الصلاة على النبي ﷺ مفتاح الخير كله
صلاتنا على الرسول الكريم على الله عز وجل تبلغه، ويبلغه سلامنا، كما جاء في الحديث. فلنتأدب مع إمام الأنبياء وخيرة الخلق ﷺ. وأول هذه الآداب تعظيمه في أنفسنا، ومحبته الموصولة بمحبة الله لا تنفك. ومن الآداب أن نهدي ثواب صلاتنا عليه لروحه الشريفة. ومنها أن نكثر من الصلاة عليه يوم الجمعة.
ولنحذر أن نبعد عن رحمة الله إن ذكر عندنا اسمه الحبيب فبخلنا عن الصلاة عليه، ومن هذا البخل الشنيع صاد بعضهم الصماء.
الهجرة في حياة المؤمنة
على مدرجتهن تجد المؤمنات قُبّرات عمياوات مصابات بشتى أنواع العمى، وبدرجات من غَشاوَة البصيرة، وأصناف من غَشاوة الفكر، وطبقات من ركام الجهل بالإسلام أو الأحكام المسبقة المخطئة عن الإسلام، أو العِداء السافر للإسلام.
مستقبل الإنسانية
أسمع في هذا الصباح -من شهر صفر 1403هـ – أخبار العالم: مجلس النواب الأمريكي يصوت على تمويل جيل جديد من الصواريخ النووية الهدف من صناعتها «ردع المنافسة الروسية» في هذا الميدان. النظام السعودي يقترح على فرنسا بضعة ملايير دولار قرضا لدعم الفرنك وإنقاذه. يقول المعلق: «لتطابق رأي الدولتين في قضية فلسطين». الدولة العنصرية في جنوب أفريقيا ووكلاؤها المكلفون بالتخريب والتآمر على الدول السوداء. عالم متحرك عنيف. مستقبل الإنسانية معلق على توازن الردع والردع المضاد النوويين. أموال المسلمين تصبح رشوة لمكافأة دول تؤيد العرب في صفقتهم الخاسرة. الأوربي المستعمر يعيث في الأرض فسادا. ولم تذكر الأخبار بحريق بيروت المهول وقد مضى عليه الآن أقل من خمسة أشهر. لم تذكر الأخبار فلسطين المحتلة والاحتلال الاستيطاني لـ«الأراضي المحتلة». هكذا سمي الجزء الذي لما تبتلعه عصابة اليهود كما ابتعلت بيت المقدس والأرض التي حوله، أرضا باركها الله وضيعها العرب فأصبحت تسمى إسرائيل.
هل انقطعت الهجرة؟
ويمكن اعتبار كل مسلم ليس له نصيب من معاني الهجرة والنصرة أعرابيا بالمعنى القرآني. قال القاضي ابن العربي رحمه الله: «فمن دخل في الهجرة أو ترسَّم بالنصرة فقد كمُل له شرف الصحبة. ومن بقي على رسمه الأول بقيَ عليه اسمه الأول، وهم الأعراب.(…) إن كل مسلم كان عليه فرضا أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكونَ معه حتى تتضاعف النُّصرة، وتنفسح الدَّوْحَة، وتحتمي البيْضةَ.(…) وكان من سار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صار مؤَهَّلاً لحمل الشريعة وتبليغها، متشرفا بما تقلد من عُهْدَتها. وكان من بقي في موضعه خائبا من هذا الحظ، منحطا عن هذه المرتبة».
الهجرة ودرس البذل في سبيل الله
الهجرة عن عادات الجاهلية هي برهان الصدق وهي الحركة السلبية للإرادة التي تعدل عن الموقع العادي إلى الوضع الشرعي الإسلامي، وقد كانت الهجرة حادثة في عهد الرسول الكريم تاريخية من دار الكفر مكة إلى محضن الإيمان يثرب. طرح الرسول وصحبه أموالهم وأهلهم ورحلوا بإيمانهم. وتبقى الهجرة حركة إرادية دائمة في حياة المؤمن يطرح دائما عنه الرجس ويعدل إلى الحق.
نظرات في آيات الهجرة والنصرة
لا سبيل إلى بناء القوة الاقتحامية المؤهلةِ لمناجزَةِ الجـاهلية، القادرةِ على مطاولتها وحصارها وخنقها وطردها، وفي قلوبنا مَثْوىً لأم الفتن. نهض الرجل الأشقر الأزرق الطويل القامة في ألمانيا الإمارات المآت، وتوحد الجِرْمانُ على ثقافة ولغة وجنس وقوم. فانظر ما أججوا من حروب، وما اقترفوا من جرائم ضد الإنسانية. النازية زهرة القومية ونموذجها المتطرف. المتطرفُ حقا! أليست الحمية، حميةَ الجاهلية، عنفاً كلُّها وجهلا كلُّها؟
شرط نصر الله تعالى للمستضعفين
اء الأمر العزيز بإعداد القوة، وهو اتخاذ الأسباب المادية الاقتصادية العسكرية التسليحية التصنيعية، بعد الأمر الموَجّه لمؤمنين ثبت إيمانهم أن يثبتوا في الميدان، وأن يذكروا الله كثيرا لعلهم يفلحون، وأن يطيعوا الله ورسوله، وأن لا يتنازعوا فيفشَلوا، وأن يصبروا ليكونوا في مَعيّة الله.
الثبات في الميدان، والصبر فيه، حركة جماعية، وسكونٌ واثق عازم، وإقبال مقتحم. لا ينفك ذلك عن ذكر الله الكثير. لا ينفك الدين والتعلّق بالله عن الصمود أمام العدو. ولا ينفك الصمود عن طاعة الله ورسوله. ولا ينفك الصبر، وهو مظهر شجاعة وقوة، عن الالتحام بين أفراد جماعة لا يتنازعون، بل يتناصرون.
الصهيونية: الشجرة الملعونة
إن التحدي اليهودي للإسلام يتمثل في قدرة اليهود على تقمص الأجسام الجماعية للأمم. وهم بعد تقمص أمريكا في طريقهم إلى تقمص أوربا والعالم. فالتحدي أمامنا ليوم الفصال يوم “وعد الآخرة” ليس أن نحارب العالم بعد أن تكون الروح اليهودية قد استولت عليه، لكن التحدي في أن نقاتل اليهود وراء كل شجر وحجر قتال البأس بينما نستخلص من الروح اليهودية هذه الجسوم الجاهلية، ندفع شرها بخير الإسلام، ونذهب ظلمتها بنور الإسلام، ونُسكت نبَاحها لتسمع دعوة الإسلام. وربك سبحانه جل سلطانه قادر على أن تسلم أمريكا ويسمع من هنالك زئير أسد إسلامي. “وعد الآخرة” مقترن بوعد ظهور دين الله على الدين كله ولو كره الكافرون. والحمد لله رب العالمين.
الشباب والسلوك إلى الله
بدأتْ هذه الصحوة الإسلامية، كما يعبِّرُ العالم كله، بانتشار الفكر الإسلاميِّ، وتوبة الشباب، وتربية محاضن الإيمان. هذه بركة عظيمة باركَنا الله عز وجل بها، تُؤْذِنُ بعودة المسلمين إلى عزة الخلافة في الأرض. وقد انتشر الحِسُّ الجهادي، والوعيُ الحركي، والخبرة السياسية بين هذا الشباب الصالح، وأقبلت هذه الأجيالُ من أشبال الإسلام تحفظ القرآن، وتلتهم بشوق كل حديث عن الإسلام ومجده، والنبوءة وخبرها، والشريعة وضوابطها. لكن إن تحدثت عن معرفة الله، والسلوك إلى الله،
نسعى معاً لتحرير الأمة
القضية مصير أمة هي الآن خارج التاريخ، طفيلية على التاريخ، لا مجرد تداوُل على السلطة بنظـام تسمونه ديمقراطيـة ونسميه شورى. إن كانت الديمقراطية تُخفي تحت أثوابها العداوة للدين، ونفض اليد من الدين، وتنقية الأدمغة من الدين، فهو حوارُ صُمّ، وكل فكر دخيل على الإسـلام لا يمتثل لكلمة الله وسنة رسوله شجرة خبيثة تجتث في فرق أرض الإسـلام ولو بعد حين. ولو بعد حين!
بين يدي النظام العالمي الجديد
كان المستضعفون، على عهد التقابل والتضاد بين الشيوعية والرأسمالية، يجدون مُتنفسا بين العملاقين. أمريكا كانت تدعم الطواغيت فتجد الشعوب المقهورة سلاحا ونصيرا استراتيجيا عند الدولة العظمى التقدمية السوفياتية. أما اليوم فالوِفاق بين شرق الجاهلية وغربها وحَّدَ السياسة بما لا يُبْقي متنفسا للمستضعفين.
بين يدي موعود الله
الحركة الإسلامية صاعدة بحول الله، منتصرة بعون الله، لائذة بجلال الله، لا يزيدها أذى الأعداء إلا ترسيخا، ولا تضرها وسائلهم الدنيئة الخسيسة إلا أذى خفيفا، ولا يزيدها بفضل الله مكر الماكرين إلا شعبية. والتمكين آت إن شاء الله. والتمكين وعد من الله العلي القدير وَقَّعَتْ عقده يد القدَر، وشهد بصحة العقد قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ […]
عظمة الرسالة
رسول خاتم ورسالة خاتمة. لا تحتاج لتكميل ولا تطوير. نُزُلاً من حكيم حميد. لا يعني هذا أن العقل المؤمن، وهو أيضا خَلْقُ حكيم حميد، قد عطل، وأن تحديات العصور للمسلمين بمشاكلها المستجدة يمكن أن تواجه ببلادة حامل الأوقار الذي لا يعرف ما يحمل، ولا روح ما يحمل، ولا أهمية ما يحمل، ولا سرّ ما يحمل. نحن حاملو رسالة، لكن هل نقدر معنى أن معنا آخر كلمة خاطب بها الخالق خلقه، وأكمل رسالة أنزلها رب السماوات والأرض لعباده؟
كيف انتقض البناء النبوي؟
البناء الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في اكتماله البشرِيِّ النسبيِّ وحافظ عليه الخلفاء الراشدون المهديون بحفظ الله بدأ انتقاضه وانهدامه وانتشاره بعد ثلاثين سنة من موته صلى الله عليه وسلم. اغتالوا الإمامَ عليا كرم الله وجهه فكسـروا قبة البناء، بل أعْملوا المعول في أُسِّهِ لما حوَّلوها ملكا عاضا. كان الانقلاب الأموي الباغي ضربة في الكيان الإسلامي، ترجَّعتْ هزاتها على مدى التاريخ كما تترجع رجات الزلزال.
النصر بين المدد الغيبي وإعداد العدة
فحين يبحث المؤمنون عن المنهاج النبوي الذي ربى به رسول الله صلى الله عليه وسلم جيلا قرآنيا من المحسنين لإعادة الشخصية الجهادية إلى قيادة الأمة ولإعادة القيم الإيمانية الإحسانية إلى مكانتها في سلوك الأمة، يسعى الآخرون لتجريد الأمة من تلك القيم ولعزل الشخصية الإيمانية من تقدير المسلمين. في نظر الملاحدة والتابعين للفكر الوضعي يتمثل التخلف كله في جهة هي جهة الإيمان بالله وباليوم الآخر، ويتمثل التقدم كله في جهة الكفر بالغيب، وفي مقدمة الغيب وجود الله. في قاموس هؤلاء لا معنى لعبارة “نصر الله” أو “التوكل على الله” إلا الهروب من الواقع وصدماته وحقائقه والارتماء في أحضان الغيبية الخرافية.
داء الأمم
مقدر على هذه الأمة أن تتناوشها عوامل الانحلال الخلقي والاجتماعي على قدر انسلاخها عن الدين وابتعادها عن مثله العليا واتباعها في ذلك سنن اليهود والنصارى. من تدخين الفتن على القلوب والعقول تحقق اللقاء بين سنة الله وفعله المتعالي عن كل تحليل وبين تحرك العصبية الجاهلية، وهي من نزغات شياطين الجن والإنس ومن كسب الناس، فأنتج اللقاء أمراضا وعاهات تردّت بالأمة في مهاوي الانحطاط.