مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

متابعات

 في ذكرى الوفاء 11 أكاديميون وباحثون يتدارسون موضوع الأسرة والتماسك الاجتماعي

0
 في ذكرى الوفاء 11 أكاديميون وباحثون يتدارسون موضوع الأسرة والتماسك الاجتماعي
ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

انطلقت بعون الله وتوفيقه صباح اليوم الأحد 03 جمادى الآخرة 1445ه الموافق لـ 17 دجنبر 2023م بمدينة سلا ـ المغرب الأقصى، فعاليات الذكرى الحادية عشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، والتي استهلت بتلاوة آيات بينات من سورة الروم بصوت القارئ الأستاذ عبد الرحمن بن الطاهر.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

وفي كلمة تقديمية شرع الدكتور منير الجوري ـ منسق أشغال اليوم الثاني لفعاليات الذكرى ـ  في تقديم الشكر لكل الحاضرين مذكرا بالقضية الفلسطينية موضوع الندوة الأولى لفعاليات ذكرى الوفاء الحادية عشرة ، كما رحب  بالمشاركين في الندوة العلمية الثانية: “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”، الأستاذة ثورية البوكيلي وهي باحثة في قضايا الأسرة، والدكتور عبد الله جباري باحث في الدراسات الإسلامية، و الدكتورة بثينة قروي رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، و الدكتور سعيد أقيور باحث في الفكر الإسلامي والفلسفة المعاصرة.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ محمد بارشي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان حيث بدأ حديثه عن  معاناة الفلسطينيين  وما يعيشونه من تقتيل وإبادة،  وأشار إلى أنه بالرغم من كل ذلك فإن الأسر الفلسطينية لها بحمد الله اليقين الكامل في نصر الله، فهي كالبنيان المرصوص نظرا للتعاون المنقطع النظير بين مكوناتها رجالا ونساء وأطفالا، فهي أسر نشأت على عين الله وفي رحاب القرآن الكريم وفي صحبة أولياء الله.

ثم بعد ذلك  تحدث الأستاذ بارشي عن المقصد الأساسي من خلق الإنسان إذ خلقه الله في أحسن تقويم، وبيّن أن هذا المقصد يتمثل في حسن عمارته للأرض واستخلافه  فيها بالخير والصلاح مع تنبيهه إلى أن الظلم مؤذن بالخراب. 

كما أشار إلى أهمية الروابط الأخوية بين المؤمنين مستحضرا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

وأكد الأستاذ بارشي أن صلاح الإنسان  واستقرار المجتمع رهين بصلاح الأسرة، وأورد نصا للإمام ياسين رحمه الله إذ يقول: ” بالمودة والرحمة الحميمين يتميز الزواج المطابِق بالقصد والفعل والتوفيق الإلهي للفطرة. وبهما لا بمجرد العَقْد القانوني يحصل الاستقرار في البيت، وبالاستقرار في البيت يشيع الاستقرار في المجتمع”.

وحذر الأستاذ بارشي من تخريب الأسرة، وعلى رأس معاول هذا التخريب عقوق الوالدين.كما تحدث عن أخلاق الإمام عبد السلام ياسين في بيته مستحضرا كلام زوجه السيدة خديجة عنه رحمهما الله رحمة واسعة، إذ قالت: “كان أبا مثاليا، يفرح بالمولود أيما فرح، ويؤذن له ويحنكه ويطلب دائما رؤيته، ويقول: “هذا حديث العهد بربه عز وجل”، يلاعب أبناءه وأحفاده، يحكي لهم قصص الأنبياء، ويحببهم في الصلاة وفي حفظ القرآن دون أن يضغط عليهم أو يكرههم على ذلك، يعطي لكل واحد منهم لقبا جميلا يفرح به، ويسابق أبناءه وأحفاده فيسبقهم تارة ويسبقونه أخرى، فيقول: هذه بتلك”.

بعد ذلك عدّد الأستاذ بارشي المخاطر المحدقة بالأسرة، وعلى رأس هذه المخاطر الاستبداد والتفقير وتدمير قدسية الزواج وتشجيع العلاقات المحرمة. مع تأكيده على تغيير ما بالأنفس والتعاون المشترك لصد الهجمات التي تروم تفكيك الأسرة وتعطيل دورها في بناء الإنسان والمجتمع.

وفي ختام كلمته ذكّر عضو مجلس الإرشاد  بقوله تعالى  ﴿يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. مستحضرا كلام الإمام ياسين رحمه الله، إذ يقول: “الآية الكريمة تُدرج النشأة الإنسانية على مدراج رشدها: من الذكر والأنثى يخلق اللّه سبحانه الكائن البشري. إنه حضن الأسرة، حنان الأمومة وعطف الأبوة، والغذاء والأمن والتربية. ثم هو الحضن الأوسع الاجتماعي الضروري: الشعب والقبيلة والقوم. هذا وضع فطري، يبقى فطريا إن ارتقى بالإنسان إلى نضج التعارف والتعاون، ثم إلى كرامة الانتساب للّه عز وجل باكتساب التقوى والعمل الصالح”.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

بعد هذا شرعت الأستاذة آسية فرحي في تسيير مجريات الندوة: “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”، مذكرة بأهمية الأسرة بوصفها النواة الأولى للمجتمع، إذ إن تماسكه رهين بصلاحها.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

الأستاذة ثريا البوكيلي: الأسرة في عالم متغير: التحديات ومتطلبات التحصين

استهلت الباحثة ثريا مداخلتها ببيان أهمية الموضوع، وما تعرفه مؤسسة الأسرة من تحولات عميقة تستدعي الإجابات المناسبة.

وفي معرض حديثها ذكرت الباحثة أن حفظ الأمة رهين بقوة المجتمع وبناء الإنسان الصالح، ولا يتم ذلك إلا من من خلال الاهتمام بثلاثة أبعاد: البعد التعبدي والبعد الوظيفي والبعد التغييري. كما أشارت إلى ضرورة الانتباه إلى تكامل الوظائف داخل الأسرة، من خلال حديثها عن ثنائية الحافظية والقوامة وربطها بالمقصد الأسمى مقصد التعبد لله وحده.

وألمعت الباحثة ثريا إلى أن وظيفة الأسرة في الإسلام هي تخريج أفواج من المؤمنين الصالحين، من خلال رعاية فطرهم والتركيز على الكثرة النوعية ومحاربة الغثائية، وتأهيل الأولاد تأهيلا متوازنا من أجل صناعة مستقبل واعد للأمة. هذه الوظائف العظيمة للأسرة تعترضها كما أكدت الباحثة عقبات، منها، أولا: نظام العولمة الذي يسهم في هشاشة العلاقة الزوجية والعنف النفسي والجفاء العاطفي، ثانيا: الغزو الثقافي: الذي يركز على طمس العقيدة الإسلامية وفرض الحصار على التعليم الديني، وفي المقابل يعمل على ترسيخ مبدإ الحرية المطلقة وتفكيك بنية الأسرة، وإثارة التساوي  المطلق بين الذكر والأنثى..

بعد هذه العقبات، خلصت الباحثة في قضايا الأسرة إلى مجموعة من الإجراءات العملية التي تسهم في بناء الأسرة البناء المنشود، ومن ذلك: إصلاح الأسرة من الداخل، بناء مشروع تغييري متكامل ينطلق من المرجعية الإسلامية و ينفتح على التجارب الإنسانية الناجحة، تقعيد العمل المشترك المنظم، ضرورة تفعيل دور العلماء والدعاة، إعادة نخل التراث الإسلامي وتكييفه بما يستجيب مع متطلبات الواقع، الاهتمام بإعداد المنهاج التعليمية النافعة، تحرير طاقات الأسرة من خلال الآليات التالية: التأهيل الأسري، الوساطة الأسرية، الاحتضان الفعلي للأطفال.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

الدكتور عبد الله جباري: الأسرة المسلمة: المخاطر وسبل التحصين

استهل الدكتور عبد الله جباري مداخلته بشكر الجماعة على الدعوة الكريمة، والترحم على مُؤسِّسها،  ليقارب الباحث في الدراسات الإسلامية موضوع كلمته من زاويتين: المخاطر التي تهدد الأسرة المسلمة، وسبل التحصين. فبخصوص المحور الأول وقف المتحدث على ثلاثة مخاطر؛ أولها التهديد الخارجي الذي وصفه بالقوي والمنظم والمدعوم باتفاقيات دولية ذات قوة قانونية، ومؤسسات دولية داعمة، وبرامج العولمة، والمشاريع الفنية، فبرزت قضايا في مجال الأسرة “أرض المعركة” بتعبير “فريدمان” من ممارسة للجنس قبل الزواج، والعزوف عنه وعن الإنجاب…، وثاني الأخطار الخطر الذاتي الذي يحصر مقاربة الأسرة في الزاوية القانونية التي اعتبرها قاصرة، والخطر الثالث هو الاستلاب الغربي بتبني النخبة المغرَّبة التي تؤمن بتميز الحضارة الغربية، وتُروج للقيم الكونية في المجال الأسري بوصفها –حسب المتحدث- قيما غربية تُغيب بعض مقاصد الزواج.

وانتقالا من تحديد المخاطر إلى سُبل التحصين، اقترح الدكتور جباري ثلاثة أنواع منها:

– التحصين الشرعي: الذي ينطلق من الاعتزاز بالشرع، وتحصيل تكوين شرعي يتعاون فيه الخطباء والحركة الإسلامية والعلماء عبر اجتهاد لا ينكفئ على الأقوال العُلمائية في الماضي المظروفة بسياقاتها، بقدر ما يلزم القيام باجتهاد يناسب السياق المعاصر للدولة الحديثة التي ينبغي لها الاضطلاع بالرعاية الاجتماعية في تكامل مع مختلف أدوار الفاعلين.

– التحصين الثقافي: بالافتخار بالأسرة مسجلا حضوره في الأسر المغربية العربية والأمازيغية، وبالتوسل بالفن مسرحا وشعرا…، وبالرياضة بوصفهما مدخلين لهذا الاعتزاز، يتساند معهما مدخل الفكر إنشاءً من النخبة، ونقدا للفكر الغربي، وتأسيسا لكيفية التعامل مع التراث لمواجهة مخاطر الحاضر.

– التحصين القيمي: وهو تحصين “فوق القانون”، لا يلغي أهمية المقاربة القانونية في معالجة المشكلات الأسرية، وهذا التحصين يجد سنده في التشريعات القرآنية في مجال الأسرة المحاطة بالقيم  سواء في بناء الزواج على المودة والرحمة والسكن والمكارمة، أو إنهائه بالطلاق بقيم المعروف والإحسان وعدم الإضرار، ليختم الدكتور عبد الله جباري الباحث في الفقه الإسلامي قوله بأن “جفاف الأسرة من القيم فشلٌ” لا سبيل لمعالجته إلا في  محاضن التربية.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

الدكتورة بثينة قروري: مؤسسة الأسرة والتحولات الاجتماعية والقيمية: محاولة تفسيرية

بعد الشكر على الدعوة، وتثمين اختيار موضوع الندوة، أبرزت أستاذة القانون الدستوري أهميته التي تتطلب دراسات متخصصة لبحث التحولات القيمية والاجتماعية. وعقدت المتحدثة –في سياق التنبيه على الإشكال المفهومي لكون المفاهيم نتاج سياق تاريخي واجتماعي وسياسي- مقارنةً بين المفهوم الإسلامي والمفهوم الغربي للتقنين الأسري؛ فإذا كان مفهوم المساواة في الغرب نِتاجَ سياق الصراع بين النظام الملكي والنظام الكنسي، الذي أفرز ما سمي ب”حرية أو سلطان الإرادة الفردية” وفق القانون المدني المُسندِ بخلفية فلسفية ذات جذور تاريخية للمجتمع الغربي، فإن الرؤية الإسلامية للتقنين الأسري أسست لعلاقة المرأة والرجل في ارتباط بالنظام العام المحمي من المجتمع والدولة، وبلورت مفهوم العدل بوصفها مساواة تكاملية أشمل من المساواة التماثلية التي يدعو لها الغرب.

كما توقفت رئيسة “منتدى الزهراء للمرأة المغربية” عند إشكالات التقنين، متسائلة عن نموذج القانون الذي نريد، وكيفية التفكير في التغيرات الاجتماعية من داخل خصوصيتنا. وقد مهدت لحديثها عن قواعد التقنين الأسري في الإسلام بكون بعض فلاسفة الاجتماع الغربين يذهبون إلى القول بأن لكل مجتمع قانونه، ومن ثم عدم معقولية استنبات القوانين في غير البيئات المنتِجة لها، فاعتبرت أن القواعد القانونية للأسرة في النموذج العربي الإسلامي وضعٌ قرآني، يستند إليه القاضي لإنتاج الفتاوى والأحكام بناء على الحالات والنوازل المعروضة، مما يمكِّنُ من إنتاج قواعد قانونية ملائمة للقواعد القرآنية، مشيرة إلى قرب النموذج الإسلامي من النموذج الأنغلوساكسوني الذي يعتمد على الممارسة في إنتاج القوانين.

ولفتت المتحدثة بثينة قروري الانتباه إلى التحولات التي تعرفها مؤسسة الأسرة في العالم من تراجع رمزي، وتغير في بنى المجتمع الثقافية والاقتصادية بفعل الرقمنة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهيمنة الرأسمالية ومنطق السوق والاستهلاك، الأمر الذي أثر على وظيفة الأسرة والعلاقات الأسرية، لتعرِض عقب ذلك نسبا وإحصائيات رسمية للأسر المغربية وواقع النساء فيها من حيثُ وضعيتُها الاجتماعية والاقتصادية التي تمثل انعكاسا للتحولات والتغيرات العالمية الجارية، وتُكرِّسُ وضعا أدنى مما مكنها الله منه على مستوى القواعد القرآنية المؤسِّسة لمؤسَّسَة الأسرة.

وختمت الأستاذة الجامعية والمهتمة بقضايا الأسرة مداخلتها بضرورة التركيز على حل يُبلور رؤية تحررية من مواقعنا المختلفة، وأشارت أن العلماء ومسؤوليتهم الاجتهادية لا ينبغي أن تجمد خلف الاجتهادات السابقة،  بل يتعين عليهم التأسيس لاجتهاد يجيب عن إشكالات ما تعانيه مكونات الأسرة في واقعنا المعاصر.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

الدكتور سعيد أقيور: القيم الضامنة للتماسك الأسري والاجتماعي

    شكر الدكتور سعيد أقيور في مستهل مداخلته الجهة المنظمة، مُثمِّنا موضوع الندوة الذي يؤكد على محورية الأسرة بوصفها أقدم مؤسسة اجتماعية عرفتها البشرية، يقتضي الحديث عنها حديثا في الفكر والاجتماع والسياسة والحضارة لكون الأسرة جزءا لا يتجزأ من منظومة كلية.

     ونبه الباحث في الفكر الإسلامي على كون الأسرة مؤسسة عبرها يتم التعرف على عادات المجتمع والتهديدات والمخاطر المحدقة بها، التي اعتبرها “كثيرة ومتنوعة بتنوع الفاعلين والمؤثرين والمشاريع”، ليبسط القول عن خطرين رئيسين هما:

– كينونة الأسرة ووجودها وبقاؤها: وقد عزز كلامه عن هذا الخطر بمؤشرات غربية صادمة، من تحذير منظمات من انقراض الأسرة في الأفق الزمني، وخبراء فرنسيين من شبح هذا الانقراض في أفق 2030م، ومحاولة المجتمع السويدي معالجة ارتفاع نسبة الشيخوخة.

– الهوية: بما تتعرض له من استهداف للأسرة في العالم والأسرة المسلمة تحديدا، من المنظومة الفكرية الغربية من حداثة وما بعد الحداثة (العلاقات الرضائية، الشذوذ، الفردانية…).

     وقد ثنَّى المهتم بقضايا الأسرة والسياسة كلامه عن الأخطار التي تُحدق بالأسرة، بعرض مداخل مترابطة: الفكري والسياسي والقيمي…، مركزا على المدخل الأخير بالتمثيل بقيم ناظمة:

– قيمة العدالة والكرامة: بتحسين واقع الأسر، وتوفير مقومات الحياة الكريمة، وإشراكها في ثروات بلدانها.

– قيم العفة والفضيلة: بوصفها قيما إسلامية أصيلة، يلزم أن نُسهم في إحيائها وبنائها في الأسر والمدارس مغالبة لقيم اللذة والاستهلاك…

– قيم المودة والرحمة: عبر الكتابة فيها والإبداع والتوصيل، لكون هاتين القيمتين “زوجٌ مفهومي مَعْبَرٌ ومُعَبِّرٌ”، فهو مَعبَرٌ يمتد بحياة الزوجين من السعادة في الدنيا إلى الحياة الطيبة في الآخرة، ومُعبِّرٌ عن تحقيق الاستقرار والسكن الزوجي.

– قيم الاستقلالية والتكامل: فالمرأة ليست مِلكا للرجل أو تابعة له، بل هما متكاملان في الأدوار والوظائف.

– قيم التكافل والتضامن: التي ينبغي أن تسود أسريا، وما عائدات المهاجرين المغاربة مما شُوهد في جائحة كورونا وزلزال الحوز إلا مثالا رائعا لتجسيد هاتين القيمتين.

  وختم الدكتور سعيد أقيور مداخلته بالتأكيد على مركزية الأسرة التي تُسائلنا عن كيفية بناء هذه القيم ونشرها وإشاعتها في المجتمع والأمة.

بعد ذلك تم فتح باب المناقشة، حيث أسهم بعض الحاضرين في إغناء المواضيع والقضايا التي أثارتها الندوة الفكرية بالإضافات العلمية اللازمة والتوجيهات السديدة والملاحظات القيمة.

ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”

وبعد انتهاء أشغال الندوة، كان للحضور موعد مع كلمة ختامية لفعاليات اليوم الثاني من ذكرى الوفاء الحادية عشرة، حيث أكد الأستاذ فتح الله أرسلان نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان بقوله: أننا لا نحيي ذكرى رحيل الإمام عبد السلام ياسين، وإنما هي التي تُحيينا، مذكرا بأنه حاضر معنا من خلال توجيهاته ومكتوباته ومسموعاته وتربيته التي تأسى فيها بالرسول صلى الله عليه وسلم، ففراقه لم يغيبه عنا.كما نبه الناطق الرسمي باسم الجماعة  إلى التذكير المتكرر للإمام بالآخرة في كل مجلس ومناسبة.

وقد جدد الأستاذ أرسلان الدعوة للجميع من أجل الاطلاع على فكر الإمام عبد السلام ياسين في مختلف القضايا بما فيها قضيتا الأسرة وفلسطين، واستعرض بعض تقديراته التي أثبت الزمن صحتها ممثلا بالربيع العربي وضرورة التوافق في المرحلة الانتقالية لتفادي تحمل إرث عقود من الفساد.

وختمت الندوة المركزية الثانية عن الأسرة ضمن فعاليات ذكرى الوفاء الحادية عشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين، بدعاء الختم وقراءة الفاتحة من الأستاذ محمد بارشي.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد