مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

المرأة والأسرة

فلذات الأكباد وعواصف الدعاية الإعلامية

فلذات الأكباد وعواصف الدعاية الإعلامية

فلذات الأكباد وعواصف الدعاية الإعلامية

يربي الآباءُ والأمهاتُ الأبناءَ على سلوك إسلاميٍّ، وقد يكونُ في المدرسة والكليةِ أساتذة يعطون المثال الطيبَ، ويبنون الفضيلةَ. لكنَّ كلَّ ذلك يذهبُ أدراجَ الرياح أمامَ عواصف الدعاية الإعلامية، والقَنْبَلَةِ الدائمةِ للفكر والشعور. اخترعوا تلك الوسائل الجهنمية وسخَّروها لنشر ثقافتهم، وترويج بضاعتهم، ولا يُمكن اختراعُ تُرِسْ واقيةٍ من فتك تلك الأسلحة. أمامَ القَنْبَلة الإعلامية اليومية لا تُجدِي الموعظةُ، ولا المنطقُ، ولا التوبيخُ والزجرُ، ولا كسرُ الجهاز. فإنك إن كسرتَ جهاز البيت بقيتْ أجهزةُ الشارع والمدرسة. إلا أن تغلق بابَكَ على من فيه، وتظَلَّ سَجَّانَ أهلِك وبنيك.

لا تُجدي الموعظةُ العزلاءُ، ولا المنطقُ، إنما تُقنع الصورةُ، والصوتُ، وما يُؤَلَّفُ منهما فن الإعلام من رسالة مبرمجة، مدروسة، لتتسلل إلى أعماق النفس، فتحدثَ فيها الانفعال المطلوبَ، من رجَّة غضب، أو هبَّة إقبال وقبول، أو نفْرة كُرْه وتَقَذُّر.

أجهزةٌ وفنٌّ شيطانيَّان لأنهما استُعْمِلا لأهدافٍ شيطانية، فإذا انتزعناهما من يد العدو، وشهدا شهادة الإسلام، فمن الممكن استعمالُهما كما تُستعمل أكثرُ الوسائل جدوَى لتبليغ رسالة الخير، وتحبيب الحق، والتنفير من الباطل.

وإن الخَطابة، والتمثيلَ، والصورة، والنشيد، واللونَ، إذا عالجها الفن الإعلاميُّ من زاوية إسلامية، وبمعايير إسلامية، وسخرهما المؤمنون لغايتنا وأهدافنا، لَمِنْ أهم وسائل التعليم والتربية وتسديد الرأي العام. إمامة الأمة، ص 194-195

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد