يذكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في هذا المجلس المبارك المنعقد يوم 21 ذي الحجة 1423ه الموافق لـ 23 فبراير 2003م المؤمنين والمؤمنات بما ينبغي أن نفهمه عن الله عز وجل في سننه، فمهما تكالبت الأمم والأعداء وبيّتوا وآذوا… فإنما ذلك محض تمحيص الله عز وجل لهذه الأمة. ولنا في غزوة أحد العبرة العظيمة لتمحيص امتنا سيدنا محمد ﷺ. فإنما هي أقدار الله تجري على عباده أجمعين.
وحقيق بالمؤمن والمؤمنة أن يواجه هذا العداء والطغيان، لا يواجهه بالعنف؛ فإن العنف لا يأتي بخير. وإنما يواجهه بالقوة التي أمرنا الله باتخاذ الأسباب لامتلاكها ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة﴾. [الأنفال: 60]. والقوة في سلوك منهاج رسول الله ﷺ، الذي نبذ العنف وحث أصحابه وأمته على مقاومة الظلم والظالمين.
وفي الحديث الشريف الذي رواه سيدنا ثوبان رضي الله عنه وصف دقيق لأسباب ضعف أمتنا وهوانها، يقول رسول الله ﷺ:”يوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَداعَى عليكم؛ كما تَداعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعتِها. فقال قائلٌ: ومِن قِلَّةٍ نحنُ يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، ولَينْزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدُوِّكم المهابةَ منكم، وليَقذِفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهَنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ، وما الوَهَنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا، وكراهيةُ الموتِ”.
وعن أبي الدَّرْداء رضي الله عنه أن النبيّ ﷺ قال: “لَولا ثَلاثٌ ما طَأَطَأَ ابنُ آدَمَ رَأسَهُ: الفَقرُ وَالمَرَضُ وَالمَوتُ”. والفقر في الأمة كثير، فنسعى كما يسعى غيرنا من الفضلاء إلى إقامة أسباب التنمية واستنقاذ الناس مما هم فيه. وذاك ما أشار إليه الحبيب ﷺ:”كاد الفقرُ أنْ يكونَ كفرًا”. والأمراض أنواع أهمها الأمراض النفسية والقلبية، وذكر الله علاجها ودواؤها. والأمراض الجسمانية متعلقة في أغلبها بالفقر والجهل والبطالة. وإن حديثنا عن أمور الدنيا وتحقيق العدل بين أهلها مطلب عزيز لتحقيق الغاية الإحسانية ونيل رضى الله عز وجل.
والموت متعلق بكل ما ذكرناه، والغفلة عنه الداء. وذكر الله وطلب لقائه والسعي إلى إقامة العدل في الأرض، حتى يتحرر الناس من كل قيد وظلم ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.
نسأل الله النصر والرحمة لأمة سيدنا محمد ﷺ
أضف تعليقك (0 )