جعل الحج ليشهد المسلمون -أي ليحضروا- منافع لهم. قال الله سبحانه وتعالى يخاطب إبراهيم عليه السلام: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ الحج،27.

وأي منفعة أعظم للمسلمين من جمع شملهم ليتأتى لكل منهم ذكر الله ومعرفته، ليتأتى للأمة أن تسمع رسالة ربها للعالم، وتكون بوحدتها من القوة بحيث يحترم صوتها ويقدر؟

عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العبادة في الهرج كهجرة إلي”…

كانت الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والهجرةُ إليه انتقالا من مكان لمكان…

المنهاج النبوي الموعود أن تقوم الخلافة به، كما جاء في الحديث الصحيح، هو الطريقة التي…

هل تجري أحداث التاريخ على دروب الحتمية السببية وهل للإنسان يد في تغيير…

وشاء الله عز وجل أن يذيق العرب هواننا على أيدي أحقر أعدائهم لما كان حرصهم…

المنهاج تأويل وتفسير للنصوص الشرعية قصد التنزيل والتطبيق…

أبى الإنسان أن يرفع نظر قلبه ليتطلع لسر الوجود، ويؤثر دعة الغفلة واللهو وحب الشهوات…

مرمى وصيتي هذه وغايتها أن يقف عليها مومن وتقف عليها مومنة يسمعانها بصوتي…

حياة الفرد في الدنيا سير، وحياة الجماعات والمجتمعات. والموت نقطة انتقالٍ إلى إحدى داري السعادة أو الشقاء الأبديتين. لكن المصير بعد الموت مصير أفراد، والمسؤولية يوم القيامة عن السير في الدنيا واتجاهه ومحصول الأعمال أثناءه مسؤولية أفراد…

النقل ثابت والعقل متحرك بين سيادتين تتنازعانه، هما سيادة الإرادة الإيمانية الإحسانية أو سيادة الهوى. معادلة الاجتهاد العلمي لسلوك الشريعة تتراوح إيجابا وسلبا بين وضع يخدم العقل فيه الإرادة على ضوء النقل ووضع يخدم فيه العقل سلطان النفس فيحرف النقل…

الإرادة العازمة والجهاد لمحو الظلم والأخذ بضبع الظلمة، هما منبع الطاقة وشكلها، ونظام صرفها ليكون العمل، عملا هادفا وإسلاميا في المرحلة الأولى من القومة الإسلامية. وبعدئذ يبدأ الجهاد لبناء صرح الدولة الإسلامية، وبناء الكيان الاقتصادي، والبنية الاجتماعية، والموقف العالمي الموحد للأمة الإسلامية الواحدة، صاحبة رسالة الهدى للعالمين…

إن من يدعو للتآلف بين القلوب، والتكامل في الاجتهاد والاجتماع على الله لا يمكن أن يبقى مُقلدا ولا أن يجعل النصوص بينه وبين المعين الصافي… ويرحم الله حبر الأمة ابن عباس، جادله بعضهم بقولٍ نسبه للعُمرين رضي الله عنهم أجمعين فقال: “يوشك أن ينزل الله عليكم ناراً من السماء فتحرقكم! أقول لكم قال الله وتقولون لي: قال أبو بكر وقال عمر !”…

لابد لنا إن أردنا إقامة الإسلام من النظر إلى المعين في كتاب الله وسنة رسوله، ثم متابعة مسيرة الإسلام وما دخل على المسلمين من خلاف، وما نشأ لهم من دواع للخلاف وما نتج عن الخلاف من خروم وتمزيق ووحشة، لابد أن نرى كيف تفاوتت الإرادات وتنازعت وكيف استخدمت العقل في خدمة هذه الإرادات المذهبية والسياسية…

(مجلة الجماعة، عدد 4 لسنة 1400 هجرية)
بأي عقل وبأي نص وبأي إرادة نتحرك على الرقعة؟ لا بد لنا أن نضع أنفسنا مكان الناس حتى تتجاوب العقول. ولا بد أن نجمل نظرتنا للكتاب والسنة حتى يطمئن بعضنا إلى بعض، ثم لابد أن نبرهن على صدق نياتنا على ساحة العمل…

جدوى المنهاج الإسلامي لا تحتاج إلى دليل لأنه يرتكز على تجربة تاريخية روحية واسعة الانتشار الآن، ولأنه يستند أيضا إلى معجزة نجاح في الماضي قابلة للتكرار. لكن لإعادة تحقيق هذه المعجزة ينبغي تقديم هذا الفقه الإسلامي من منطلق استراتيجية الواجب الشرعي بوصفه مشروعا رصينا يستطيع اقتحام عقبة هذا العالم الموار بعناصر قوة قادرة على الفعل والتأثير في العمق، وذلك في أحلك الظروف وأشدها على الدعوة…