post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

في أحد تلك الأيام التي اصطبغت بجو من الحماس و الترقب كأنها يوم عيد و ليست بعيد، جلستُ في المقعد الخلفي لسيارة البورا الفضية أمام منزلنا أنتظر خروج جدي لأول مرة بعد إعلان رفع الحصار وإطلاق سراحه بعد سنوات من الإقامة الجبرية.



اتخذ مقعده أمامي جنب السائق وانطلقنا نحو غابة المعمورة. كنت في الشهور الأولى من حملي بابني الأصغر، ولم نكن قد قررنا ماذا نسميه بعد. زارتني فكرة طلب ذلك من جدي لكني استحييت منه لأني أعرف أنه لم يكن يستسيغ الأمر كثيرا.. بينما أنا في حديث النفس هذا قصدني جدي بالكلام وقال: أتعرفين أن نبي الله يحيى هو ابن آدم الوحيد الذي سماه الله ؟ أجبت بغمغمة موافقة .. فاستمر، هل تعلمين أيضا أن سيدنا محمدا شهد لنفسه فقال عليه الصلاة والسلام : &#8220;أنا سيد ابن آدم&#8221; أما يحيى فشهد له الله بالسيادة و قال &#8220;سَيّداً وَحَصُورا&#8221; و مدحه بما لم يمدح به غيره من الأنبياء. قال هذا ثم سكت ولم يكلمني عن الأمر بعد ذلك..



فهمنا وزوجي الإشارة وسمينا ابننا يحيى، كانت تربيته صعبة و شخصيته منذ النفس الأول قوية لدرجة أعجزتني .. كنت كلما غُلِبْتُ أشتكي من مشقة ذلك لجدي فيجيبني مازحا : أنتِ من اخترتِ أن تسميه يحيى ! &#8220;يا يحيى خذ الكتاب بقوة&#8221;



رحم الله الشهيد البطل، وأصلح ابني وحباه بهمة و عزيمة ورجولة وشجاعة هذا الصادق الذي يحمل اسمه.

تدوينات

يا يحيى خذ الكتاب بقوة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

يا يحيى خذ الكتاب بقوة

مقالات ذات صلة