post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

هِيَ أَرْبَعُون:  
يَا مِئْزَرَ الْأَوَّابِ شُدَّ الْمَعْقِدَا &#8230; بَلَغَ الْأَشُدُّ مِنَ النِّصَابِ الْمَوْعِدَا أَوْرَيْتِ فِي ذِكْرَى الْبُنَاةِ قَرِيحَةً &#8230; أَذْكَيْتِهَا يَا أَرْبَعُونَ لِأَشْهَدَا أَلْهَمْتِ فِي فَنَنِ الْكُهُولَةِ نَايَهَا &#8230; أَلْهَبْتِ بُلْبُلَهَا الشَّجِيَّ فَغَرَّدَا مَنْ كَانَ يَأْمُلُ أَنَّ غُرْبَةَ قَائِمٍ &#8230; غَرَسَ الْفَسِيلَةَ فِي فَلاَةٍ أَوْحَدَا تَطْوِي الزَّمَانَ فَتَسْتَحِيلُ مَنَارَةً &#8230; لِلْمُدْلِجِينَ الْحَائِرِينَ وَمَعْهَدَا؟ تَبْلَى السِّنُونُ وَنَحْنُ أَعْرَقُ مَنْبِتاً &#8230; صَيْفاً وَفِي الْمَشْتَى وَأَوْثَقُ مَحْتِدَا هِيَ أَرْبَعُونَ وَنَحْنُ أَثْمَرُ مُجْتَنىً &#8230; وَأَشَدُّ إِقْبَالاً وَأَصْفَى مَوْرِدَا وَأَجَلُّ إِيقَاناً وَأَزْكَى حِكْمَةً &#8230; وَالرُّشْدُ يُجْلِي فِي الْمَسِيرِ الْمَقْصِدَا فِي زَحْمَةِ الْبَلْوَى وَفُسْحَةِ رَحْمَةٍ &#8230; كُنَّا وَلَمْ نَبْرَحْ نَعَضُّ عَلَى الْهُدَى لَمْ تُغْرِنَا سُبُلُ التَّعَجُّلِ وَالْوَنَى &#8230; وَالْحِلْمُ ظَلَّ فِي الِاقْتِحَامِ الْمِقْوَدَا لَيْسَ التَّأَنِّي فِي الشِّدَادِ مُوَاتِياً &#8230; وَالصَّبْرُ لَيْسَ لِحَازِمِينَ مُمَهَّدَا فَالْجَهْلُ يُطْمِعُ فِي الْعَظَائِمِ رَائِداً &#8230; حَتَّى يَحِيدَ عَنِ الْمَرَامِ إِلَى الرَّدَى هِيَ حِكْمَةُ التَّوْفِيقِ عِنْدَ مُسَدَّدٍ &#8230; تَخِذَ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ الْفَرْقَدَا فِي كُلِّ سَاحٍ لاَ يُهَادِنُ ظَالِماً &#8230; سَبْحَ النَّهَارِ مُرَاغِماً مُتَجَلِّدَا وَاللَّيْلُ يَعْرِفُ فِي السُّكُونِ قُنُوتَهُ &#8230; وَيَصِيرُ فِي السَّحَرِ الْمَهِيبِ الْمَسْجِدَا هِيَ أَرْبَعُونَ وَرَكْبُ طُلاَّبِ الْعُلاَ &#8230; فِي مَا يُكَابِدُ لَمْ يَزَلْ مُتَوَقِّدَا وَإِذَا تَبَعْثَرَ قَانِطٌ فِي يَأْسِهِ &#8230; مِمَّا يَلُوحُ لِنَاظِرَيْهِ مِنَ الْعِدَا فَلَنَا عَلَى عَمَلٍ عُيُونٌ لاَ تَنِي &#8230; فِي الْبَذْلِ مِنْ بَرْدِ الْيَقِينِ تَرَى الْغَدَا إِنَّ الرَّبِيعَ وَإِنْ تَثَاقَلَ خَطْوُهُ &#8230; وَبِرُغْمِ مَنْ كَادُوا يَمُدُّ لَنَا الْيَدَا وَالْكَوْنُ رَأْيَ الْعَيْنِ رَجَّ طُغَاتَهُ &#8230; وَأَقَامَ زَفْرَاتِ الشُّعُوبِ وَأَقْعَدَا وَأَحَدَّ فِيهِمْ غَضْبَةً لَنْ تَنْثَنِي &#8230; حَتَّى تَطُوفَ بِمَنْ بَغَى وَاسْتَعْبَدَا مَضَتِ السِّنُونُ وَكُنَّ مِصْدَاقاً لِمَا &#8230; صَنَعَ الْإِمَامُ مُبَشِّراً وَمُجَدِّدَا وَالْأُفْقُ تُسْرِجُ نُورَهُ أَجْيَالُنَا &#8230; وَتَشِيدُ مَدْرَسَةَ السَّلَامِ عَلَى الْمَدَى فَارْحَمْ إِلَهِي مَنْ تَرَجَّلَ صَادِعاً &#8230; بِالْحَقِّ فِينَا مُحْسِناً مُتَعَبِّدَا وَأَدِمْ صَلاَتَكَ وَالسَّلَامَ لَعَلَّنَا &#8230; بِهِمَا غَداً نَرِدُ الْحَبِيبَ مُحَمَّدَا
الصادق الرمبوق، طنجة، الأحد 25 ربيع الآخر 1444هـ الموافق لـ 20 نونبر 2022م

أدب وفن

هِيَ أَرْبَعُون

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

بِشَارَةُ الرَّبِيع

في ذكرى عاشوراء

اَلْعَشْرُ تُؤْذِنُ بِالرَّحِيل

فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرْ

لَـيْـلَـةَ الْـقَـدْرِ

ذِرْوَةُ الْعِتْقِ

مقالات ذات صلة