من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى وفاء، من ياسين المغرب إلى ياسين المشرق عزاء، من بلاد عاصمتها الرباط إلى أرض عصمتها الرباط ثناء، من معقل قومة إلى ميدان مقاومة فداء، من ناظم قصيدة بحرية إلى منظم طوفان بري تأنيب قعيد وتأبين شهيد رثاء، من إدانة للنجمة السداسية المنكرة القاتلة إلى إشادة بالكوفية الحماسية المناضلة، شهادة للقبة القدسية الفاضلة وقلادة في عنق هنية هي له ولمن معه هدية، لا تليق بقيمته الغالية وقامته العالية، قصيدة من شويعر يحاول أن تكون له مساهمة عمودية آنية، في قضية أفقية مستقبلية..
تلبية لدعوة كريمة من اللجنة العليا المشرفة على إعداد “ديوان شهداء فلسطين” وطباعته، برئاسة كل من معالي وزير الثقافة الأردني السابق صلاح جرار، وشيخ الشعراء العرب الأردني سعيد يعقوب، نظمت قصيدة “رَحِم الشّهادة” على البحر الكامل.
في سَبتِهِم زُفَّت بِشارَةُ نَعيِهِم….الصُّبحُ يُشرِقُ موهِناً في سَعيِهِم
لَم يَسبُتوا، طوفانَ فَجرٍ حاطَهُم….بِمَذَلَّةٍ وَمَهانَةٍ تُنبي حَقيقَةَ ضَعفِهِم
طوفانُ فَجرٍ مُدهِشٍ عَمَّ المَدى….بَثَّ المَخافَةَ وَالرَّدى في جَمعِهِم
طُغيانُهُم فاقَ الحُدودَ صَلافَةً….وَتَكَبُّراً يَروي طَبيعَةَ غَيِّهِم
لا يُؤمِنونَ وَلا تُصانُ عُهودُهُم….الغَدرُ عُرفٌ مِن خَسيسِ طَبعِهِم
فإنه مما يتعين على كل مكلف أن يعتقد أن كمالات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم…
جَلَّ الذّي سَمّاكَ طَهَ أَحمَدا….وَكَساكَ ثَوباً لِلجَمالِ مُؤَبَّدا…
شَهْرُ الرَّبِيعِ عَلَى الرَّبِيعِ يُصَدِّقُ … وَبِشَارَةَ الْفَتْحِ الْقَرِيبِ يُحَقِّقُ
مَا هَلَّ فِي غَسَقِ الغُرُوبِ هِلَالُهُ … إِلَّا بِصُبْحٍ مُسْتَنِيرٍ يُشْرِقُ
هِيَ الذِّكْرَى بِأَيَّامِ السَّمَاءِ … تُؤَنِّسُ خَائِضاً دُنْيَا الْبَلاَءِ…
اَلْعَشْرُ تُؤْذِنُ بِالرَّحِيلِ فَأَقْبِلِ … وَاظْفَرْ بِرَحْمَةِ رَبِّكَ الْمُتَفَضِّلِ…
وِسَامُ الْعِتْقِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرْ … يُوَشِّحُ شَهْرَ مَنْ قَامَ الدَّيَاجِرْ…
لَـيْـلَـةَ الْـقَـدْرِ أَطِـلِّـي … بِـالـتَّـبَـاشِـيـرِ أَهِـلِّـي…
ذِرْوَةُ الْعِتْقِ وَأَسْنَى الْكَرَمِ … فِي اللَّيَالِي الْعَشْرِ فَاسْجُدْ وَاغْنَمِ…
يَا غَزْوَةَ بَدْرٍ فِي الذِّكْرَى … زِيدِينَا أَمَلاً فِي الْبُشْرَى…
شَهْرُ الصِّيَامِ قَدِ انْتَصَفْ … وَغَداً يُقَالُ قَدِ انْصَرَفْ…
مَضَتْ كَالْبَرْقِ مِنْ رَمَضَانَ عَشْرُ … وَيَتْبَعُهَا كَلَمْحِ الطَّرْفِ عُمْرُ…
يَا مِئْزَرَ الْأَوَّابِ شُدَّ الْمَعْقِدَا … بَلَغَ الْأَشُدُّ مِنَ النِّصَابِ الْمَوْعِدَا…
اَلْأَمْرُ يُقْرَأُ مِنْ عُنْوَانِهِ الرَّشَدُ … وَالنُّجْحُ يُلْحَظُ مِنْ شَارَاتِهِ السَّنَدُ…