مهداة إلى روح إمامي المربي والمجدد سيدي عبد السلام ياسين رضي الله تعالى عنه.
ياسِينُ يَا سَيِّدِي يَا مَنْ تَفَتَّحَتْ
لَهُ الْجِنَانُ وَأَمْسَـى صَدْرُهَا اتَّسَعَا
أَفْدِيكَ لَمَّا رَسُولُ الْمَوْتِ هَمَّ إِلَى
رُوحٍ كَرُوحِكَ مِنْ جَنْبَيْكَ فَانْتَزَعَا
فَمَا أَعَابَكَ مَوْتٌ كُنْتَ تَرْقُبُهُ
بِهِ لَكَ اللهُ جَمَّ الْفَضْلِ قَدْ جَمَعَا
كَفَى بِيَوْمِكَ حُزْناً أَنَّهُ بَكِيَتْ
لَهُ الْمُحِبُّونَ قُدْماً قَبْلَ أَنْ يَقَعَا
سَقَى ضَرِيحَكَ مِنْ عَيْنَيَّ مُنْبَجِسٌ
إِنْ أَمْسَكَ الْقَطْرُ عَنْ تَسْكَابِهِ هَمَعَا
آلَيْتُ مَا هَتَفَتْ وَرْقَاءُ فِي فَنَنٍ
وَلَا تَأَلَّقَ بَرْقُ الْمُزْنِ أَوْ لَمَعَا
إِلَّا ذَكَرْتُ زَمَانًا كَانَ يَجْمَعُنَا
وَالدَّهْرُ بِالصَّحْبِ وَالْإِخْوَانِ مَا وَلَعَا
قَدِ ارْتَبَطْتُمْ فُؤَادًا فِيكُمُ جَذِلًا
أَطْلَقْتُمُوهُ لِسَانًا عَنْكُمُ سَجَعَا
حُبِّي إِلَيْكَ غِنًى وَالشُّغْلُ عَنْكَ عَنًا
وَالْعَذْلُ فِيكَ إِلَى حُسْنِ الْوِدَادِ دَعَا
فَنَمْ قَرِيرًا فَإِنَّا فِتْيَةٌ دَرَجُوا
عَلَى الطَّرِيقِ وَقَدْ جِئْنَا لَكُمْ تَبَعَا
وَإِنْ تَلَوَّنَ مَاءٌ فِي الْعُيُونِ فَلَنْ
نَمْضِـي بَعِيدًا عَنِ الْمَاءِ الَّذِي نَبَعَا
يُهْنِيكَ كُنْتَ وَرِيثًا لِلَّذِي خَفَقَتْ
لَهُ الْقُلُوبُ نَبِيًّا لِلْهُدَى شَرَعَا
وَسِرْتَ بِالنَّاسِ تَحْذُو حَذْوَ صَاحِبِكَ
مَا زِغْتَ مُنْدَفِعًا أَوْ رُغْتَ مُنْتَفِعَا
أَكْرِمْ بِقَلْبٍ بِذِكْرِ اللهِ قَدْ صُبِغَا
طَبِنٌ تَأَرَّثَ عَنْ مَصْحُوبِهِ الشِّيَعَا
قَرْمٌ سَمَا شَأْوُهُ فَوْقَ السَّمَا وَعَلَا
كَالْبَدْرِ إِنْ غَشِيَتْهُ ظُلْمَةٌ سَطَعَا
تَهْمِي سَحَائِبُ فِكْرِهِ لَنَا سَنَنًا
فَنُورُهَا مِنْ سَنَا أَنْوَارِهِ سَطَعَا
أَدَّى الْأَمَانَةَ فَارْتَاحَتْ سَرِيرَتُهُ
وَسَلَّمَ النَّفْسَ مَا ارْتَاعَتْ وَلَا جَزِعَا
وَبَلَّغَ الْأَمْرَ لَمْ يَتْرُكْ لِشَارِدَةٍ
وَلَا لِوَارِدَةٍ إِلَّا لَهَا جَمَعَا
مَنْ حَازَ مِنْ نِعَمِ الْبَارِي مَحَبَّتَهُ
فَلَا يُبَالِي بِشَـيْءٍ ضَرَّ أَوْ نَفَعَا
فَإِنَّهَا النِّعْمَةُ الْعُظْمَى الَّتِي رَجَحَتْ
وَزْنًا وَلَوْ وُزِنَتْ بِالدُّرِّ لَارْتَفَعَا
هَذِي عَرَائِسُ شِعْرِي جِئْتُ أُرْسِلُهَا
عَلَى حَيَاءٍ إِذَا مَا لُطْفُكَ اتَّسَعَا
فَأَنْتَ فَوْقَ مَدِيحِي .. فَوْقَ قَافِيَتِي
لَكِنْ رَأَيْتُ بَيَاضَ الْحَقِّ قَدْ نَصَعَا
وَقَدْ بَلَغْتُ بِحُبِّي فِيكَ مَنْزِلَةً
جَلَالُهَا عَنْ حَضِيضِ النُّطْقِ قَدْ رَفَعَا
مَنْ لِي بِنَفْسٍ عَلَى التَّقْوَى مُوَطَّنَةٍ
لَا تَحْفَلَنَّ بِدَهْرٍ ضَاقَ أَوْ وَسَعَا
رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَالنَّبِيِّ هُدًى
وَمِلَّتِي مِلَّةُ الْإِسْلَامِ مُشْتَرَعَا
يَا مُحْسِنًا لِمُسِـيءٍ جَاءَ مُعْتَذِرا
يَا مَالِكَ الْعَبْدِ آبَ الْعَبْدُ مُذْ فَزِعَا
إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الرَّجَاءِ وَذِي
يَدِي مَدَدْتُ لِنَيْلٍ مِنْكَ مُتَّسِعَا
أَدْعُوكَ دَعْوَةَ مُضْطَرٍّ وَأَنْتَ لَقَدْ
قُلْتَ الْمُجِيبَ لِمَنْ يَضْطَرُّ ثُمَّ دَعَا
وَفِّقْنِيَ اللهَ تَوْبَاتٍ إِلَيْكَ بِهَا
وَلَا تَجْعَلْنِي مَنْ بِهَا شَسَعَا
وَاجْعَلْ شَفِيعِي لَدَيْكَ الْمُصْطَفَى فَعَسَـى
أَفُوزُ مُذْ صَارَ لِي فِي الْحَشْـرِ مُشْتَفَعَا
مَا لِي سِوَاكَ إِلَهٌ أَسْتَجِيرُ بِهِ
وَلَا سِوَى أَحْمَدَ الْمُخْتَارِ لِي شَفَعَا
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ كُلَّمَا صَدَحَتْ
وَرْقَاءُ فِي غُصْنِهَا الْمَيَّاسِ مُذْ طَلَعَا
وَرَنَّحَ الْبَانَ هَفْهَافُ الصَّبَا وَحَدَا
حَادِي الْقُلُوصِ لِنَحْوِ الْبَيْتِ إِذْ هَرَعَا
ياسين هشام المهدي
البيضاء فاتح محرم 1436
أكتوبر 2014
أضف تعليقك (0 )