post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<h2>بسم الله الرحمٰن الرحيم
النصيحة</h2>
إخواني الأعزاء الطلبة والطالبات الإسلاميين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحدثكم هنا عن موضوع يهم الجانب الحركي من عملكم الإسلامي بعد أن حدثتكم آنفا عن الجانب التربوي.
إنه موضوع وجودكم في المدارس والكليات والأحياء الجامعية، وجودكم أفرادا يمثلون الإسلام خلقا وشخصية، ووجودكم جماعة تمثل الدعوة والإرادة الإسلاميين.
بلغني صدى أن بعض إخوتنا الطلبة ربما ظنوا حين أوصيت بتزكية النفس وذكر الله ومحبة الصالحين من مثل رجال التبليغ أني أدعو للخمول والدروشة، معاذ الله !
إن وجود كل فرد منكم وكل جماعة -على تعدد الجماعات حتى لا تستحق أي منها هذا الاسم إلا اصطلاحا على واقع فتنة– مرتبط بوجود الإسلام في العالم، وفي الواقع، وفي تصور خصوم الإسلام والطائشين المغرورين بالإيديولوجيات الأجنبية المنتظرين يدا هادية تمسك بهم إلى الرشاد.
من قوانين الكون التي وضعها الله تعالى قانون جهاد الخصوم ومنازعتهم وبذل النفس. وها هو العالم يفاجأ بقوة الإسلام ويفرض عليه الاهتمام بهذه الأحداث الحاسمة التي نعيشها. وهي مقدمة إن شاء الله لفصل مشرق تكتبونه أنتم الجيلَ الطاهرَ في سجل أمجاد الإسلام. 
فأنتم إن شعرتم أن قومة الإسلام في العالم هي شرف لكم، وأن الموقف يتطلب منكم تمثيل هذه الإرادة وهذه الدعوة وهذه الشخصية التي انبعثت فيها الحياة التمثيل القوي، كان شعوركم خطوة نحو النضج والرجولة والاشتراك في المسؤولية عن مصير الإسلام ببلادكم القطرية وبالإسلام في العالم. 
وإن غاب عنكم هذا الشعور فلن تتجاوزوا مستوى المهاترات الجانبية، وهان عليكم أن ترضوا بالتهميش الذي يريد الأعداء والمضللون أن يفرضوه عليكم.
إن الوجود العضلي والصلابة في الموقف حين يعترض الأعداء من الأوباش هما الفاصلان بين الخمول والحياة، بين الذل والعزة بالله. لكن &#8220;الحوار العضلي&#8221;، إن كان هو الأسلوب والمنهاج، ثغرة منها تتسرب الطاقة في معارك عقيمة عنفها وقعقعتها لا يخفيان الخواء الفكري والمنهاجي الباعث عليها.
انظروا الموقف الرائد لإخوتكم الإسلاميين بإيران، وعلموا الشباب الطائش المضلل أن الإسلام هو التقدمية. وابدأوهم بما يفهمون، ثم ارقَوا بهم شيئا فشيئا إلى فهم العالم وأحداثه وتاريخ الإسلام ودروسه. علموهم برفق أن الحضارة الغربية في أزمتها القصوى، وأن الفلسفات المادية قد طلقها عقلاء العالم إلا تلامذة الفكر الجاهلي البلداء من بني جلدتنا. علموهم برفق وبمثال خلقكم وتماسك شخصيتكم وبدعوتكم وإرادتكم أن من كان الأصلح بموازين الاستقامة الإسلامية والإرادة الجهادية والأخوة المتضامنة هو الوارث. بالمثال علموا، بالرفق معه القوة لا برد الفعل العنيف.
لكن أين التضامن الأخوي بين الشباب، أين هذا العنصر الأساسي للقوة والنجاعة ؟ إن الله عز وجل وعد المستضعفين بالوراثة متى كانوا أمة واحدة، أمة المومنين، جماعة المسلمين المخاطبة بالقرآن وأحكامه، بالإيمان وشروطه، بالجهاد وواجباته.
أول هذه الأحكام، وأوثق هذه الشرائط، وأسمى هذه الواجبات هو الأخوة في الله، التحاب في الله، التوالي في الله والتناصر.
الحركية العضلية سراب خادع إن لم تسبق الحركيةَ تربيةٌ وتواكبها، ومبدأ التربية صحبة وجماعة ثم سائر الخصال التي تنبثق عنها شعب الإيمان البضع والستون أو السبعون كما لخصت على غلاف المجلة وكما أشرح تباعا بإذن الله.
والحركة التي ترضي الله تعالى منك أخي ومنك أختي ومنكم جماعات أحبتي هي حركة تنقلك جسميا إلى حيث تواصل في الله وتجالس في الله وتباذل في الله وتزاور في الله. وتنقلك نفسيا، لكونها في الله، من حضيض الأنانية إلى البذل، ومن رذيلة وضلالة اتباع الهوى إلى الصدق والحق، ومن العمل المعلول الهامشي إلى العمل المسؤول الواعي الذي يرفعنا إلى مستوى ما يريد منا الله عز وجل من شهادة على الناس بالقسط، أي وجود يفرض نفسه على الآخرين بتوازنه لا باضطرابه، بحضوره لا بغيابه في النشاطات السرية والممارسات العنيفة.
للقوة أرشدكم لا للفسولة، والقوة هي غشيان المعركة بالوعي التام لشروطها وتبعاتها. ومن كان منكم ما يزال في طور التجربة والخطإ لا يحب أن يستفيد من تجارب التاريخ وحكمة العالمين، فسيصل يوما ما لفهم ما أقصد إن شاء الله. وما التنظيم السري العنيف إلا تقليد لليسار الجاهلي المتطرف.
أعداء الإسلام والمتربصون بأهله يريدون لنا أن نبقى على الهامش في التنظيمات السرية وإضاعة الجهد في الظلام. ويفرحون كلما قدمنا دليلا على عدم وعينا أننا نحن لا غيرنا أهل الحق، وأننا نحن لا غيرنا المرشحون لاستقبال غد الإسلام.
نكون في المستوى يوم ننبذ العنف والسرية ونخرج للشارع بصدورنا العارية نجرم العنف المسلط علينا كما فعل إخوتنا بإيران. ولا بد من شهداء، ولا بد من بذل بلا حساب.
ونكون راضين بعملية التهميش المدبرة علينا إن تمادينا في المناوشات الجانبية، ومن ثم أذلة مطرودين من الساحة إلى أجل غير مسمى.
ابدؤوا أحبتي بلمِّ تصدع الجبهة الداخلية : اسعَوا لإصلاح ذات البين بين الشباب الإسلاميين. ثم اتخذوا هذا الإعجاب الذي يبديه الطلبة المضللون وأساتذتهم وصحفهم بالإسلام وقوته المنبعثة قنطرة لتفهيم الإسلام. بالرفق والزورة والجلسة والبسمة والخدمة والكلمة الطيبة.
نظموا الأسابيع الثقافية في الأحياء الجامعية وأينما كان. وعلى رجال الدعوة وعلمائها أن يساعدوكم. نحن لا نتخلى عن مطالبتنا الأساسية بالمسجد. لكن الحكومة لا يسعها إن كانت تحترم نفسها أن تمنعنا من الدخول للجامعة في هذه الأسابيع الثقافية وهي تسمح للشيوعيين وكل من هبَّ ودبَّ بذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رسالة للطلبة نشرت في مجلة الجماعة، العدد الخامس بتاريخ ربيع الثاني 1400(ص 113-116).

وصيتي إلى الطلبة (3)

22 ربيع الأول 1409 كتب الإمام رسالة المروءة وحسن الخلق

شتنبر 1987 | رسالة “العدل والإحسان”

رسالة التحصين

يوليوز 1987..رسالة العدل والإحسان

رسالة “العدل والإحسان”

13 صفر 1415.. بعث الإمام برسالة إلى المعتقلين

الإمام عبد السلام ياسين

من رسائل الإمام

وصيتي إلى الطلبة (3)

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة