هو حوار شامل مع الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله يعود إلى سنة 1989…
في نهاية هذا الحديث -الإخوة الكرام- أشكركم على ما تعبتم في تسجيل هذه الكلمات، وأسأل الله عز وجل لي ولكم حسن الخاتمة، وأسأل الله عز وجل لي ولكم القبول في الدنيا والآخرة، وأسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من المقبولين عنده، من المرحومين عنده، من أهل السعادة في الدنيا وفي الآخرة، ومن أهل الجنة، ومن أهل الدرجات العليا في الجنة، ومن أهل مقعد الصدق عند مليك مقتدر…
الحصار المضروب علي من قبل الشرطة، هذا من ناحية أمر طبيعي، فمادامت الدولة متوجسة خيفة مما يمكن أن يبرز لها ومما يمكن أن يظهر، فمن الطبيعي أن تحاصر بكل الوسائل، من جملة هذه الوسائل أن يطوقوا البيت محاولة لإرهاب الناس، لإرهاب الواردين الداخلين إلي الزائرين، لكن الحمد لله، منذ بضعة شهور انتهينا مع رجال الشرطة إلى إقناعهم عمليا، وبالأحداث المتوالية، أننا لا نحسب لهم أي حساب، فأصبحوا مجرد آلات تحصي من دخل ومن خرج لا غير…
الاعتقالات وحديث الصحافة العالمية والإذاعات العالمية والتلفزات العالمية، حديثها عن جماعتنا، وعن اعتقالاتنا، وعن فكرنا وعن مشروعنا، هذا أعطى لجماعتنا حجما سياسيا لم يكن لها قبل الاعتقالات، فإن قلت يومئذ إن سفينة جماعتنا تدخل في مياه جديدة، فقد صدق ما تلا تلك الفترة ماكنت أقول. وأسأل الله عز وجل أن تبقى سفينتنا سائرة في مياه النصر إلى أن تبلغ إلى مرفأ الخلافة الراشدة إن شاء الله…
يتناول الجزء الأول من الحوار مع الإمام رحمه الله أهم المؤثرات في منشئه وتعلمه، والثوابت والمتغيرات الفزيولوجية والفكرية والنفسية، ومصادر تكوينه واطلاعه، وأهم نقطة في حياته: اليقظة القلبية ولقائه بالحاج العباس القادري، وسنوات الزاوية ثم الانفصال عنها وظروف ذلك وما تلاه، ومرحلة الاعتقال الأول على إثر رسالة «الإسلام أو الطوفان» إلى ملك المغرب في 1974…