدُّ جسور التنسيق والتعاون بينها استشرافا لتوحيد الأمة تحت حكم راشد قائم على العدل والشورى.&#8221;



إن هذه الدلالات والأبعاد التربوية والعلمية والتواصلية والدعوية والسياسية في كلمة فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي، لا تترك مجالا للتهرب من المسئولية الواجبة على الدعاة والعلماء والباحثين والمثقفين والمناضلين، ولا يمكن بأي حال أن تتبخر في صحراء الإهمال والنسيان والتجاهل إلا إذا كان متلقيها فاقدا للغيرة على مصالح الوطن والأمة والإنسانية، أو متهما في دينه ومروءته. والحمد لله رب العالمين.

الرسائل العشر في كلمة فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان

تدوينات

الرسائل العشر في كلمة فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

البذل: معناه وآثاره

عشرة أسباب لمنع ولوج كتب عبد السلام ياسين إلى المعرض الدولي للكتاب بالرباط

في حاجة الأمة الإسلامية إلى التربية والتزكية

الرسائل العشر في كلمة فضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان

بناء الفرد والجماعة في نظرية المنهاج النبوي: السياق والخطوات

المواطنة المزدوجة

مقالات ذات صلة