خطاب الله تعالى للإنسان
خاطب القرآن الكريم الأميين المستجيبين للداعي خطابا قويا في هذا الأمر. خاطب الإنسان من حيث إنسانيته، خاطبه من حيث فطرته ومخلوقيته. ولا يزال يخاطبه. الفرق بين الأميين الأولين وبين الناس أجمعين إلى يوم القيامة يتمثل في كون أولئك كانوا عارين أو شبه عارين عن العوائق الخارجية الحضارية التي تشوش على السمع، بينما الإنسان في عصر كعصرنا مكتظ الآفاق الحسية والعقلية بطفيليات صنعه وفلسفته وشغله وثروته وغناه وبؤسه وفاقته التي يلهبها منظر المترفين وآلات ترفهم.
الضمير الإنساني.. نداء وبلاغ
إن الضمير الإنسانيّ المناديَ بحقوق الإنسان عن إخلاص وصدق حقيقة واقعية من وراء الوضع السياسي الظلمي الذي يجعل بعض البشر أكرم من بعض في ميزان الأرجوحة العالمية. مع هذا الضمير نتناجَى ونتجاوب. معه نتخاطب لنرفع مطمح الإنسانية إلى حقها الأزلي الأبدي الذي لا تُكَوِّنُ الحقوق المتعارَف عليها إلا حلقاتٍ من سلسلته. لا قيمة لما توفره حقوق الإنسان «المتعارف عليها دوليا» للإنسان من كرامة وسعادة في الدنيا إن انقطعت دون حقه الأخروي.
العرب وهوان التطبيع
لن يدوموا إن شاء الله. الدائم الله ووعد الله سبحانه العزيز العلِيّ لهذه الأمة أن عدوّها لن يستأصلها، وأن طائفة من المؤمنين لن يزالوا ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. جاء الوعد العزيز في الأحاديث النبوية الصحيحة.
ما هي كلمتنا في حقوق الإنسان؟
ومن حقه في معرفة ربه وخالقه تنبثق سائر الحقوق. بمعرفته لله رب العالمين وربه يكون حق الآخرين عليه واجبا دينيا يؤديه بإخلاص ووفاء، عبادة يعبد بها ربه، لا تعاملا مع القانونية البشرية.
هذا الإنسان الشارد من ربه الجاهل بخالقه لا تجد من يرفع عقيرته احتجاجا على هضم حقه الأول، حقه في معرفة حقيقة وجوده، ومآله، ومعناه.
الكون جملة مفيدة، ما من حرف فيها إلا له معنى، ما من ساكن ولا متحرك إلا له فائدة وصلاحية ومنطق ينسقه في المنظومة الكونية. كل ما في الكون يكتسب صلاحيته ومنطقه ووظيفته ومعناه من الإنسان.
حقوق الإنسان والمقصد الأسمى
ها هو الإنسان في دار مُتسعة الأرجاء بَرا وبحرا، كثير الأرزاق، وها هو مُنَعَّمٌ بحواسه وكمال جسمه وصحته، وها هو تُبْعَثُ إليه الرسل، وها هو تخبره الرسل أنه مدعُوٌّ لدار النعيم المقيم في الجنة، لكنه موحول في الدنيا، مُعلَّق بها بواسطة غرائزه، مفتون فيها بتربيته، بأسرته، بمجتمعه، بمكانته في هذا المجتمع، بأفكاره، بغرائزه، بطموحه الدنيوي، بما يقع عليه من ظلم، بما يظلم هو الناس. وحقُّ الإنسان في التحرر من كل هذا الذي يصرفه عن ربه، يلهيه عن مصيره إليه في دار البقاء، هو مَجْمَعُ حقوقه في الإسلام ومدارُها.
معركة حقوق الإنسان
أمحايدون نحنُ في معركة حقوق الإنسان أم مُتَلَقُّونَ أم معنا رسالة؟ ومن أين لنا بمصداقية لنقول كلمتنا ونحن في قفص الاتهام؟ الإسلاميون إرهابيون قبل كل مناقشة! والشـريعة الإسلامية همجية صرفة! هذا حكم أعدائنا حين يصنعون لأنفسهم من أوهامهم ومن أخطاء بعضنا «دولة شر» يَنْصِبونها غرضا تاريخيا لسهام كراهيتهم المتأصلة. وما ينبغي أن نتصدى للموضوع بنفسية المتهم، همُّه […]
فلسطين والاستعداد لموعود الله
يبدو المستقبل ملبدا بالسحب إذا ما اعتبرنا عجرفة وطيش الرئيس الحالي للحكومة الصهيونية نتنياهو واستنطقنا العقيدة اليهودية التي تجعل من “الأمميين” –غير اليهود- كائنات خلقت لتستغل بالإقراض الربوي خاصة، وبغيره من طرق الاستغلال. ” أمميون” مصيرهم -حسب التأويل المتطرف للتوراة- الإبادة، إن هم حالوا دون تنفيذ مشاريع الشعب المختار.
تلاحم في موقف العزة
الإسلام دين تآخٍ، يعيش المسلِمُ والمسلمة في جنبات الوُدِّ ورحابِ الوَلايَة وكنَفِ النصرة. والمؤمن والمؤمنة هما العامل الإيجابي، هما منبع المودة، وحمَلَةُ تكاليف النصرة، ومُعتصَم الوَلاية.
الوَلايةُ بين المؤمنين والمؤمنات كما بين القرآن سياقها من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصلةٌ بين الله والناس: في آخر السياق قال الله تعالى: ﴿أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله﴾
شوق الرسول ﷺ إلى إخوانه
أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن له في آخر الزمان إخوانا. فهي كلمة يهتز لها كل ذي لب وشأن. ويُرشح نفسه لها بالصدق الدائم والجهاد المستمر من رفع الله تعالى همته ليكون من الذين ﴿اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. سورة المائدة، 95. هذا تحد لمستقبلك أخي.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحق الفلسطيني
ننظر في آخر الديباجة، فنقرأ نداء «ليبذل كل الأفراد وكل المنظمات الاجتماعية المستوحية لهذا الإعلان جهودهم في التعليم والتربية، لينموا احترام هذه الحقوق والحريات، وليُؤَمنوا الاعتراف بها، وتطبيقها العالمي والفعلي بإجراءات تدريجية على الصعيد القومي والدولي، سواء وسط شعوب الدول العضوة نفسها أو وسط الشعوب التي تحت سيطرتها».
الدعم الأوربي والأمريكي لليهود
كانت أوربا في حاجة ماسة إلى حوض يستقبل ما فاض عنها من العنصر اليهودي، بالغ الذكاء، فائق النشاط، شديد المهارة في التجارة، العنصر المزعج الذي تنظم وألح على الدول/ الأمم الأوربية السالكة سبيل الديموقراطية أن تمنحه حقوقا وتملكه أرضا تطلع عليها الشمس. وما قضية دريفوس في فرنسا إلا مثال بين لظهور اليهود في الساحة واستغلال الإمكانيات التي استحدثها العصر لمكافحة الظلم والتأثير على الرأي العام بواسطة إعلام حر تسلل إليه المال اليهودي والنخبة المثقفة اليهودية.
رمضان مضيت على عجل
رمضان مضَيْتَ على عَجَلِ….لَيْتَ تَبْقَى العامَ بلا نُقَلِ
شهرَ القرآنِ هُدىً نَزَلَتْ….بينِّات الله على مهلِ
لرَفيعِ القَدْرِ محمدنا….وبِلَيلتِه حَفْلِ الرُّسُلِ
بَرَكاتُ الله بها هَطَلَتْ….ولِحِكْمَتِهِ خيرُ النُّزُلِ
وجهادٌ فيكَ مضَى مَثَلاً….في بدرٍ لنا أعلى المُثُلِ
أَعْتِقْ رَقباتِ الناس بِه….مولايَ وحَقِّقْ لي سُؤُليِ
زكاة الفطر
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «فَرَضَ رسول الله ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»
التقلل وإيثار المحتاج
التقلل إمساك على زمام النفس لكيلا تجتلبها المغريات. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد هذه المنزلة، أوصى بالتقلل حتى يكتفي المؤمن في خاصة نفسه بمثل زاد الراكب، فكان صحابته مثالا للزهد والتعفف والبَذَاذَةِ التي هي من الإيمان كما جاء في الحديث. البذاذة عكس الترفه في الزينة.
الاعتكاف منطلق مسيرة جديدة
الاعتكاف فرصة لنتعمق في أنفسنا وننظر في قلوبنا ما فيها؟ أي شيء فيها…
المسخ التطبيعي مع الصهيونية
إنما يوقف المخطط العدواني الطامع الطامح في إبادة معنانا واستحمار مستقبلنا ومسخ أجيالنا التوحّد تحت راية تؤلف القلوب وتوقظ فيها معاني الإيمان والصدق والطهر والكرامة. وتنور الفكر، وتوجه الجهود في تكامل صادق، وتعاون مخلص بين النزهاء من أبناء الأمة وبناتها. وليس غيرَ راية الإسلام من جامع مؤلف، ولا غَيرَ هدى ربنا من مقتبس للنور، ولا غيرَ الصدق مع الله والإخلاص لله من ضامن لتعاون مُجدٍ مؤَثّر قادر على مصاولة القوى الفاسدة المفسدة الناخرة في جسم الأمة المتكالبة المتآمرة على طمس كيانها.