post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

دعاء الرابطة مفتاح للصلة القلبية الدائمة 
لا يغب عنك لحظة أنك أمام عبد من عباد الله المقدمين ولاءهم الكلي لله. رحمة تغمر قلب من أحبه، وحكمة يستنير بها عقل من استنصحه، بساطة في عمق وعمق في بساطة.
كمال في كمال ونور شمس ساطعة يحجبها غمام قبة بشرية تختبر صدقك فيما تطلب؛ لأن اشتراك الأولياء مع عامة الناس في الأوصاف البشرية فتنة، كما أن ميزتهم وسمتهم وخصوصيتهم فتنة.
حياته الشخصية والعائلية والدعوية والجهادية متناغمة ومنسجمة مع مبادئه وقناعاته، ما بدل وما غير. وصدق ما عاهد الله عليه. إنه الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله. قسمات شخصيته تشع بشعب الإيمان، معاني الإحسان تسري في دمه وروحه وعقله وقلبه.
مجالسته رحمة للقلوب الظمأى لماء القرب إلى بارئها ورازقها، وانعتاق من داء النفاق المحطم لسعادتنا الأبدية في آخرتنا، مجالسته صلب كرامتنا وعزتنا في دنيانا، إنه الترياق المداوي لكل عليل.
روحانيته رحمه الله بشارة تستضيء بها إرادة العازمين على إقامة العدل والشورى والإحسان، روحانية تستف عوائق المتوانين عن تجديد توبتهم مع الذين يتوبون إلى الله ويدعون الناس إلى التوبة.
وإن من الناس من تذكرهم رؤيته بالله.
ألم يخبرنا الصادق المصدوق عليه أزكى الصلاة والسلام بمفاتيح ذكر الله عز وجل؟
عَنِ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: &#8220;إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ ذِكْرِ اللَّهِ، إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ&#8221;[1]، تنجذب إلى مجالسته حيث يمضي الوقت بسرعة، ولا تنتبه إلا وهو يختم لقاءك به بكفارة المجلس والصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، على أمل اللقاء بك في دعاء الرابطة المذكر بهدية الرابطة من سور وآيات فاضلة نهديها لوالدينا وذوي الفضل علينا، جعلنا الله وإياكم من الأبرار.
يقول رحمه الله في وصيته: &#8220;أوصي بدعاء الرابطة لا يبطئنا عنه مبطئ ولا يشغلنا عنه شاغل&#8221;. ويرشد من يلتمس خير هذا الدعاء المبارك، باغتنام ساعة الفضل والإجابة، ساعة الثلث الأخير من الليل، &#8220;حين يتجلى ربنا عز وجل بالعطاء السمح الجزيل&#8221; بإنشاء الدعاء إنشاء بحضور وخشوع، يجنبه الأداء الميكانيكي الجامد الذي يفرغ الدعاء من روحه، طالبا من الكريم الوهاب عز وجل أن يوفقه لطلب ما يطلب من يدعو لهم، ويسعى إلى الاقتداء بهم في أفعالهم الحسنة رضوان الله عليهم، مع مراعاة آداب مناجاة الحق سبحانه.
يقول رحمه الله: &#8220;ينبغي لكل مؤمن – والأفضل وقت السحر عندما ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا يدعونا هل من تائب وسائل – أن يفتح دعاءه الرابط بالفاتحة ثم يستغفر الله لذنبه، ويسأله لنفسه ووالديه وأهله وولده وذوي رحمه خير الدنيا والآخرة، ويصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنبياء الله ورسله، ثم على الخلفاء الراشدين والصحابة والأزواج والذرية. ثم على التابعين وصالحي الأمة وأئمتها. ثم يتلو ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (الحشر، الآية: 10)، ثم على المؤمنين المجاهدين في عصرنا، ويعرض على الله حوبتنا ويستفتح للمجاهدين. ثم يخصص بالدعاء من يربطه بهم رباط الجهاد ويذكر الأسماء. ويتوجه في دعائه هذا لمستقبل الإسلام والخلافة والظهور على الأعداء&#8221;.[2]
[1] . البيهقي، شعب الإيمان، رقم الحديث:  688 [2] . عبد السلام ياسين، المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، القاهرة: الشركة العربية للنشر والتوزيع، ط1، 1981، ص: 131.

تدوينات

دعاء الرابطة مفتاح للصلة القلبية الدائمة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

نعمَ الواعظ.! هل من متعظ؟

لنتذكر زيارة الأحد؟

الأستاذ علي سقراط رحمه الله في ذكراه السابعة

الدعوة اصطحاب؟

نِعْمَ الواعظ.. هل من متعظ؟

الأخوة في الله

مقالات ذات صلة