post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<p>تصرم العام ودار، ونستقبل بقلوب مفعمة بالشوق والحنين لمن صحبناه وأحببناه، ذكرى رحيله الثانية، ذكرى الوفاء لمن جمعنا حول أمر التهمم بمصير أمتنا عدلا، وبمصيرنا الفردي إحسانا، حبيبنا المرشد، والإمام المجدد، سيدي عبد السلام ياسين رحمه الله رحمة واسعة. طرقنا باب الكرام ثانيا، فاستقبلنا بترحيب الكرماء الذين لا يرد قاصدهم، ولا يضام جليسهم، استرقنا لحظات قرب وود من أهل فضل، منهم يتعلم الذوق، والرفق، وفي كل همسة منهم وحركة تتعلم أنك تحتاج أن تتعلم، أن تتعلم ما يربطك بالله سبحانه عبودية وقربا، وما يربطك بنبيه صلى الله عليه وسلم محبة وشوقا، وما يصلك بالدنيا حركة واستخلافا. تتعلم كيف تكون عبدا لله. </p>
<p>كانت مضيفتنا نجلة الحبيب المرشد رحمه الله وواسطة عقد ذريته المباركة، كان الحوار ثريا بثراء ما التقينا عليه، نقدمه لكم أعزتنا الكرام، عساه يثلج صدورا أدمتها لوعة الفراق وحرقة الشوق فتكون لها منارات سنية على الطريق. </p>
<p>في البداية نرحب بالأخت الكريمة للا آسية، كريمة الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، ونشكرها على قبولها التفاعل معنا من خلال هذا الحوار.<br />
<br />أختنا آسية، ونحن نحيي ذكرى الوفاء الثانية لرحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين، رحمه الله وجعله في أعلى علّيين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لا نريد أن نقف وقفة المتحسر على فراق رجل عزّ نظيره في هذا الزمن العصيب، بل نريد أن نجعل من ذكراه فرصة للحديث عن ميراثه العلمي والفكري وعن طريقته في التربية والتعليم والتنظيم والقيادة والجهاد، ولنتلمس معالم المنظومة البنائية التي أفنى عمره في التقعيد لها ووضع صواها ومعالمها ليهتدي بها من يروم سلوك نهجها من إخوانه ومن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل ومن خلق الله جميعا. نغتنم هذه الفرصة لنستقرئ سيرته في بيته خاصة، بين أهله وأقاربه حتى ننقل لقرائنا الكرام نموذجا حيا لتمثل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوكا ومعاملة. </p>
<h4>أول ما نود معرفته في هذا المقام هو كيفية معاملة الإمام لأبنائه، وأسلوبه في تربيتهم مرحلة مرحلة، ولنبدأ بمرحلة الطفولة، فماذا تختزن ذاكرتك من تلك الفترة من مواقف جمعتك بالوالد رحمه الله؟ </h4>
<p>بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه.<br />
<br />اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء نور وجهك الكريم، وملء ما أنتهى إليه بصرك، وليس له نهاية، وملء الجنة وملء الكرسي والعرش وملء ما بينهما، وملء السماوات والأرضين وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.<br />
<br />عشنا مع والدي الحبيب طفولة لن تنسى وعمرا مليئاً بالخير والبركة والمحبة والنور. نور مصدره اتباع الهدي النبوي في كل صغيرة وكبيرة. </p>
<p>أذكر في طفولتي أيام السجن ولوعة الفراق كما أذكر الجولات التي كنت أقوم بها مع والدي الحبيب في غابة حي السلام.<br />
<br />أذكر البسمة التي كانت تعلو محياه في كل وقت وحين.<br />
<br />وأذكر مرحه ولعبه معنا كل يوم في حديقة المنزل. وأذكر رياضة المشي التي كنا نمارسها معه كل يوم في حديقة أو سطح البيت. </p>
<h4>حياة الإمام المجدد لم تكن مثل حياة كل الناس، انصرافه إلى بناء جماعة على أسس المنهاج النبوي والصدع بأمر الله أخذ جهده ووقته، فهل أخذه ذلك بالكلية عن مسؤوليته الأسرية؟ هل كان من متسع في وقته لأبنائه للنظر في شؤونهم الخاصة؟ وما مدى حدود التشارك في تحمل عبء التربية والتوجيه لكم مع رفيقة دربه الشريفة الأريبة للا خديجة حفظها الله؟ </h4>
<p>كان والدي الحبيب يعطي لكل ذي حق حقه. لم تمنعه انشغالاته من لقاءات وكتابة كتب من تخصيص الوقت الكافي لنا. كان يحرص كل الحرص على احترام الوقت وكان يومه منظما، وضمن برنامجه اليومي حصص لأهله وأولاده وأحفاده. كان يسأل عن أحوالنا ويحمل همومنا. يتابعنا في كل صغيرة وكبيرة. حتى وهو في السجن كان يبعث لنا كل أسبوع برسالة يضعها في سلة الطعام يتفقد فيها أحوالنا فردا فردا.<br />
<br />كان يلعب مع أطفالنا ويقول : <span class="citation">&#8220;وإنما أطفالنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض&#8221;)</span>.<br />
<br />لا يمكن الجلوس معه دون أخذ فائدة لغوية أو شعرية أو علمية أو تربوية. كنا نلجأ إليه في كل أمر وكان مستمعا جيدا. نرتاح بالحديث معه و نأنس بوجوده.<br />
<br />كان يحرص ألا تكون بينه وبين أبناءه وبناته جميعهم حواجز أو مسافات أو حتى أسرار. وكان يعطي لكل مقبل عليه الأمان ويغمره بالترحاب ويشيع في الحضور البهجة والفرح.<br />
<br />فلا تملك وأنت بين يديه ألا أن تشاركه كل ما يخالج صدرك ويشغل بالك. فنجد فيه الدعم والتشجيع والقوة على تخطي كل الصعاب؛ كل ذلك بالتذكير بلزوم باب الله وعدم الإذعان للنفس والهوى. </p>
<h4>نريد أن نسأل بدقة &ndash;إن تفضلت- عن بعض القضايا التي تؤرق بال الآباء وتختلف حولها الرؤى وتتضارب المواقف، كيف كان يغرس الوالد رحمه الله، أساسيات الدين في نفوس أبنائه، من صلاة وصيام، كيف ربى أبناءه على الالتزام بها؟ وكيف كان يعلمهم ويعودهم على التأدب بآداب الإسلام؟ </h4>
<p>كان والدي الحبيب يغرس فينا مبادئ الدين بكل سلاسة. جولاتي معه في الغابة كانت كلها ذكر وتفكر في ملكوت الله سبحانه وتعالى. يحببنا في قراءة القرآن ويحكي لنا قصص الأنبياء عليهم السلام ويجعلنا نتنافس على الصلاة معه. يوقظنا لصلاة الصبح ويعلمنا سيد الاستغفار قبيل صلاة الفجر. يشحذ هممنا دائما للتطلع الى أعلى المقامات وهي النظر الى وجه الله تعالى ومجاورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. كل ذلك بتلميحات بسيطة دون أن يشعرنا بالخجل من تقصيرنا.<br />
<br />كان شعاره في التربية والتعليم على الدوام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم &#8220;ما كان الرفق في شيء إلا زانه&#8221;. وكلنا نذكر كيف كان دائماً يعلمنا الرفق ابتداء بأضعف الحشرات كان دوما يتحرى ألا تمس نملة بسوء ؛ وإن تسربت لغرفته حشرة فيوصي بإخراجها دون إذايتها.<br />
<br />وأكثر ما كان يوصي بالرفق عند سن المراهقة. وفي تعامل الرجال مع زوجاتهم ولا يمل يكرر الحديث &#8220;لا يكرمهن إلا كريم&#8221; الحديث.<br />
<br />كان لا يمل من سؤالنا عن القران.. هل تحفظ ؟ أين وصلت في حفظ القرآن. وكان يفرح كثيرا اذا حفظ الواحد منا سورا من القرآن الكريم. </p>
<h4>بخصوص الجانب الدراسي بأي أسلوب كانت متابعة الوالد رحمه الله لكم في هذا الصدد؟ </h4>
<p>والدي الحبيب بما حباه الله تعالى من علم جامع كان المرجع لنا في معظم ما نحتاجه في دراستنا. كان لا يبخل علينا بوقته وجهده جزاه الله خير الجزاء. يشرح دروسنا بلطف دون أن يعنف علينا أو يهيننا اذا لم نفهم. بل يكرر ويشرح بطريقة أخرى حتى نفهم جيدا.<br />
<br />ولطالما شكوناه معاناتنا في الدراسة مع أطفالنا. فكان يهدئ من روعنا ويؤكد لنا وجوب تحملهم المسؤولية. حتى انه قد قال لي ذات يوم: لا تخافي من الرسوب. الرسوب قد يعلم طفلك تحمل المسؤولية. </p>
<h4>يلاحظ نوع من الخصوصية والتميز لدى جميع أبنائه وبناته، كيف تشكل ذلك رغم أن المربي واحد؟ </h4>
<p>ذلك لأن والدي الحبيب كان يترك لكل واحد منا حرية اختيار طريقه. يحترم الرأي ويشجع المبادرة ولا يجبر أحدا منا على فعل شيء بل يوجه بشكل لطيف. </p>
<h4>القرآن الكريم هو قطب رحى مشروع العدل والإحسان وعليه مدار تربية الجماعة وفكرها، ولطالما دعا المرشد الحبيب صادقا أبناءه وبناته داخل الجماعة المباركة وخارجها إلى العناية بكتاب الله حفظا وتلاوة ومدارسة. كيف كان حضور كتاب الله داخل الأسرة، وهل كان، رحمه الله ورفع ذكره، يخصكم بلحظات يشارككم من خلالها بعضا من عميق تأمله وجميل تدبره فيه؟ </h4>
<p>كان والدي الحبيب يتلذذ بسماع القرآن الكريم خاصة الشيخ رفعت رحمه الله فكنا نستمع معه وبعد ذلك يجول بنا جولات في معاني تلك الآيات الكريمة. كنا نقرأ يوميا ما تيسر من القرآن الكريم ونهديه لجدتي رقية رحمها الله ولموتى المسلمين.<br />
<br />للا آسية، الإيمان هو الخلق والخلق هو الإيمان، فهما أمران مقرونان في اعتبار الشرع، ولطالما حذر رحمه الله من الفراغ الأخلاقي وركز على أن الخلق عماد ثان في شخصية المؤمن والمؤمنة. حدثينا عن هذه المكارم والمروءات والاقتفاء لقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، وكيف جسد ذلك رحمه الله، في إكرام النساء وتحرير إرادتهن وفي معاملته لأقرب النساء إليه زوجه حفظها الله وأنتن بناته؟ خاصة وأنه قد خص رحمه الله المرأة بعناية خاصة في مشروعه ومؤلفاته.<br />
<br />كان والدي الحبيب يعامل والدتي الحبيبة معاملة خاصة يكرمها أيما إكرام ويتفقد أحوالها ويسأل عنها أثناء غيابها. كنا نشعر بنظرات المحبة التي تملأ عينه عندما يراها أو يتحدث عنها. كان يتشاور معها في كل شيء ويقدرها ويحترمها ويحترم قراراتها. لا يأكل إلا من صنع يديها ويكرر شكرها في كل لحظة. يذكر فضلها عليه وعلى الجماعة دائما.<br />
<br />وكذلك معنا نحن بناته كان يراعي حساسيتنا ويرفق بنا ويرحم ضعفنا ويعاملنا معاملة خاصة لاسيما في حالة المرض أو فترة النفاس تجد إحدانا في حضنه كالطفلة الصغيرة يغمرنا على الدوام بحنانه يتفقد صغيرنا وبابتسامته وحنانه يخفف عنا ما ألم بنا من معاناة. </p>
<h4>كثيرا ما يشكو الآباء من صعوبة التأليف بين الأبناء ومنع عوامل الخصام والفرقة بينهم، كيف كانت طريقة الإمام رحمه الله في معالجة هذا الوضع مع أولاده؟ </h4>
<p>كان والدي الحبيب يذكرنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:<br />
<br />&#8211; &#8220;لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام&#8221;، وكان لا يهنأ له بال حتى نتصالح ويغضب غضباً شديدا إذا سمع خصامنا.<br />
<br />وكان يشجعنا على المسارعة في طلب الصلح ويؤكد لنا أن من يبدأ بالسلام سيكون الأفضل. </p>
<h4>التربية والتزكية وطلب وجه الله أساس دعوة الإمام رحمه الله، فكيف ربى أبناءه على الأخذ بأسباب هذه التربية؟ هل كان له خطاب تربوي خاص بكم أم كان يخاطبكم بما يخاطب به عامة الإخوة والأخوات؟ </h4>
<p>خطاب والدي الحبيب لا يمكن أن يكون مختلفا. خطابه واحد وهمه واحد وهو أن يدفع بنا ويحفزنا جميعا لنيل رضى الله سبحانه وتعالى. ويذكرنا دوما بأن من فاته الله عز وجل فقد فاته كل شيء وبأن الدنيا فانية وأن الموت ما هو إلا خروج من باب الى باب. خروج من سجن الدنيا الى رحابة الآخرة حيث رحمة الله تعالى والنظر الى وجهه الكريم.</p>
<h4>كيف كان توجيه الإمام رحمه الله، لأبنائه وبناته في اختيار الرفقاء والأصدقاء، في توجيه مواهبهم وميولاتهم وهواياتهم، في اختيار أزواجهم، وهل استمر الإمام في التوجيه والرعاية الأبوية لأبنائه وبناته بعد استقلالهم بالزواج؟ </h4>
<p>كان والدي الحبيب يوصينا باختيار رفقة صالحة و يشجعنا على القراءة. يختار من الأزواج من صلح دينه بعد ان يأخذ رأينا. رعايته لنا دائمة وتوجيهه دائم. فهو والدنا ونور حياتنا قبل الزواج أو بعده. في حياته أو بعد مماته. </p>
<h4>أختنا الكريمة، لا شك أنك خبرت جيدا ضريبة الانتماء إلى أسرة مجاهدة، ولدت وأبوك رحمه الله في السجن، واعتقل ثانيا وحوصر&#8230; بل وخبرت المحاكمة والاعتقال التعسفي أيضا في اليوم العالمي لحقوق ألانسان لسنة 2000، فما كان موقفه رحمه الله وفلذة كبده تخضع لكل هذا التضييق؟ </h4>
<p>كانت حياة والدي كلها مع الله، قراءة قرآن، استماع لتلاوة القرآن، تدبر في آيات من القران، حديث في معاني القران، كانت حياته يغمرها القرآن؛ فكيف بالله عليك تؤثر الحوادث والأحداث فيه.<br />
<br />كان ثابتا راضيا بقدر الله تعالى. فرحا مستبشرا. بعد ان اتصلت به هاتفيا من فاس اثناء الاعتقال قال لي هنيئا لكم يا ابنتي. هذا وسام شرف لكم. يجب أن تكونوا في المقدمة. اصبروا واصمدوا. وسألته عن والدتي وعن باقي إخوتي فقال لي الحمد لله كلهم معتقلون. لم يحرم أي أحد منهم من شرف الابتلاء في سبيل الله تعالى.<br />
<br />وهكذا كان يثبتنا منذ صغرنا. عندما كنت أزوره في السجن كان يهون عنا ألم الفراق ويشعرنا بعظمة الابتلاء في سبيل الله تعالى وكذلك أيام الحصار.<br />
<br />فاللهم ارحمه وارحمنا به وألحقنا به صالحين مصلحين ومتعنا معه بالنظر في وجهك الكريم بجوار حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم. </p>
<p>أشكر الموقع على هذه الالتفاتة الطيبة. جزاكم الله خير الجزاء وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. </p>
<p>نشكرك بدورنا أختنا الكريمة جزيل الشكر على هذه الوقفة مع سيرة الإمام رحمه الله، نرجو أن تتكرر في جوانب أخرى من حياته التي عاشها في الله ولله، نسأل الله الكريم أن ينتفع قراءنا بما أدليت به من شهادات، كما نسأل الله أن يكتب إمامنا في زمرة المقربين وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء، وأبقاكم الله ذخرا موصولا في عقبه، خير خلف لخير سلف، وحفظنا في أمنا للا خديجة وأجزل لكم العطاء لما آويتم لهذه الدعوة المباركة، ولما آنستم وواسيتم على غرار الكمل من هذه الأمة والكاملات. آمين.</p>
<p>عن موقع http://www.mouminate.net </p>


حوار من قلب بيت الإمام رحمه الله… مع نجلته الكريمة للا آسية ياسين

الشابة فاعلة ومؤثرة: حوار مع ذة سعيدة رامضي

راهنية رسالة إلى الطالب والطالبة

طوفان الأقصى دفع الشباب إلى توسط حركة التغيير والتحرير: حوار مع د. البشير قصري

الدكتور عبد الحكيم حجوجي

الشباب والأبعاد القيمية للقضية الفلسطينية | حوار مع د. عبد الحكيم حجوجي

التربية والتعليم في تراث الإمام عبد السلام ياسين

الدكتور عبد الحليم آيت أمجوض

حوارات

حوار من قلب بيت الإمام رحمه الله… مع نجلته الكريمة للا آسية ياسين

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

سفر إلى الله || ذ.فضل الله الفلاحي || يوم المؤمن وليلته

جاءكم المطهر

شهر رمضان

إدارة مواقع الإمام تبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك

أسرى الحرب في الإسلام

20 فبراير 1978 | خروج الإمام من الاعتقال إثر رسالة الإسلام أو الطوفان

مقالات ذات صلة