مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

السياسة والحكم

مواصفات التعليم الناجح

مواصفات التعليم الناجح

فشِلَتْ الجهود التعليمية الأفقيةُ هذه، لتَرابُطِ الأسباب بالمسبَّبَاتِ، فلا مَجَّانية – أي لا عدلَ – لضعف الاقتصاد، ضعف الاقتصاد لضعف التنمية، ضعُفتْ التنمية لضعف التعليم، ضعف التعليم لتردد السياسة، ضعُفت السياسة لفساد الأخلاق، ضُعفت الأخلاق لأن التربية لا تتكلم بالكلمة الطيبة. ولأن الحكْمَ استبداد وكِسروية.

وتستَديرُ الأسباب والمسبباتُ في حَلْقتها الـمُفْرَغةِ عوداً على بدءٍ.

وأمام أبناء المغرب والمشرق المسلمين من عربان وعجمان تحدِّي المستقْبلِ الكالِحِ وجْهُهُ، المخسوفةِ شمْسُهُ، عَمَّن لا تتسع لغتُهُ لتعليم أفقي مُعرّبٍ، معمَّم، مجانيّ وعَمَّن لاَ تتعمَّق لغتُه لتَحمِلَ الحصائل التكنولوجية العلومية، وعمَّنْ لا تتأصل لغتُهُ في أرض ذاتِه لتَبْسُق في سماء الإحسان شجرةً طيبة ثابتة الجذع مورقة الأفنان مثمرةَ الأغصان.

المطلب الأفقي للتعليم حاجة مُلحَّة. محو الأمية الحرفية الأبَجدية يكسب المسلمين والمسلمات وعْيا بحقائق دنياهم. محو الأمية عندنا يبدأ من قراءَة آيات الله، يبدأ من التعرُّف على كتاب الله. ثم يفتح الأعين والعقول على حقائق الدنيا، ينظر إليها بمنظار الإسلام. وبذلك
تَلْحَقُ التوعيةُ بأمور الدنْيَا التوعية بالمصير الأخروي. لا تتنازع الدنيا والآخرة في العقول والقلوب ولا تتنافيان.

تعليم أفُقيّ له جذور في عمق الإيمان بالله وباليوم الآخر.

وتَرويضٌ للغة المصطلح ومناهج التعليم والتدريب والتكوين وإعادة التكوين واستمرارية التكوين لمسايَرة ضرورات المستقبل الدنيوي دون التخلي عن ضرورات المستقبل الأخروي.

قاموس المستقبل يُقْرأ منه: أولا : تعليمٌ له جدوى، له خطة، له أهداف تسيِّـرُه عقلانية ضابطة. ثانيا : تعليم له مردودية اقتصادية، له خِبرة بإدارة المال والأعمال. ثالثا : تعليم مَرِنٌ يتكيف ويتطوَّر ويبتكر ويبحث وينفق على ابتكار وبحث.

ومن قاموس المصير الأخروي نَقرأ: أولا : تعليم وتربية تصل العبدَ بربه، وتخبره الخبر اليقين عن النبإ العظيم، نبإِ الآخرة. ثانيا : تربية وتعليم ترفع إرادةَ المسلم والمسلمة وأخلاقهما إلى مطامح يُبذلُ في سبيلها الجهد والمال. ثالثا : تربية وتعليم لتنشئة أحرار يمتنع أن يهينهم طغيانُ طاغٍ، يحكمون بما أنزل الله. أمرهم شورى بينهم. لا يعبدون أحدا إلا الله.

عبد السلام ياسين، حوار مع صديق أمازيغي، ص 116-117.

أضف تعليقك (0 )



















0
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد