الحج مطهرة وهداية
الحجُّ رُكْنٌ شَامِخٌ***مِنْ دِينِنا السَّمْحِ النّزِيهْ
هُوَ لِلْجِهَادِ تَدَرُّجٌ***مِنْ ذابِلِ العَيْشِ الرَّفِيهْ
فِيهِ النُّفُوسُ تَفَطَّمَتْ***بالْحَزْمِ عمَّا تَشْتَهيهْ
وتَزَهَّدَتْ وتطَهَّرَتْ***فالحجُّ لاَ أَرْجَاسَ فِيهْ
…
من شعب الإيمان..الحج والعمرة
جعل الله الحج فريضة ليشهد المسلمون -أي ليحضروا- منافع لهم. قال الله سبحانه وتعالى يخاطب إبراهيم عليه السلام: {أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
صور من محبة رسول الله ﷺ
قال مالك: «ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي ﷺ فيُنظَر إلى لونه كأنه نَزَفَ منه الدم، وقد جفَّ لسانه في فمه هيبة لرسول الله ﷺ. ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذُكر عنده النبي ﷺ بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع. ولقد رأيت الزُّهري، وكان لَمِنْ أهْنَإ الناس وأقربِهم، فإذا ذكر عنده النبي ﷺ فكأنه ما عرفَك ولا عرفته. ولقد كنت آتي صفوان بن سُلَيم، وكان من المتعبدين المجتهدين، فإذا ذكر النبي ﷺ بكى، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه».
خطاب الروح الصليبي وبطشه
يمور العالم من حولنا ويفور في سرعة مجنونة وتواصل إعلامي يقلص الزمن ويقصر المسافات، وتضطرب الأرض ومن فيها بأفكار وعداوات وتحالفات وحروب وأسلحة تسوق أو تحضر. وعالم غني مستكبر، وآخر فقير منهوب. ومنافسة عاتية بين جبابرة الاقتصاد الرأسمالي. وصناعات وأموال وبضائع. وعلوم ومخترعات وكشوفات مذهلة ثورية. وتلوث الأرض والماء والهواء. وتصحر أراضي المستضعفين في الأرض. وقوانين دولية يصول بها المستكبرون على المستضعفين، ويتحكمون في قرارات الحرب والسلم، وفي توازنات العالم، ويبرمون أو ينقضون من فوق رؤوسنا أمور البشر على سطح الكرة/القرية التي نتساكن فيها مع بني الإنسان.
الأنانية والجشع وصناعة الفساد
فساد الفرد وفساد المجتمع ينشآن عن طغيان الأنانية الفردية وجشعها. ومن وراء الفلسفة اللبرالية والإديولوجية الاشتراكية -وهما يعالجان المشكل الاقتصادي في غياب تام عن عقدة العقد وهي الجشع الفردي– تستقر المباءة النفسية التي تنبثق عنها الأمراض الاجتماعية الاقتصادية السياسية، من ظلم، واحتكار، ولمّ، وتكاثر، وتفاخر، واستغلال، وتبذير، وطبقية، واستعباد للإنسان بجعله قنا للمالكين، وعبدا للآلة، وعجلة في ناعورة الإنتاج، وعنصرا مكملا لآلية الاستهلاك.
في الذكرى 77 للنكبة.. “إسرائيل الابتلاء” وشروط النصر
ستظل إسرائيل الابتلاء مؤقتا، ريثما يدرك المليار ونصف المليار مسلم المتشرذمون هويتهم الحقيقية، لأن الابتلاء مفهوم مركزي في الإسلام يميز الله به الذين آمنوا من الكافرين. وعد الله جلي في كتاب الله، لكن تحقيقه رهين ببضعة شروط؛ بالإيمان، بالمؤهلات السياسية والاجتماعية، بالمقاومة والاستشهاد، وبالإعداد الطويل المتأنِي إلى أن يحل يوم “التداول”، فالنصر رهين بالاستحقاق !
خير نساء طلعت عليهن الشمس
لو كانت الدنيا مَحطَّ الرحال، والرفاهية المادية هي الغاية التي من أجلها وجد الإنسان لكان النموذج راقصة حسناء مغنية في عواصم الغرب تعبدها الجماهير، وتنهال عليها الأموال، وتحظى بالاحترام، وتنعم بملذات الحياة تَعُبّها عَبا. أمّا والإنسان أوجدَه غيره، ما وُجِد من ذاته. أمّا والراقصة الممثلة الناعمة تنتحر يوما بعد أن شربت كأس الحياة حتى الثُّمالة فكرهت الحياة، أمّا والحضارة الصانعة آلة عملاقة تدير الإنسان حول أصبعها من حيث يظن هو أنه المحرك، أمّا والتقدّم الخطيّ يُفقد الإنسان معناه كلما تقدم به منطق الآلة، فإن النموذج الماديَّ المتمثل في بنت رائعة المظهر من بنات الدنيا، مُتخمة من لذات الدنيا، إنما هو مثال لتقهقر الإنسان، وشقاء الإنسان بمكتسباته المادية.
أفق النظام العالمي
كثير من محتملات المستقبل رهن بصلابتنا واستقرارنا. فليس التاريخ مسرحا، وليس المسلمون الصاحون المجاهدون نظَّارة على الهامش. وليس في القانونية الدولية التي يستند إليها العالَم اليوم ليُبْقِي النفطَ في أيد سخية بأموال المسلمين وكنزهم التاريخيِّ الثمين ما يمنع الشعوب الإسلامية من زلزلة الأنظمة الفاسدة المقفلة. بتماسك الإرادة الإسلامية الوحدوية، وبمشروعها الواضح في مبادئه وأهدافه و«شرفه الدولي» يمكننا أن نتصدى للتحدي الداخلي. أيدي التكتلات الدولية، الحالية والمستقبلية، تمكنت من التكنولوجيا، بل تمكنت منها التكنولوجيا، فهي القائد الأعمى لحضارة عمياء. وهي هي طِلبَتُنا نحن العاطلين عن العلوم والصناعات.
التعلق برسول الله ﷺ
شيخك الذي قد ألقيت إليه أمرك كلَّه سرَّه وظاهره (…) وتعلق قلبك بقلبه الكريم، وروحانيتك بروحانيته، كما يُعَلِّق المريد روحانيته بروحانية شيخه».
لكن أنى لك بذلك التعلق بالقلب الأسمى والجناب الأحمى ونفسك في الحضيض، عديمُ الإرادة، ساقط الهمة! عليك بمحبة العوام واسأل ربك أن يقيض لك روحانية عارف تطير بك همتها بأجنحة المحبة إلى رحاب الوحي والنبوة.
إن تَوَلِّي رسول الله ﷺ، والصلاة عليه الدائمة، وحب آل البيت المطهرين، وتولي صحابته، لَمِمَّا يقرب المسافات للمريد الطالب. واختلف العلماء فيمن هم أهل بيته الذين جاءت في محبتهم وموالاتهم أحاديث صحيحة تذكرنا الله وتناشدنا الله فيهم وفي القرآن. فمن قائل إنهم الآل الذين تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم. ومن قائل إنهم ذريته وأزواجه. ومن قائل إنهم أمته عامة. ومن قائل إنهم أتقياء أمته خاصة. وحديث الترمذي يخصص عليا وفاطمة والسبطين الكريمين الحسن والحسين.
الخصال العشر في صرح السلوك الإحساني
ثم تتراصُّ الأعمال الأحب إلى الله في صرح السلوك الإحساني.
أولها الحب في الله والبغض في الله. «أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله». حديث نبوي رواه الإمام أحمد وحسنه السيوطي رحمهما الله. وهذه خصلة الصحبة والجماعة، جماعة الأشداء على الكفار الرحماء بينهم، أحبة الله الأذلة على المؤمنين الأعزة على الكافرين.
أصل الرجولة الشجاعة والتُّقى
حَبْرٌ تَضَرَّعَ في خُشُوعْ ….لَيْثٌ تَلَبَّد بالدُّروعْ
حالٌ تَزِينُ المومنيـ ….ـنَ إذَا تنادَوْا في جُمُوعْ
جمْعُ القِيام بِلَيْلَةِ…..فيها التِّلاَوةُ والدُّموعْ
جمْعُ الجِهادِ كَتَائبا….لاَ يَرْتَضِي الليثُ الخُضُوعْ
إنَّ الشَّجاعةَ وَالتُّقَى….أصْلُ الرُّجولةِ والفُرُوعْ
لَيْسَ الرِّجالَ مَنِ اتَّقَوْا…..وَعَنِ الجِهادِ فَهُمْ هُجُوعْ
صلَّى الإله على الذِي…..حُبِّي لَهُ حَشْوُ الضُّلُوعْ
هكذا قال الإمام في حرية الصحافة
نقطة لقاء لنا مع الديمقراطية في استخلاص حرية التعبير من احتكار خانقي الحريات. من خُنِق صوته، وحُرِّمت كلمتُه، فقد شُنق شنقا وإن بات مع الطاعمين.
حرية الصحافة، وحرية تعدد الصحافة، وحرية انتقاد الحاكم، وحرية مقارعة الآراء، ومواجهة المعلومات بالمعلومات. هل من وسيلة أرجى من هذه ليعلم الناس ما يجري في العالم وما يجري حولهم؟ التعتيم الإعلامي، وتزوير الحقائق شنشنة أخرى نعرفها من الأنظمة المستبدة…
الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الكسب
الهزيمة الاقتصادية مقترنة لا تنفك عن الهزيمة العسكرية والحضارية. وبقياس العلل والنتائج بعضها على بعض، نجد هذا الدرس في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها». قال: قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: «أنتم يومئذ كثير. ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل. تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن» قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: «حب الحياة وكراهية الموت».
حقوق العمال
في الدولة الإسلامية المتجددة يجب أن توفر للعمال حقوقهم الملموسة التي يحدها الكم والإحصاء والعد مضافة إلى حقهم في التكرمة التي يستحقونها لشرف جهادهم. فتكون الحقوق المعدودة، الكمية، الملموسة، عنوانا عن ذلك التكريم وبرهانا. فيتاح لكل المسلمين الحصول على عمل مثمر، والحصول على التدريب اللازم، بإشراف الحكومة، أو بمبادرة أصحاب المشاريع، والحصول على تعويض للمرض والبطالة القسرية، والحصول على العلاج والمأوى وتربية الأولاد، والحصول على المعاش بعد التقاعد والحصول على ظروف إنسانية حال العمل.
من أصبح آمنا في سربه
تبصر رحمنا الله وإياك كيف ذكرت منَّتا الإطعام من جوع والإيمان من خوف بعد ذكر رحلة الشتاء والصيف، وما في ثنايا الرحلة من كسب، وتجارة، وتعب، واتخاذ أسباب، لتعرف مواقع الكلم، ومضارب الحكمة والأمثال، في كلام رب العالمين. ذلك أنه لا رخاء يرجى لإطعام، ولا أمن، ولا عافية بدن، لقوم كسالى نائمين. إنما بالسعي والحركة والعمران وغشيان الأسواق يأتي الرخاء. اقتصاد نشيط، زراعة تطعم، صناعة توفر السلاح، رجال تطب، وتعلم، وتربى.