مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

محطات من سيرة الإمام

محمد بن سلام والد الإمام عبد السلام ياسين

0
محمد بن سلام والد الإمام عبد السلام ياسين

محمد بن سلام والد الإمام عبد السلام ياسين

ولد محمد بن سلّام بن عبد الله بن إبراهيم عام 1872م، بقبيلة «آيت زلطن» بمنطقة حاحا الأمازيغية غربي الأطلس الكبير في المغرب، وهو سَلِيل أسرة عريقة تدعى «أيْتْ بِهِي» استقرت ببلدة «أوْلُوزْ» بمنطقة سوس جنوب المغرب، وهي أسرة من الأشراف الأدارسة، نسبة إلى ساداتنا إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ. 

نشأ محمد بن سلام في بلدته «حاحا» وعمل خلال فترة شبابه فلاحا وعرف بين أقرانه بفتوته وشجاعته في الفروسية، إلى أن خرج من بلدته مضطرّا لما كان يحيط به وأسرته من كيد أحد قادة المخزن بالمنطقة، فكان أن “فر بحياته لما كان يحيط به، وبأسرتنا عامة، من مؤامرات، فقد أخبر أن القايد آنذاك عول على اغتياله. […] وبعد حين انخرط في صفوف الجيش الفرنسي، وشارك في الحرب العالمية الأولى “. وعند عودته من الحرب استقر بمراكش وعمل موظفا ببلدية المدينة، ثم تزوج على كِبَر -وقد تجاوز سنه الخامسة والخمسين- من ابنة عمومته لآلة رقية بنت احْماد رحمها الله.

يحدثنا الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله عن نتف من تاريخ الاضطهاد الذي عاشه والده وأجداده، وبطش السلاطين وممثلي السلطة المخزنية، يقول: “نشأت في بيت رجل كان فلاحا ثم هرب من بلدنا «حاحا» قبيلة «أيت زلطن»، فر بحياته لما كان يحيط به، وبأسرتنا عامة، من مؤامرات، فقد أخبر أن القايد آنذاك عول على اغتياله. كان أبي رحمه الله فارسا من فرسان القبيلة، وكان ينتمي إلى أسرة شهيرة في الجنوب تدعى آيت بهي، وكان من رجال هذه الأسرة وهم أشراف أدارسة، أصلهم من ناحية بلدة تسمى «أولوز» بسوس، كان لهذه الأسرة صيت وذكر في تاريخ المغرب. كان أشهرهم، وقد توفي رحمه الله منذ ما يقرب من مائة سنة، رجل يسمى «القايد عبد الله ولد بهي» مشهور في الأساطير المغربية. كان له جاه عريض في الجنوب المغربي. أخبرنا أهلنا أنه كان يحكم على اثنتي عشرة قبيلة وكان له أعمام وأسرة كانت أسرة رؤساء. هذا الرجل أجتمع معه في الجد الرابع، جدي الرابع هو عمه. فلما نكب هذا الرجل وقتل، قتله السلطان محمد بن عبد الرحمن، بقيت الأسرة تحت وطأة الملاحقات.

هؤلاء الأوبهيون أشار شيخنا وأستاذنا المختار السوسي في كتاب له لما يطبع إلى نسبهم وحقق أنهم أدارسة، رغم أن وثائقهم بعثرت وأن بيوتهم دمرت بعد نكبة عبد الله أبهي، أثبت المختار السوسي أنهم أدارسة وأنهم من نسب شريف. […] وإن كنا نعلم عندنا نقلا من الآباء إلى الأجداد أننا من الأشراف”.

وكان مما رسخه الوالد محمد بن سلّام في ابنه عبد السلام حب القرآن الكريم وطلب العلم، فقد حرص على أن يطلب ابنه العلم في سنيه الأولى -لم يتجاوز الرابعة من عمره- فأخذ بيده إلى المسيد (الكتّاب القرآني) التابع لمدرسة العلامة محمد المختار السوسي بمراكش. كما حافظ الأب على اتصال ابنه بإرث الأجداد والحنين الدائم إلى المنزل الأول، فشجعه على حب الطبيعة ونمى في نفسه ملكة الزرع، فجعل له في باحة الدار مساحة صغيرة يزرع فيها المزروعات، فيختار لها أجود البذور ويسهر على الاعتناء بها وسقيها، ويصبر عليها حتى تستوي على ساقها، وتؤتي أكلها بإذن ربها.  

وقد لقي الإمام عبد السلام ياسين من والده ما يجده وحيد والديه من فيوض العطف والحنان واللطف، حتى توفي الوالد محمد بن سلّام رحمه الله عند مغرب يوم الأحد الثاني عشر من شهر شعبان عام 1367هـ، الموافق 20 يونيو 1948م، وكان الإمام يومئذ طالبا مقيما في داخلية مدرسة المعلمين بالرباط. بعد وفاته، انتقل الشاب عبد السلام رفقة والدته لآلة رقية إلى مدينة الجديدة ليبدأ مسيرة التدريس في مدرسة ابتدائية، ثم يرتقي بعدها في درجات التربية والتعليم.

 

 

 

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد