كرامة المرأة العاملة
ومن حيث التفتنا إلى واقع المسلمين، خاصة في عصور الاستهلاكية المتباينةِ فيها المكاسبُ تباينا فاحشا المتفشي فيها الفقرُ والبطالة إلى جانب الترف والتبذير، نجد ما يُؤلِمُ القلب ويحزن النفس. الضرورة تدفع نساء المسلمين المستضعفين للكسب خارج البيت. ومُجاراة الأوضاع العالمية والموضات الجاهلية تدفع الأخريات لامتهان وظائف تستهلك المرأة في غير ما خلقت له. وتتفكك الأسرة، ويهيم مجتمع المسلمين في درب الانحلال الأسروي الذي بلغ مداه في المجتمعات الغربية المصنعة الصاخبة المنحلة.
سباق لطلب الزلفى
جَــنّـَـةُ الــخُــلْــدِ أُزْلِــفَــتْ….لِــتَـــقِـــيٍّ بِـــهِ هُــيَــــامْ
شــاقَــهُ الـوَصْـفُ إِذْ تَــلا….آيـــةً تَــنْــعَــتُ الــمُــقَـامْ
فــي بِــسَــاطٍ مُــنَــمْــنـَــمٍ….بـزُهـورٍ لَـهَــا ابـتِــسَــامٍ
وَانْــعِــطَــافٍ لِــكَــاعِــبٍ….وَكُــؤوسٍ مِــنَ الــمُــدامْ
شَـاقَـهُ الوَصْـفُ فـانْـبَـرَى….في صِــيَـامٍ وفِـي قِـيَــامْ
يَـــــسْــــأل اللــهَ أجْــــرَهُ….يَـبْـتَـغِـي دَارَة الـســلامْ
من شعب الإيمان الصوم
رابع أركان الإسلام، والضابط المتمم لضوابط الشهادتين والصلاة والزكاة. فتوحيد الله عز وجل، والإقرار له بالعبودية، خروج عن سلطان الهوى المتأله، الصلاة تحقيق لهذه العبودية بالخضوع لكيفياتها وأوقاتها، والزكاة تحرر من غريزة التملك، والصيام امتلاك للشهوة. فمن كملت له السيطرة على نفسه بحبسها في إطار الإسلام، وصبرها على تكاليف الإيمان، فقد تأهل للجهاد. والحج خامس أركان الإسلام وهو أحد وجوه الجهاد.
المؤمنة مشرفة مكلفة
في مقابل الوعد الإلهي الكريم، ولتستحق المؤمنة المراتب العالية في درجات الآخرة، عليها أن تُوَثِّقّ اختيارها بتوبة تامة تلزمُ نفسها بعدها بما التزمت به المسلمات الداخلات في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: بايعنه بَيْعة فخَمةً مشهودة صارمة بما أخبر الله عز وجل به في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
رمضان وافى
رمضانُ وافى، أعْلَنُوهُ على المنائِرْ …شهرُ الهداية والتلاوة والبشائِر
شهرٌ به القرآن أُنْزِلَ مُشْرِقاً…مِنْ نورِهِ اصطَبَحَتْ قلوبٌ والبصائرْ
رمضانُ عاد وقدسنا في قبضة …عصرتْ بقسوتِها الأسِيراتِ الحرائرْ
رمضانُ بدْرٍ كان عزَّ صحابة …باعوا نفوساً للإله على المخاطِرْ
من يحصي أنعما أوليتها؟
يا ربِّ أنتَ المُنْعِمُ….أنتَ الكَر يمُ المُكْرِمُ
عَمَّتْ عِبَادَكَ في السَّمَا….والأرْضِ مِنْكَ الأنْعُمُ
الجِنُّ والإنْسُ استَوَوْا….فِيهَا ونُعِّمَ أَرْقَمُ
والكافِرُ المَقْبُورُ في….ظَلْمَائِهِ والمُسْلِمُ
لاَ يَسْتَطِيعُ الخَطُّ شُكْـ….ـرَكَ يا كَر يمُ ولا الفَمُ
مَنْ ذاكَ يُحْصِي أنعُماً….أوْلَيْتَها؟ مَنْ يَزْعُمُ؟
التوبة واليقظة
أول خطى التربية التوبة ثم اليقظة. كانت التوبة في عصور الفتنة بعد الخلافة الراشدة الأولى عبارة عن التوبة من الذنب والمعصية، والتائب في مأمن وعافية، لا هم له إلا صراعهُ الداخلي ووخز ضميره ومعاملته مع الله، يُؤَرِّقُه هم الآخرة. في عهد النبوة والخلافة الراشدة كانت التوبة من الشرك والمعاصي هَمّاً مزدوجا، لأن الجهاد وواجبه وضروراته وحضور الموت واحتماله في كل خروج في سبيل الله تُكَوِّن ظروفا يلتحم فيها مصير الفرد بمصير الجماعة، ويتميز فيها المنافقون من الصادقين.
كيف نتعلم من سنة الله في التاريخ؟
التاريخ عندنا مستمر من بعثة نوح عليه السلام إلى آخر ما نشاهد من تقلبات بني آدم في الأرض. قانون إلهي واحد لا يتخلف: تطغى القرى الظالم أهلها، ويُعجب الناسَ تقلبُهم في البلاد، ويبتلَوْنَ بزينة عابرة ونجاح مؤقت. ثم يأتي أمر الله صيحة أو خسفة أو حاصبا أو طوفانا. معنا في هذا العصر آليات فكرية «سوسيو-سياسية»، وفلسفية، وجيو-استراتيجية، وتحليلية نقدية، وما إلى ذلك من الطرح الاقتصادي الثقافي العَالميِّ الآن وقد أصبحت الأرض رُقعة أرض في قرية. وأعتذر للغة العربية عن إقحامات راطنة بلغة هجينة.
قواعد ذهبية في تربية النَّشْء
يُشجَّع الصبيان والغلمان والفتيات على كل حميد من الخلق وجميل من الأفعال مما يقربهم إلى الله ويبعدهم من غضب الله. الصلاة، والقرآن، والرحمة بالضعيف، والنظافة، والصدق، والحياء. الحياء أبو الفضائل، الحياء من أهم شعب الإيمان. الحياء وقاية ذات حدّين: حياء من الله وانكماش عن فعل يكرهه الله، وحياء توقير واحترام وأدب ولياقة. فتلك الفضائل. أو ينقلب الحياء على صاحبه فتصبح العافية داءً، وذلك الخجل، قاتل الفضائل.
الله ابتعثنا
جهِل أولئك الوحي ومصدرَه ومعناه فقلبوا الحقائق. وعَلِم كلَّ ذلك، معاناة تاريخية، وتشربا قلبيا، واقتناعا عقليا، أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمسوا ما وقع في حياتهم من تغيير ونسبوا الأثر إلى مصدره. عمر بن الخطاب رضي الله عنه علم أن العرب ما عزوا إلا بالإسلام فقال قولته المشهورة : “إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام. فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله” قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين. عاش هو جاهلية العرب، قاسا منها،
نحن بالله عزتنا لا تهون
نَـــحْــــــنُ نَــــحْــمِــــي الحِـــمَــى….مِنْ أذَى المُعْـتَـدِيــــــنْ
وَنُــــــلَـــــــبِّــــــــي الـــنِّــــدَا….إِنْ دَعـــــانَـــــــا الــيَــقِـيـــــــنْ
لاَ تَـــرَى بَــــيْــــــنَــــنَـــا الْـــــ….ـــــوانِــــيَ المُـــــــسْـــــتَكِــــينْ
نَحْـــــنُ بـــــاللـــــــهِ عِـــــزَّ ….تُــــــــنَــــــــا لاَ تَـــــهُـــــــــــونْ
وَلَـــنَـــــا فــــي الجِـــهـــــــــا….دِ إمــــــامٌ مَـــــــكِــــــــينْ:
12 فبراير 1949 | ذكرى استشهاد الإمام حسن البنا
يجدد الله للناس آياته فيبعث فيهم دعاة قائمين على الحق يتخذهم سبحانه حجة على خلقه، من هؤلاء الرجال في عصرنا الشيخ حسن البنا، رجل مر في سماء المسلمين مر القمر المنير، أضاء لقوم الطريق، وكان فتنة للمترفين والفاسقين، فحاربوه رضي الله عنه حتى قتلوه، وقد ظهر البنا في فترة عمية، الإسلام أنكره أهله، والثقافة الجاهلية سممت فكر الولدان المغرورين، فكان علما اهتدى به جيل كان ولا يزال جيل التضحية من أجل دين الله وجيل الكرامة والعزة بالشهادة لله.
نموذج الحياة الجماعية
وبما أن قيمة كل حضارة تتحدد انطلاقا من معاملاتها لضعفائها (الأطفال، المرضى، اليتامى، الفقراء، المسنون، المستضعفون)، فإن الإحصاءات ستكذبنا إن ادعينا حاليا تحقيق أي إنجاز في هذا المجال. لكن النموذج الإسلامي المبتغى والنداء الإلهي يرسمان لنا الأفق، ويدلان على الطريق الموصلة إلى حياة جماعية أفضل وأعدل في حق هذه الأصناف من الناس.
بين يدي “وعد الآخرة”
في القرآن الكريم ما يُلقي على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المزدوج بالعصيان والتحري من سفك الدماء ضَوْءاً خاصا يكشف جانب القوة وجانب المضاء وجانب الفعالية أكثر مما يعرض جوانب الانتظار والاعتذار. قال الله تعالى يخاطب أولئك المؤمنين وكل المؤمنين: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
أحاديث نبوية في الرحمة والتراحم
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَرَاحَمُوا». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّنَا رَحِيمٌ. قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صَاحِبَهُ، وَلَكِنَّهَا رَحْمَةُ الْعَامَّةِ».
جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي بعيون الإمام ياسين
في جانب المجاهدين كانت الهِمَّةُ والشجاعة والذكاء والمهارة. كان الإيمان، والإيمان وحده الباعث. وكان العقل المدبِّرُ أيضا، والمهارة المكتسبة. تفوقت الهمة والذكاء على الأنظمة العسكرية المأجورة. تفوق حبُّ الله وحب الشهادة في سبيل الله على حب المال والرُّتَب العسكرية. فكانت النتيجة ما شهد به السياسيون المعارضون في البرلمانات، وما يشهد به التاريخ. أستغفر الله العظيم. النتيجة نرجوها للشهداء حياة كريمة عند الله الحليم الكريم..حوار الماضي والمستقبل ص 58.