نحو تربية مُؤهلة مُؤثرة
موقعها الاجتماعي بصفتها أما مؤمنة يلزمها العملَ على تربية أطفالها نفسيا وعقليا وعمليا ليتأهلوا في مهنة الاندماج الاجتماعي، ومهنة الإنتاج الاقتصادي، ومهنة العضوية الفاعلة المؤثرة في الحياة. تعمل على ذلك بمساعدة مدرسة هي من الأهداف السابقة للدعوة، تحتضنها الأمهات المؤمنات، ويُسرِّبْن إليها العافيةَ بتألُّف المعلمات والأستاذات، وتقريبهن، وتهذيبهن. مستقبل أطفالهن الشخصي ونجاحهم في الحياة مرتبط ارتباطا عضويا بمهمتهن الدعوية.
التغيير بين الأوهام السياسية والعمق التاريخي
نحن حريصون على حوار مع الفضلاء الديمقراطيين لو كان بعضهم يُفرِّق بين التنابُزِ في الصحف وبَيْن الكلمةِ المسؤولة. وإن سوء التفاهم بيننا وبين بعضهم ناتج عن أننا نتكلم من مواقِع مختلفة، ومن مُستوَيَيْن اثنين. ومن يُراد منه أن يبذلَ مجهودا ليسمع ويتأمل ويقَدِّر الحاضر والمستقبَلَ منهمك في الحاضِر لا يَلْوي على شيء.
صور من محبة رسول الله ﷺ
قال مالك: «ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي ﷺ فيُنظَر إلى لونه كأنه نَزَفَ منه الدم، وقد جفَّ لسانه في فمه هيبة لرسول الله ﷺ. ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذُكر عنده النبي ﷺ بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع. ولقد رأيت الزُّهري، وكان لَمِنْ أهْنَإ الناس وأقربِهم، فإذا ذكر عنده النبي ﷺ فكأنه ما عرفَك ولا عرفته. ولقد كنت آتي صفوان بن سُلَيم، وكان من المتعبدين المجتهدين، فإذا ذكر النبي ﷺ بكى، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه».
الحضارة المادية وسؤال القيم
الحضارة الغربية اليوم تعرت نهائيا عن كل قيمة غير القيم المادية المنفعية المحسوبة عدا ونقدا أو استثمارا وانتظارا. المادية هي دين الديمقراطيات الغربية النصرانية اسما كما هي دين الاشتراكيات الشيوعية الملحدة مبدأ. دينها جميعا القوة العسكرية، والتوازن الاستراتيجي، والمصالح الاقتصادية، والتسابق إلى المراكز ذات الأهمية الجغرافية السياسية. وفي داخل تلك المجتمعات يتجه الإنسان إلى التمتع الدوابي، إلى الزنا واللواط اللذين أصبحا أمرا عاديا، بل نشاطا يحميه القانون، إلى الجريمة والمخدرات، إلى “الفن”، وكل ما تعطيه الكلمة من صور الهروب من الواقع، حتى إذا استنفد الإنسان كل ما جاءته به الحضارة المادية من أمن في المعاش ومن فرص اللذة، غدا ينتحر بجنون، ينتحر لينسى فراغه، لينسى هذا النعيم الدوابي الذي تضج منه الفطرة البشرية.
شتنبر 1987 | رسالة “العدل والإحسان”
إخواني الأعزاء أخواتي العزيزات أيها المؤمنون والمؤمنات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما صدر العدد الأول من مجلة “الجماعة” قرأ الناس فيه نداء طويلا ملتاعا إلى توحيد العمل الإسلامي في المغرب. تلا ذلك وسبقه سنوات حاولنا فيها اللقاء والتقارب والتعاون على جمع الشتات. وعندما وضعنا “المنهاج النبوي” كانت الجماعة القطرية محور تفكيرنا، وكان التفكير لها مساهمتنا في الجمع المرجو.
قومة الرسول الداعي صلى الله عليه وسلم
كانت تلك جاهلية في روحها، وهذه اليوم نفس الروح تهيمن على العالم باسم الحضارة والتقدم. وكانت قومة الرسول صلى الله عليه وسلم قومة واحدة لم يعالج جانبا من جوانب الفساد ولم يتوجه فيها لقبيلة دون قبيلة. كانت دعوته شاملة عامة. كانت قومة الحق ضد الباطل. وأتى الأمر من أساسه حين كانت لا إله إلا الله رمز دعوته ومعناها وبرنامجها.
داء الأمم
مقدر على هذه الأمة أن تتناوشها عوامل الانحلال الخلقي والاجتماعي على قدر انسلاخها عن الدين وابتعادها عن مثله العليا واتباعها في ذلك سنن اليهود والنصارى. من تدخين الفتن على القلوب والعقول تحقق اللقاء بين سنة الله وفعله المتعالي عن كل تحليل وبين تحرك العصبية الجاهلية، وهي من نزغات شياطين الجن والإنس ومن كسب الناس، فأنتج اللقاء أمراضا وعاهات تردّت بالأمة في مهاوي الانحطاط.
فضل نساء النبيء صلى الله عليه وسلم
يا نساءَ النَّبيءِ كُنتُنَّ أَهْلاً….أنْ تُخَاطَبْنَ في الكتابِ المُبِين
يا نساءَ النَّبيءِ لستُنَّ مِثْلاً….لنِساءِ الوَرَى بِعَقْلٍ ودِينِ
جاءَ تَخْيِيرِكُنَّ في الوَحْيِ يُتْلَى….بَيْنَ دُنْيَا وَبَيْنَ وَعْدٍ مَكِينِ
فَنَبَذتُنَّ زينةً لحياةٍ….ونبذتُنَّ عَيْشَ خَفْضٍ وَلِينِ
وأَرَدْتُنَّ وَجْهَ ربٍّ كريمٍ….وَحِمَى مُرْسَلٍ مُحِبٍّ حَنُونِ
وأَردْتُنَّ دَارَ أَجْرٍ عَظيمٍ….بِجِوارِ الزَّوجِ الحبِيبِ الأمينِ
يا قدس
يا قدس فَاوَضَ عنكِ أبطالُ الكلامِ…وتداعتِ الأعدا لعَقْدِ سلامِ
من بعد هَزَّاتٍ «وثورات» خلتْ…من بعد زعْقاتِ الزعيم ضِخَامِ
قام الصبي، بِكَفِّه مِلْءُ الحصا،…للنجدة الغَرَّا قيامَ هُمامِ
والمرأةُ العَزْلاءُ تَابىَ ذِلَّةً…رجمتْ لنا وَجْهَ العدو الرّامي
هذي المروءةُ شرَّفتْ جيلاً غدا…مُتَسمِّعا همساً عن الإسلامِ
المصطفى لنور الله
افْهَمْ إذا أَسْمَعْتُ فِـطْ…رَتَـكَ العـميقَةَ يـا بُـنَـيّْ
ما في الوجودِ معظَّمٌ…بـعـدَ الإلاه أجَــلَّ شـيّْ
إلا الـرسولُ مـحـمَّـدٌ…أنْـشَاهُ من نـسْـلِ قُصَيّْ
ثُـم اصطفـاه لـنـوره…روَّاه مــنــه أبَـــلَّ رَيّْ
فإذا مَحَضْـتَ لـذاتِـه…حُبًّا سُـقـيتَ على يَـدَيّْ
وغدوتَ من أحـبابِـهِ…وبرأتَ من رَيْنٍ وغَـيّْ
صـلى عـلـيه إلاهُـنا…ما دام في الأكوان حيّْ
محبة رسول الله هي العروة الوثقى
إن تَوَلِّي رسول الله ﷺ، والصلاة عليه الدائمة، وحب آل البيت المطهرين، وتولي صحابته، لَمِمَّا يقرب المسافات للمريد الطالب. واختلف العلماء فيمن هم أهل بيته الذين جاءت في محبتهم وموالاتهم أحاديث صحيحة تذكرنا الله وتناشدنا الله فيهم وفي القرآن. فمن قائل إنهم الآل الذين تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم. ومن قائل إنهم ذريته وأزواجه. ومن قائل إنهم أمته عامة. ومن قائل إنهم أتقياء أمته خاصة. وحديث الترمذي يخصص عليا وفاطمة والسبطين الكريمين الحسن والحسين.
الرحمة المهداة صل الله عليه وسلم
يفتتح الإمام عبد السلام ياسين رحمه في هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 12 ربيع الأول…
كيف نقرأ بشارة القرآن بوعد الآخرة؟
قال المفسرون من القرون الماضية، ولم يكن أمام أعينهم ما نشاهده من باهر الحقائق: إن المقصود بالعباد الذين جاسوا خلال الديار هم بُخْتَنَصّر وجنوده، وقيل جالوت، وقيل جند من فارس، وقيل جند من بابل. وفسروا المرة الأولى التي أفسد فيها بنو إسرائيل في الأرض وعلوا علوا كبيرا هي حين قتلوا نبي الله أشعياء، وقيل حين حبسوا نبي الله أرْمياء، وقيل حين خالفوا أحكام التوراة.
حديث المعنى في عالم مهووس
فإن ذهبت إلى ندي الناس، وسوق الناس، ومجمعات الأقوام أنادي بإسلام هو في قلبي خرق ومزق فمن يسمع مني. أنادي إلى الصلح مع الله وحبل إيماني خلق. أنادي إلى التوبة إليه وأنا سادر!
يا أهل السوق! هذه أمة مسلمة إسلامية طبقت «الحل الإسلامي» فتعالوا يا عطشى إلى الري، تعالوا إلى الامتلاء يا غرثى، تعالوا إلى الشبع يا جياع الروح ومفتوني الدنيا.
الزواج: عدل وإحسان
وإن الله تعالى أمر بالعدل والإحسان. فالذي كان يمسك البيت النموذجي والزوجين الفاضلين والمجتمع الأول ضوابط العدل والحقوق المؤداة، ثم الإحسان بهذا المعنى الأول للإحسان. قَلع المؤمنات والمؤمنين الإيمانُ والتطلعُ إلى مقامات الإحسان من أرض المشاحّة والمخاصمة على الحقوق. توَّج الإحسانُ العدلَ وتخلّله وسكن بين ضلوعه. فالمرأة الزوج تصبر عن بعض حقها إحسانا واحتسابا، والزوج الرجل يجتهِد ليوفيها حقها ويزيد خوفا من الله ورجاء في مثوبته وقربه.
أسئلة جوهرية لا تجيب عنها الحداثة
أظن أني كنت أول من استعمل منذ ما يقرب من عشرين سنة، صيغة «تسليم الحداثة». العبارة أخذها آخرون منذ ذلك الحين. أعيد الكرة لا لاجترار شعار، ولكن لأواجه الحداثة بالأسئلة التي لا تهتم بها إطلاقا، وليس لأتباعها الوقت لطرحها على أنفسهم : من أنا ؟ وما أكون، وإلى أين أسير؟ وماذا أصير إذا مت وحنطت جثتي في تابوت من سنديان أو ركمتها الجرافة في حفرة جماعية في البادية الجزائرية أو الغابة الرواندية؟