في طريق ابن آدم يتربص شيطان الجن الذي أبى السجود لآدم وحلف ليغوين بني آدم أجمعين إلا عباد اللّه المخلصين. خلق أقره اللّه عز وجل حين خاطب إبليس قائلا: اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ. االإسراء، 64. أعلمنا اللّه عز وجل أن الشيطان عدو لنا، وعلمنا كيف نتخذه عدوا، وكيف نستعيذ باللّه منه.
الشيطان له مأوى في داخل كياننا، له عش، له حلفاء. تخبث النفس حين لا تتزكى ولا تتطهر، فيجد الشيطان فيها ركنا ممهدا، أو تنجس بالكفر والنفاق فكلها ظلام وكلها مملكة إبليس، ويحالف الشيطان نوازع الشهوانية والغضبية العدوانية الأنانية في الإنسان، ويستغلها ليمارس أشغاله.
وهكذا يفتتن الإنسان من داخله بنفسه ونوازعها، وبالشيطان ونزغاته، يلتئم الصوتان ويتمازجان. ويفتتن الإنسان من خارجه، يفتنه الإنسان من بني جنسه، ويفتنه السلطان كما سنذكر بعد قليل إن شاء اللّه تعالى. وتفتنه الطبيعة باستعصائها على جهوده، وتلهيه معاناتـــــــــها عما هو بصدده…إقرأ المزيد كتاب مقدمات في المنهاج ص-66
أضف تعليقك (0 )