الدعوة إلى الله بإذنه
«الدعوة إلى الله بإذنه»: بالنسبة لرسل الله عليهم الصلاة والسلام هي بعثة ووحي. وبالنسبة للعلماء بالله جند الله هو الإلهام والتوفيق.
وقلما يتساءل الدعاة عن أسباب فشلهم خارجا عن دائرة الأسباب الحركية.
قلما ينظرون هل هم يرعون الله تعالى ليرعاهم، هل يطيعونه حق الطاعة ليوفقهم، هل طهروا قلوبهم وعقولهم بذكره والقيام على بابه بالدعاء والتضرع ليلهمهم؟
قولوا لي: أية تربية تلقيتم يا جند الله وأية عبودية حققتم لمولاكم، أقلْ لكم بلسان القرآن أي مصير هنا وهناك ينتظركم، وأية هداية.
استطلاع التحريف اليهودي
“وفي بعض كُتبهم أن هرون قال لله تعالى إذ أراد أن يسخـط على بني إسرائيل: يا رب لا تفعل، فلنا عليك ذِمام [أي جميل] وحق لأن أخي وأنا أقمنا لك مملكة عظيمة. قال أبو محمد: وهذه طامة أخرى! حاشا لهرون عليه السلام أن يقول هذا الجنون! أين هذا الهوس وهذه الرعونة من الحق النير إذ يقول تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾
سقيت حب الرسول ﷺ
سُقيتُ حُبَّ الرسولِ كأساً…لا نَزْفَ عنها فيا هَنائي!
وكـان حُــبُّ الإلاَهِ زادي…أَطْـعَـمُ مـنهُ فَهْوَ غِذائي
أُطْـعِـمُ مِـنْ حُـبِّـهِ خـلـيـلا…أقْـبَلَ يَمْتَارُ من إخائِـى
إن ظـامـئٌ مـُقـْفـِرٌ أتـانـي…سَقَيْتُهُ الفَيْضَ مِن إنائي
حَوْلَ خِيامي إخوانُ صِدْقٍ…للـدين هُـمْ عُـدَّةُ اللقـاء
مُـنَّ عَـلـيـنا بالنصرِ ربـي…نَرْفَعُ من شامِخِ البِنَاء
صلِّ على المصطفى إلهي…وخُصَّنَا مَعْهُ بِاعـتـناء
نحو تربية مُؤهلة مُؤثرة
موقعها الاجتماعي بصفتها أما مؤمنة يلزمها العملَ على تربية أطفالها نفسيا وعقليا وعمليا ليتأهلوا في مهنة الاندماج الاجتماعي، ومهنة الإنتاج الاقتصادي، ومهنة العضوية الفاعلة المؤثرة في الحياة. تعمل على ذلك بمساعدة مدرسة هي من الأهداف السابقة للدعوة، تحتضنها الأمهات المؤمنات، ويُسرِّبْن إليها العافيةَ بتألُّف المعلمات والأستاذات، وتقريبهن، وتهذيبهن. مستقبل أطفالهن الشخصي ونجاحهم في الحياة مرتبط ارتباطا عضويا بمهمتهن الدعوية.
رجل..أي رجل
رزئنا برجل أي رجل، كان رجلا أي رجل. رجلا يتحلى بالأخلاق الحسنة ويحبه كثير من الناس، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من شهد له أربعة دخل الجنة. وهذا رجل يشهد له أربعة وأربعة وأربعون وأربعة آلاف وأربعون ألفا وأكثر من ذلك، يحبه الجميع. نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته وأن يلحقنا به مسلمين مقربين سابقين. نشهد أنه كان سباقا إلى الجماعة، إلى نصرة الحق يوم كان بعض الناس يخنسون ويترددون ويخشون من لا يخشى الله عز وجل”.
ميراث رسول الله ﷺ في المسجد
إلى المسجد كان يفزع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حدث حادث، وفيه كان يجمع المسلمين، وفيه كان يبرم أمر الجماعة ومنه كان يخرج المجاهدون في وجههم للجهاد، وفيه كان يلقي الوفود، وفيه كان يعلم أصحابه، وفيه كان يجلس لحاجة المسلمين، وفيه كان يتم أمر الأمة الأعظم وهو المبايعة للإمام.
أيّ إنسان، وأية نفسية؟
الثبات على إديولوجيةٍ عِناداً وادعاءً أنها حية لم تمت، والانتقال من إديولوجية ودّعها العقلاء إلى مثواها الأخير إلى إديولوجية منقذة، والتحول السريع من خطاب متشدد إلى خطاب متصالح، إنما هو تَجْوال في عالم الهياكل، والهيكلات، والتنظيم الحزبي، ومشاكل التنظيم، وصراعات المناصب والمصالح، وحواراتٍ حول الأولويات والإستراتيجيات، ونزاع الزعامات على القيادة.
حسنة الدنيا وحسنة الآخرة
أما أعمال المؤمنين، فإن كانت شبيهة في إعطاء النتائج السببية في الدنيا مع أعمال الكفار، فإن لها بقاء أبديا على صورة ثواب وجزاء ونعيم. أعمال المؤمنين سعي مَرْضِيٌّ في الدنيا إن حسَّنَه الإتقان، مرضِيٌّ في الآخرة إن زكّاه الإيمان وزكتهُ النية.
ما هي كلمتنا في حقوق الإنسان؟
ومن حقه في معرفة ربه وخالقه تنبثق سائر الحقوق. بمعرفته لله رب العالمين وربه يكون حق الآخرين عليه واجبا دينيا يؤديه بإخلاص ووفاء، عبادة يعبد بها ربه، لا تعاملا مع القانونية البشرية.
هذا الإنسان الشارد من ربه الجاهل بخالقه لا تجد من يرفع عقيرته احتجاجا على هضم حقه الأول، حقه في معرفة حقيقة وجوده، ومآله، ومعناه.
الكون جملة مفيدة، ما من حرف فيها إلا له معنى، ما من ساكن ولا متحرك إلا له فائدة وصلاحية ومنطق ينسقه في المنظومة الكونية. كل ما في الكون يكتسب صلاحيته ومنطقه ووظيفته ومعناه من الإنسان.
مصيري ومصير أمتي
مصيري الأخويُّ أنا المؤمن المسلم، وأنا المؤمنة المسلمة، عَلِمْتُ وأيقنت أن صلاحَه لا ينفَكُّ عن صلاح مصير أمتي في الدنيا. إن فسدَت حالَة أمتي في الدنيا، وهانت، ووَهَنَتْ، وتمزَّقَتْ، وتظالمت، وحكمت بغير ما أنزل الله، فمِن تقصيري أنا، ومن مسؤوليتي أنا. وإن نهضْتُ لأجاهِد مع المجاهدين لبناء دولة القرآن فلِنَفْسِي بَغَيْتُ الخير. وإن بذلت مالي ونفسي وغايةَ جُهدي لتقْوَى أمتي، وتعِزَّ، وتظْهَرَ على الأمَم مبلغة رسالة الله إلى الإنسان، ففي حَبْلِ نفسي أفْتِلُ.
أمين الوحي صلى الله عليه وسلم
أمِنْ تَذَكُّرِ هَمٍّ فيكَ مُنْكَتِمِ ….على زمانٍ تَقَضّى في دُجَى الظُّلَمِ
سَكَبْتُ دمعاً لَهيبُ الشوقِ أجَّجَُه ….من جَذْوَةِ الوَجْدِ والآلام والنَّدَمِ
سطا عليكِ الهَوَى يا نفسُ فابتَدري ….رُجْعَى إلى الله في تصميم مُقْتَحِمِ
لوذي بذَيْلِ أمين الوحي سيدنا ….محمدٍ خيرِ خلق الله كُلِّهِمِ
واستمْسِكي بكتاب الله عَلَّمَهُ ….ربُّ البَرِيَّة للمحبوب بالقَلَمِ
«الاحتقلال»
كلمة «الاحتقلال» التي عَنْوَنَّا بها هذه الفقرة هي من صياغة البطلِ الريفي المجاهدِ محمد بن عبد الكريم الخطابي. كلمةٌ مركبة تركيباً مزْجيّاً من «الاحتلال» و«الاستقلال». فهي بتركيبتِها وغرابَتها تدل على شك الخطابي في حقيقة ما حصَّل عليه المغاربة المفاوضون في إكس لبان، وتَدلُّ على إنكار الخطابي لاستحواذ الحزب الوحيد -الفارضِ وحدانيتَه بالعنف الذي قرأناهُ-، وعنفه.
رسول الله
رسول الله : لنتدبر هاتين الكلمتين المألوفتين تغطي عنا العادة عظمة مدلولهما. إنه رسول، إنه من عند الله جاء، إنه حمل رسالة، حملها من ربه إلينا. ومن كان هذا شأنه حق له أن يعطي الجنة وعدا لمن وفى ما بايع عليه. ويشترط رسول الله صلى الله عليه وسلم! هذا معنى المبايعة أعطيك وتعطيني. وقد مسخت هذه العقدة المطهرة في زمن الفتنة حتى صارت بيعة من جانب واحد، بيعة من المسلمين تحت قهر السيف، وخيلت معناها السامي.
قضايا الأمة ومسألة التغيير
قضية المسلمين على المدى الطويل هي الوحدة والقوة وإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة كما كانت الخلافة الراشدة على أسس الشورى والعدل والإحسان. وعلى وقع خطوات التاريخ الذي يكوره مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل تتعرف إلينا سنة الله الرحيمة بنا من خلال الفجوات التي بين مصالح العملاقين، ومن خلال ضغوط المصالح والظروف السياسية لكل دولة وكل تحالف، ومن خلال الثقل المهول الذي تتحمله كل دول العالم، بل كل فرد فرد من بني الإنسان، أعني ثقل التهديد النووي لمصير الإنسانية. وتتعرف إلينا سنة الله الرحيم بنا آخر المطاف من خلال البلاء الواقع على المستضعفين في الأرض وعلى المسلمين خاصة من جراء المجاعات والنقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين. ويسمي لسان العصر هذا النقص “تخلفا”، لأن العصر ينظر بمنظار التحليل الغربي المادي الماهر في إدراك الأسباب وتسلسلها وقيامها وقعودها، الغافل عن مسبب الأسباب جلت عظمته.
كيف تجدد المؤمنة إيمانها؟
نحط رِحالنا بباب المعلم الوالد رسول الله صلى الله عليه وسلم وندخل مجلسه الكريم لنسمعه يحذر صحابته الأبرار قائلا: «إِنَّ الإيمانَ يخلَق في القلب كما يَخلَق الثوب. فجددوا إيمانكم». في رواية: «إن الإيمان لَيخلَق في جوف أحدكم كما يخلَق الثوب. فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم». رواه الإمام أحمد والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك.
المؤمنة مشرفة مكلفة
في مقابل الوعد الإلهي الكريم، ولتستحق المؤمنة المراتب العالية في درجات الآخرة، عليها أن تُوَثِّقّ اختيارها بتوبة تامة تلزمُ نفسها بعدها بما التزمت به المسلمات الداخلات في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: بايعنه بَيْعة فخَمةً مشهودة صارمة بما أخبر الله عز وجل به في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.


















