احتفاء بالإصدار الثاني من سلسلة كتب مواقع الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، نظمت إدارة المواقع ندوة علمية في موضوع “قضايا أسرية عند الأستاذ عبد السلام ياسين” يوم السبت 28 جمادى الثانية 1439هـ الموافق ل 17 مارس 2018م بسلا. وقد شارك في تأطير الندوة مجموعة من المهتمين والباحثين في قضايا الأسرة والمرأة والطفل، لمدارسة معالم نظرية المنهاج النبوي في المجال الأسري في سياق المشروع التغييري للإمام ياسين رحمه الله.
بعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم، رحبت مسيرة الندوة الدكتورة صوفيا العلوي بالحضور الكريم، مذكرة بسياق الاحتفاء بالإصدار الثاني من سلسلة كتب مواقع الإمام بعد الإصدار الأول الموسوم بــ“فقه التربية”، ومُعرفة بالمشاركين بالأوراق البحثية.
وقد استهلت الندوة بكلمة باسم إدارة مواقع الإمام، تم فيها التعريف باللجان الساهرة عليها، وما تشتمل عليه من مواد إعلامية متنوعة، والتنويه بالأقلام التي أسهمت في الإصدار المحتفى به، مع دعوة الجميع إلى الانخراط الفعال في الكتابة تعريفا بميراث الأستاذ ياسين.
توزعت مشاركات الباحثين والباحثات على أربع مداخلات علمية، وهي تباعا:
المداخلة الأولى للدكتورة أنيسة كركاري، وقد تمحورت ورقتها البحثية حول المرأة بين التراث التفسيري ونظرية المنهاج النبوي، راجعت فيها مجموعة من النصوص التفسيرية والفقهية التي لم تنصف المرأة ولم تبوئها المكانة الاعتبارية اللائقة بها، مستحضرة القراءة الفاحصة للأستاذ عبد السلام ياسين للتراث العلمي ونظرته التجديدية لقضايا الأسرة عموما والمرأة خصوصا. وقد خلصت الباحثة في العلوم الشرعية إلى ضرورة نبذ التقليد ومساءلة الفقه المنحبس الذي أهمل المرأة وألجمها وأثقل كاهلها بموروث تاريخي يعيقها عن ممارسة أدوارها الكاملة، كما دعت إلى تجديد التراث التفسيري عبر تقويم جهود المفسرين في النظر إلى قضية المرأة.
المداخلة الثانية، قدمها الأستاذ والمؤطر التربوي الحسن شعيب في ورقته العلمية الموسومة بــ“المرأة بين الإسلام والغرب، قضايا وإشكالات”، بسط الحديث عن نظرة الأستاذ ياسين للمرأة الغربية وما أصابها من انحلال في الروابط الأسرية والاجتماعية كما حذر منها عقلاء الغرب ذوي الغيرة على الأسرة وتماسكها. كما لفت الباحث الانتباه إلى الأدوار التي من واجب المرأة المسلمة في الغرب القيام بها بدءا من الحفاظ على دينها وهويتها، وكذا إتقانها لعملها، وتقديمها القدوة الحسنة للمرأة الغربية بوصفها ملاذا أخلاقيا.
أما المداخلة الثالثة فقد أشارت فيها الدكتورة صباح العمراني من خلال موضوع “المشاركة السياسية للمرأة عند الحركة الإسلامية” إلى ملاحظتين: أولاهما أن أغلب الكتابات الإسلامية عن المرأة خطها الرجال، وثانيتهما أنه رغم وجود قواسم مشتركة تؤلف بين الحركات الإسلامية، إلا أن هناك تباينات فيما بينها فيما يخص قضية المشاركة السياسية للمرأة، مثلت لها بنماذج ورؤى لحركات إسلامية من المغرب ومصر والسودان.
وفي المداخلة الرابعة عنون الدكتور محمد الطريبق الباحث في الفقه الإسلامي وقضايا الأسرة ورقته بــ“الأسرة والقيم”، فرش لها بتحديد مفهوم كل من الأسرة والقيم، مؤكدا أن الأسرة هي نواة المجتمع والرابطة الاجتماعية التي توفر الشعور بالطمأنينة النفسية والذهنية اللازمة للإنسان، ونبه إلى ضرورة الحفاظ على التواصل بين الأجيال. ثم ختم حديثه عما يهدد القيم النبيلة ويجتثها من أصولها، مركزا على التأثير السلبي لوسائل الإعلام على الأسرة.
وقد أعقبت المداخلات الأربع، مناقشة علمية للحضور الكريم شارك فيها ثلة من المهتمين والباحثين من تخصصات علمية مختلفة، أغنت موضوع الندوة وفتحته على عوالم بحثية جديدة.
في الختام توجت الندوة بالإعلان عن مشروع الإصدار الثالث من سلسة كتب مواقع الإمام حول “القضية الفلسطينية في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين”، وتوقيع الكتاب الجماعي الثاني “قضايا أسرية عند الأستاذ عبد السلام ياسين”.
#روبورتاج | باحثون يتدارسون قضايا أسرية في فكر الأستاذ عبد السلام…
أضف تعليقك (0 )