مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

نسبيات العالم

كم مرحلة من مراحل التربية والتحزب لله تعالى وذكره وعبادته وتقواه وحبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم يجب أن يسلكها المؤمن وتسلكها الجماعة حتى تصفو النظرة الإيمانية التي تضع العبد مكانه الحقيقي، مخلوقا مكلفا من لدن رب خالق، مرزوقا، مماتا، مبعوثا، محشورا، مسؤولا مجازى في جنة أو نار ؟

نسبيات العالم ترهق الإنسان عن عبوديته، وتغل رقبته؛ وتوعر عقبته، فمن له بتحرير قلبي عقلي يفك وثاقه ليرتفع إلى اعتبار كل من خلق من ذكر وأنثى، إلى الشعوب والقبائل، إلى الخلق كافة والإنس والجن، وحدة مخلوقة لا فضل فيها ولا تفاضل إلا بالتقوى، ولا كرامة إلا بالعبودية لله عز وجل ؟

هذا الارتفاع يتجاوز بك حدود الواقع المليء بالعصبيات والقوميات يتجاوز بك العالم حتى تمتلئ إيمانا فترجع على الواقع تجاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله التكليفية هي العليا، غير ساخط ولا متشنج أمام تناقضات العالم وعصبيات المجتمعات وتدافعها التي جعلها الله عز وجل فتنة وامتحانا.

ذلك الارتفاع يرقى بك إلى الاستماع بالقلب المطمئن والعقل المتجلل بالسكينة المتحفز للتنفيذ إلى قول الله عز وجل: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾. لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.

الإسلام والقومية العلمانية، ص: 150-151

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد