الحريات العامة
8. من الحريات العامة التي تنبني عليها الديمقراطية حرية التعبير. من شِنْشِنَةِ الحكم الظالم المغتصب المستبد أن يكم الأفواه ويمنع كلمة الناس من الرواج. فالفكرة واحدة، والاجتهاد واحد. على فكرة القائد الملهم الوارث الخالد يجتمع الناس، من أراد من الناس، ولأُمِّ الممتنع الهَبَلُ!
على الفكرة الواحدة الوحيدة المحتكرة للذكاء والبصيرة تتوحد جهود الصنائع الطامعين في المزيد من النَّوالِ والمزيد من السلطة والنفوذ. يُضطر النبهاء من النخبة المتعلمة أن ينضوُوا تحت لواء الفكرة الوحيدة، وأن يتظاهروا بالانخداع للإعلام الوحيد، عسى يجدون لمؤهلاتهم مَصْرِفاً، ولحياتهم منفعة.
وتهدر الطاقة الفكرية والجهود المجمّدة، طاقة الأحرار وجهود الأحرار.
نقطة لقاء لنا مع الديمقراطية في استخلاص حرية التعبير من احتكار خانقي الحريات. من خُنِق صوته، وحُرِّمت كلمتُه، فقد شُنق شنقا وإن بات مع الطاعمين.
حرية الصحافة، وحرية تعدد الصحافة، وحرية انتقاد الحاكم، وحرية مقارعة الآراء، ومواجهة المعلومات بالمعلومات. هل من وسيلةأرجى من هذه ليعلم الناس ما يجري في العالم وما يجري حولهم؟ التعتيم الإعلامي، وتزوير الحقائق شنشنة أخرى نعرفها من الأنظمة المستبدة.
الوضوح مطلب لنا مثلما هو مطلب للفضلاء الديمقراطيين. لفظة «شفافية» كانت على لسان غربتشوف أوَّلَ نسمة من نسائم الحرية هبت على الهواء الراكد -كان- في الاتحاد السوفييتي. كذلك نشعر بنسائمَ منعشة يوم يزول الغم الغائم. إن شاء الله. الشورى والديمقراطية، ص 80-81.
أضف تعليقك (0 )