نسعى معاً لتحرير الأمة
القضية مصير أمة هي الآن خارج التاريخ، طفيلية على التاريخ، لا مجرد تداوُل على السلطة بنظـام تسمونه ديمقراطيـة ونسميه شورى. إن كانت الديمقراطية تُخفي تحت أثوابها العداوة للدين، ونفض اليد من الدين، وتنقية الأدمغة من الدين، فهو حوارُ صُمّ، وكل فكر دخيل على الإسـلام لا يمتثل لكلمة الله وسنة رسوله شجرة خبيثة تجتث في فرق أرض الإسـلام ولو بعد حين. ولو بعد حين!
بين يدي النظام العالمي الجديد
كان المستضعفون، على عهد التقابل والتضاد بين الشيوعية والرأسمالية، يجدون مُتنفسا بين العملاقين. أمريكا كانت تدعم الطواغيت فتجد الشعوب المقهورة سلاحا ونصيرا استراتيجيا عند الدولة العظمى التقدمية السوفياتية. أما اليوم فالوِفاق بين شرق الجاهلية وغربها وحَّدَ السياسة بما لا يُبْقي متنفسا للمستضعفين.
بين يدي موعود الله
الحركة الإسلامية صاعدة بحول الله، منتصرة بعون الله، لائذة بجلال الله، لا يزيدها أذى الأعداء إلا ترسيخا، ولا تضرها وسائلهم الدنيئة الخسيسة إلا أذى خفيفا، ولا يزيدها بفضل الله مكر الماكرين إلا شعبية. والتمكين آت إن شاء الله. والتمكين وعد من الله العلي القدير وَقَّعَتْ عقده يد القدَر، وشهد بصحة العقد قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ […]
عظمة الرسالة
رسول خاتم ورسالة خاتمة. لا تحتاج لتكميل ولا تطوير. نُزُلاً من حكيم حميد. لا يعني هذا أن العقل المؤمن، وهو أيضا خَلْقُ حكيم حميد، قد عطل، وأن تحديات العصور للمسلمين بمشاكلها المستجدة يمكن أن تواجه ببلادة حامل الأوقار الذي لا يعرف ما يحمل، ولا روح ما يحمل، ولا أهمية ما يحمل، ولا سرّ ما يحمل. نحن حاملو رسالة، لكن هل نقدر معنى أن معنا آخر كلمة خاطب بها الخالق خلقه، وأكمل رسالة أنزلها رب السماوات والأرض لعباده؟
كيف انتقض البناء النبوي؟
البناء الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في اكتماله البشرِيِّ النسبيِّ وحافظ عليه الخلفاء الراشدون المهديون بحفظ الله بدأ انتقاضه وانهدامه وانتشاره بعد ثلاثين سنة من موته صلى الله عليه وسلم. اغتالوا الإمامَ عليا كرم الله وجهه فكسـروا قبة البناء، بل أعْملوا المعول في أُسِّهِ لما حوَّلوها ملكا عاضا. كان الانقلاب الأموي الباغي ضربة في الكيان الإسلامي، ترجَّعتْ هزاتها على مدى التاريخ كما تترجع رجات الزلزال.
النصر بين المدد الغيبي وإعداد العدة
فحين يبحث المؤمنون عن المنهاج النبوي الذي ربى به رسول الله صلى الله عليه وسلم جيلا قرآنيا من المحسنين لإعادة الشخصية الجهادية إلى قيادة الأمة ولإعادة القيم الإيمانية الإحسانية إلى مكانتها في سلوك الأمة، يسعى الآخرون لتجريد الأمة من تلك القيم ولعزل الشخصية الإيمانية من تقدير المسلمين. في نظر الملاحدة والتابعين للفكر الوضعي يتمثل التخلف كله في جهة هي جهة الإيمان بالله وباليوم الآخر، ويتمثل التقدم كله في جهة الكفر بالغيب، وفي مقدمة الغيب وجود الله. في قاموس هؤلاء لا معنى لعبارة “نصر الله” أو “التوكل على الله” إلا الهروب من الواقع وصدماته وحقائقه والارتماء في أحضان الغيبية الخرافية.
داء الأمم
مقدر على هذه الأمة أن تتناوشها عوامل الانحلال الخلقي والاجتماعي على قدر انسلاخها عن الدين وابتعادها عن مثله العليا واتباعها في ذلك سنن اليهود والنصارى. من تدخين الفتن على القلوب والعقول تحقق اللقاء بين سنة الله وفعله المتعالي عن كل تحليل وبين تحرك العصبية الجاهلية، وهي من نزغات شياطين الجن والإنس ومن كسب الناس، فأنتج اللقاء أمراضا وعاهات تردّت بالأمة في مهاوي الانحطاط.
الحج تربية
جعل الحج ليشهد المسلمون -أي ليحضروا- منافع لهم. قال الله سبحانه وتعالى يخاطب إبراهيم عليه السلام: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ الحج،27.
وأي منفعة أعظم للمسلمين من جمع شملهم ليتأتى لكل منهم ذكر الله ومعرفته، ليتأتى للأمة أن تسمع رسالة ربها للعالم، وتكون بوحدتها من القوة بحيث يحترم صوتها ويقدر؟
الحج مطهرة وهداية
الحجُّ رُكْنٌ شَامِخٌ***مِنْ دِينِنا السَّمْحِ النّزِيهْ
هُوَ لِلْجِهَادِ تَدَرُّجٌ***مِنْ ذابِلِ العَيْشِ الرَّفِيهْ
فِيهِ النُّفُوسُ تَفَطَّمَتْ***بالْحَزْمِ عمَّا تَشْتَهيهْ
وتَزَهَّدَتْ وتطَهَّرَتْ***فالحجُّ لاَ أَرْجَاسَ فِيهْ
…
من شعب الإيمان..الحج والعمرة
جعل الله الحج فريضة ليشهد المسلمون -أي ليحضروا- منافع لهم. قال الله سبحانه وتعالى يخاطب إبراهيم عليه السلام: {أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
صور من محبة رسول الله ﷺ
قال مالك: «ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي ﷺ فيُنظَر إلى لونه كأنه نَزَفَ منه الدم، وقد جفَّ لسانه في فمه هيبة لرسول الله ﷺ. ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذُكر عنده النبي ﷺ بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع. ولقد رأيت الزُّهري، وكان لَمِنْ أهْنَإ الناس وأقربِهم، فإذا ذكر عنده النبي ﷺ فكأنه ما عرفَك ولا عرفته. ولقد كنت آتي صفوان بن سُلَيم، وكان من المتعبدين المجتهدين، فإذا ذكر النبي ﷺ بكى، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه».
خطاب الروح الصليبي وبطشه
يمور العالم من حولنا ويفور في سرعة مجنونة وتواصل إعلامي يقلص الزمن ويقصر المسافات، وتضطرب الأرض ومن فيها بأفكار وعداوات وتحالفات وحروب وأسلحة تسوق أو تحضر. وعالم غني مستكبر، وآخر فقير منهوب. ومنافسة عاتية بين جبابرة الاقتصاد الرأسمالي. وصناعات وأموال وبضائع. وعلوم ومخترعات وكشوفات مذهلة ثورية. وتلوث الأرض والماء والهواء. وتصحر أراضي المستضعفين في الأرض. وقوانين دولية يصول بها المستكبرون على المستضعفين، ويتحكمون في قرارات الحرب والسلم، وفي توازنات العالم، ويبرمون أو ينقضون من فوق رؤوسنا أمور البشر على سطح الكرة/القرية التي نتساكن فيها مع بني الإنسان.
الأنانية والجشع وصناعة الفساد
فساد الفرد وفساد المجتمع ينشآن عن طغيان الأنانية الفردية وجشعها. ومن وراء الفلسفة اللبرالية والإديولوجية الاشتراكية -وهما يعالجان المشكل الاقتصادي في غياب تام عن عقدة العقد وهي الجشع الفردي– تستقر المباءة النفسية التي تنبثق عنها الأمراض الاجتماعية الاقتصادية السياسية، من ظلم، واحتكار، ولمّ، وتكاثر، وتفاخر، واستغلال، وتبذير، وطبقية، واستعباد للإنسان بجعله قنا للمالكين، وعبدا للآلة، وعجلة في ناعورة الإنتاج، وعنصرا مكملا لآلية الاستهلاك.
في الذكرى 77 للنكبة.. “إسرائيل الابتلاء” وشروط النصر
ستظل إسرائيل الابتلاء مؤقتا، ريثما يدرك المليار ونصف المليار مسلم المتشرذمون هويتهم الحقيقية، لأن الابتلاء مفهوم مركزي في الإسلام يميز الله به الذين آمنوا من الكافرين. وعد الله جلي في كتاب الله، لكن تحقيقه رهين ببضعة شروط؛ بالإيمان، بالمؤهلات السياسية والاجتماعية، بالمقاومة والاستشهاد، وبالإعداد الطويل المتأنِي إلى أن يحل يوم “التداول”، فالنصر رهين بالاستحقاق !
خير نساء طلعت عليهن الشمس
لو كانت الدنيا مَحطَّ الرحال، والرفاهية المادية هي الغاية التي من أجلها وجد الإنسان لكان النموذج راقصة حسناء مغنية في عواصم الغرب تعبدها الجماهير، وتنهال عليها الأموال، وتحظى بالاحترام، وتنعم بملذات الحياة تَعُبّها عَبا. أمّا والإنسان أوجدَه غيره، ما وُجِد من ذاته. أمّا والراقصة الممثلة الناعمة تنتحر يوما بعد أن شربت كأس الحياة حتى الثُّمالة فكرهت الحياة، أمّا والحضارة الصانعة آلة عملاقة تدير الإنسان حول أصبعها من حيث يظن هو أنه المحرك، أمّا والتقدّم الخطيّ يُفقد الإنسان معناه كلما تقدم به منطق الآلة، فإن النموذج الماديَّ المتمثل في بنت رائعة المظهر من بنات الدنيا، مُتخمة من لذات الدنيا، إنما هو مثال لتقهقر الإنسان، وشقاء الإنسان بمكتسباته المادية.