مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

قضايا الأمة

فلسطين.. امتحان عسير

فلسطين.. امتحان عسير

امتحان عسير، معاناة دائمة، دمار مخيم: مصيبة 1948، بلية 1956، طامة 1967، كارثة 1973… والبقية تأتي.

أظهرت الهزائم العربية أمام دويلة إسرائيل مدى تفكك المجتمعات العربية ورعونة حكـوماتها، حقائق مؤلمة ! فبعد خيـانة القـادة الذين سلحوا جنودهم سنة 48 ببنادق معطوبة وذخائر فاسدة، غابَ الجنرالات المصرية عن ميدان القتال أثناء هجوم إسرائيل الصاعق سنة 67 وانهمكت في لذاتها الآثمة. قد تكون تلك آخر فرصة لتحارب مصر الدولة الصهيونية نِدّاً لندٍّ إذ كان العم سام يستعد للدخول إلى الميدان.

وحين تخلى الجيش المصري سنة 73 عن الشعارات الوطنية ودوت في ساحات المعارك صيحة الله أكبر تحركت أمريكا حامية صهيون لتبني جسرا جويا ضخما أغرق الميدان بالطائرات والدبابات.

أما منظمة الأمم المتحدة، فلطالما أصدرت قراراتها بإدانة إسرائيل لتنقضها الولايات المتحدة ولتضرب بها الدولة العبرية عُرض الحائط معتبرة إياها مجرد أوراق تافهة.

ولأن دولة يهود هي البنت المدللة لأمريكا البروتستانتية الهائمة بالأساطير التوراتية، فهي لا تتردد -مستقوية بجهاز دعايتها الأخطبوطي المتنفذ في أمريكا- في تضخيم أعداد ضحايا هتلر، مقتبسة من الخزان التوراتي المشترك مفاهيم معبئة مثل الخروج، والمحرقة، رافعة شعار “أرض بدون شعب لشعب بدون أرض” لتصبح فلسطين أرضا خالية، إرثا ضائعا استرده الشعب المختار.

لكن “الأرض الموعودة” المسترجعة ليست سوى مرحلة انتقالية نحو “إسرائيل الكبرى” التي ترسمها الخرائط الصهيونية والتي تحتوي جزءا كبيرا من المشرق العربي، الأردن وسوريا والعراق ومصر، فإسرائيل تعمل بنفسها، معتمدة على حليفها الأساسي المتمثل في الإحساس بالذنب الذي خلفته المحرقة الهتليرية.

الإسلام والحداثة، ص: 126-127

أضف تعليقك (0 )



















0
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد