وعد الآخرة
إن كان من تفاصيل “وعد الآخرة” أن نقاتل اليهود وراء الحجر والشجر إلا شجر الغرقد، فإن “وعد الآخرة” مواجهة بين الإسلام كله تمثله الأمة المستخلفة بعد خلاصها من الفتنة وتحررها من كل عبودية لغير الله وبين الجاهلية كلها يمثلها السم الجاهلي اليهودي الساري في الأرض الساكن فيها كلها.
وقبل وفاء الحجر والشجر لنا وخيانة شجر الغرقد ينبغي أن نبدأ المواجهة بروح الجهاد التي أطلت علينا في أفغانستان. ينبغي أن نعد العدة الروحية التربوية التنظيمية المتحزبة لله رب العالمين وحده لا شريك له لنحرر الأقطار واحدا واحدا من “حكم الجاهلية” حتى تتوحد دار الإسلام. ينبغي أن تتوحد الأمة على الأخوة في الله والولاية في الله والجهاد في سبيل الله لا على “حمية الجاهلية”. ينبغي أن تسود الأمة أخلاق الطهارة والتوجه لله والآخرة لا ثقافة العهر و”تبرج الجاهلية”. ينبغي أن يكون إيمان الأمة بالله وبركاته السماوية، متناسقا مع إيمانها بسنَّته وأسبابه الكونية، خارقاً الكون المرئي الـمُحس ببصائر القلب، منفتحا على الغيب والآخرة.
هذه مطالب عامة ينبغي أن تتجسد في أعمال عينيَّة. ينبغي أن نروض العلوم والتكنولوجيا وعلم التنظيم حتى تُسلم كلها لله رب العالمين. وهي مسلمة له في نفسها بالفعل إذ هو سبحانه الخلاق العليم. لكن خيالنا المريض يصور لنا أنها بضاعة كافرة لما رأيناها في قبضة الكفار من دوننا، سبقونا إلى امتلاكها حين ظفِروا بأسرار قانون الله في الكون. بُرْؤُنا من هذا الوهم كفيل أن يزيل عنا عقدة التخوف على ديننا من مزاولة العلوم والصناعات والتنظيم دون أن يزيل صعوبات ترويض المخترعات، ما هو حاصل منها وما ينتظر أن نخترع نحن، لخدمة الإسلام وهي الآن لا تعرف إلا خدمة الجاهلية وأغراض الجاهلية…إقرأ المزيد “كتاب سنة الله ص.175”
أضف تعليقك (0 )