كيف ندوم على التوبة والإنابة بعد رمضان؟
شهر رمضان من أعظم نفحات الدهر، فيه تتنزل الرحمات، وتضاعف الحسنات، ويجزل المولى عز وجل فيه العطايا والهدايا والمكرمات، كما بشرنا رسول الله ﷺ إن أقبل باغي الخير، وأقصر باغي الشر[1]، بالمسارعة للتوبة والصلح مع الله، والتحرر من دواعي النفس الأمارة بالسوء، ومن الغواية الشيطانية، والإقبال على الطاعات من صيام وقيام وتلاوة للقرآن وجميع القربات، فالمحروم من انسلخ الشهر الفضيل وقد حرم من بركاته استئهالا لرحمة الله ومغفرته بكرمه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: “رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه فلم يدخلاه الجنة” (أخرجه مسلم). ويبقى السؤال الجوهري هو كيف ننتقل من التوبة إلى الأوبة والإنابة والحضور الدائم مع الله تعالى في رمضان وبعده؟
احتضان الشباب وبناء الشخصية المتوازنة
ولئن كان حفظ مقاصد الدين بحوط الشباب في دينهم وأنفسهم وعقولهم وأموالهم وأعراضهم واجب الدولة، فإن على الدعوة بمقتضى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة حماية الشباب واحتضانهم في بيئات تربوية إيمانية، يتلقون من خلالها تربية تهذب الوجدان وتقوم السلوك وتنور العقول وتبعث الإرادات. فما الاحتضان التربوي؟ وما أهميته في بناء الشخصية المتوازنة للشباب؟ وما طبيعة المحاضن التربوية وكيف يمكن أن تسهم في التربية الإيمانية للشباب؟ وما المعالم الكبرى للاحتضان التربوي للشباب؟ هذه الأسئلة مدار الحديث في هذا المقال.