رمضان مضَيْتَ على عَجَلِ….لَيْتَ تَبْقَى العامَ بلا نُقَلِ
شهرَ القرآنِ هُدىً نَزَلَتْ….بينِّات الله على مهلِ
لرَفيعِ القَدْرِ محمدنا….وبِلَيلتِه حَفْلِ الرُّسُلِ
بَرَكاتُ الله بها هَطَلَتْ….ولِحِكْمَتِهِ خيرُ النُّزُلِ
وجهادٌ فيكَ مضَى مَثَلاً….في بدرٍ لنا أعلى المُثُلِ
أَعْتِقْ رَقباتِ الناس بِه….مولايَ وحَقِّقْ لي سُؤُليِ
سلوا أهلَ بدرٍ كيف فازوا على العِدا….فأصبح جمعُ المشركين مبَدَّدَا
أجل !كان أحبابي ببدرٍ أذلةً….ولكن نصر الله جاء مؤيِّدَا
بذا آية الأنفال تتلى لقلة….يلاقون في الميدان جمعا معددَا
تسابقتُمُ يا أهلَ بدرٍ بنجدةٍ….تَواردْتُمْ بالصّدق للموْتِ موْرِدَا
ولكنَّ سرَّ النفخ في حفنة الحصا….وجندٌ لأملاكٍ يجيء مُسَدِّدَا
بِذا كان للنصرِ المبينِ ظهورُه….وصار لواءُ الدين يَخْفُقُ مُخْلَدَا
رمضانُ حلَّ فيا عزائمُ صمِّمي….واجفُوا المنام معاشرَ الرُّقادِ
إن كان أبلى فيكُمْ الإيمان ما….جَنَتِ اليَدانِ بنَزْوَةٍ وتمادي
فهلالٌ أبركِ مطلعٍ في عامِكُمْ….يدعو العُصاةَ لتَوْبَةٍ ويُنادي
قُوموا فلبُّوا للصيام أوامراً….وتزوَّدُوا فلَنِعْمَ عقبَى الزَّادِ
زُمُّوا النُّفوسَ عن الهوى وتعاضدُوا….لتسدِّدُوا من ميْلها بقيادِ
الله أكبر! أَلِّفُوا في صفِّكُمْ….صفْوَ الشباب لقوْمةٍ وجهادِ
جَــنّـَـةُ الــخُــلْــدِ أُزْلِــفَــتْ….لِــتَـــقِـــيٍّ بِـــهِ هُــيَــــامْ
شــاقَــهُ الـوَصْـفُ إِذْ تَــلا….آيـــةً تَــنْــعَــتُ الــمُــقَـامْ
فــي بِــسَــاطٍ مُــنَــمْــنـَــمٍ….بـزُهـورٍ لَـهَــا ابـتِــسَــامٍ
وَانْــعِــطَــافٍ لِــكَــاعِــبٍ….وَكُــؤوسٍ مِــنَ الــمُــدامْ
شَـاقَـهُ الوَصْـفُ فـانْـبَـرَى….في صِــيَـامٍ وفِـي قِـيَــامْ
يَـــــسْــــأل اللــهَ أجْــــرَهُ….يَـبْـتَـغِـي دَارَة الـســلامْ
رمضانُ وافى، أعْلَنُوهُ على المنائِرْ …شهرُ الهداية والتلاوة والبشائِر
شهرٌ به القرآن أُنْزِلَ مُشْرِقاً…مِنْ نورِهِ اصطَبَحَتْ قلوبٌ والبصائرْ
رمضانُ عاد وقدسنا في قبضة …عصرتْ بقسوتِها الأسِيراتِ الحرائرْ
رمضانُ بدْرٍ كان عزَّ صحابة …باعوا نفوساً للإله على المخاطِرْ
يا ربِّ أنتَ المُنْعِمُ….أنتَ الكَر يمُ المُكْرِمُ
عَمَّتْ عِبَادَكَ في السَّمَا….والأرْضِ مِنْكَ الأنْعُمُ
الجِنُّ والإنْسُ استَوَوْا….فِيهَا ونُعِّمَ أَرْقَمُ
والكافِرُ المَقْبُورُ في….ظَلْمَائِهِ والمُسْلِمُ
لاَ يَسْتَطِيعُ الخَطُّ شُكْـ….ـرَكَ يا كَر يمُ ولا الفَمُ
مَنْ ذاكَ يُحْصِي أنعُماً….أوْلَيْتَها؟ مَنْ يَزْعُمُ؟
نَـــحْــــــنُ نَــــحْــمِــــي الحِـــمَــى….مِنْ أذَى المُعْـتَـدِيــــــنْ
وَنُــــــلَـــــــبِّــــــــي الـــنِّــــدَا….إِنْ دَعـــــانَـــــــا الــيَــقِـيـــــــنْ
لاَ تَـــرَى بَــــيْــــــنَــــنَـــا الْـــــ….ـــــوانِــــيَ المُـــــــسْـــــتَكِــــينْ
نَحْـــــنُ بـــــاللـــــــهِ عِـــــزَّ ….تُــــــــنَــــــــا لاَ تَـــــهُـــــــــــونْ
وَلَـــنَـــــا فــــي الجِـــهـــــــــا….دِ إمــــــامٌ مَـــــــكِــــــــينْ:
يا قٌدْسُ يا مَحَطَّ مَسْرَى النبي….آلامنا والحُزْنُ لا تُوصَفُ
حَلَّ بِكَ المُغْتَصِبُونَ ذُرىً ….لَهِيَ مِنْ شُهْبِ السَّما أَشْرَفُ
بارَكَ القُدسُ وما حولَهُ ….عَظَّمَه السَّلَفُ والْخَلَفُ
شَهادَةٌ طَفِقْتُ أقْرَأُهَا….بآية يصونُها المُصْحَفُ
والعَيْنُ تَبْكِي والفُؤادُ انْكَوَى….لآهَةِ القُدْسِ بِنَا تَهْتِفُ
ألا هُبِّي، رياح النصر، فينا….ولا تُبقي جموعَ المجرمينَا
أفي صُبْحِ الإفاقةِ من خُمُولٍ….وصَحْوٍ عَمَّ دارَ المسلمينَا
تمُاَطِلُ في القيام إلى جهادٍ….لتُصبحَ من خيار المؤمنينا؟
ومثلُكَ من تَقَدَّمَ فاعتَلاهَا….ذُرىً، تَخْطُو بِخَطْوِ المحسنينَا
وَريثَ الصالِحِينَ أَتَتْكَ بُشْرَى….بِنَهْجِ خلافةٍ، خَبراً يقينَا
أتَتْك زمانَ تصدُق في جهاد….وموعدُهُمْ صباحُ المنذَرينَا
فصلِّ على بشير الحقِّ منا….وآلٍ والصحابةِ أجْمعينَا
لَيْسَ يَرْقَى بِكَ زُهْدٌ ….لاَ، وَلاَ لُبْسُ المُسُوحْ
إن تَرَكْتَ الشَّرْعَ نَهْباً….لِلْمَخازِي والفُضُوحْ
فِي حُدودِ الله قامَتْ….بِثباتٍ ووُضُوحْ
فِتْيَةٌ لِلْحَقِّ تدْعُو….تَرْفَعُ الصَّوْتَ الصَّدوحْ
يَعتَدِي كُلُّ عَنيدٍ….يَعْتلِي كُلُّ جَموحْ!
دَعَوْتَ فلَبَّى المومِنُونَ، وقُدْتَهُم…إلى النصْرِ مَكْفِيّاً عزيزا مؤيَّدَا
وعَلَّمْتَ قرآنَ الإِلهِ وَسُنَّةً…وَأوْضَحْت مِنْهَاجَ السعادةِ والهُدَى
أيَا سَيِّدِي يا خيْرَ مَنْ وَطِئَ الثَّرى…عَليكَ سَلامُ الله غَضّاً مُجَدَّدَا
لَقَدْ عَزَّ قوْمٌ بالجِهاد تَسَنَّنوا…بِسُنَّتِكَ الغَرَّاء تَقْمعُ مَنْ عَدَا
يا قدس فَاوَضَ عنكِ أبطالُ الكلامِ…وتداعتِ الأعدا لعَقْدِ سلامِ
من بعد هَزَّاتٍ «وثورات» خلتْ…من بعد زعْقاتِ الزعيم ضِخَامِ
قام الصبي، بِكَفِّه مِلْءُ الحصا،…للنجدة الغَرَّا قيامَ هُمامِ
والمرأةُ العَزْلاءُ تَابىَ ذِلَّةً…رجمتْ لنا وَجْهَ العدو الرّامي
هذي المروءةُ شرَّفتْ جيلاً غدا…مُتَسمِّعا همساً عن الإسلامِ
اطْرُدِ البُومَ من جِدار القُنوطِ….واستمِعْ للنداء غَضّاً نَدِيّا
استمع داعيَ الإله وبادِرْ….واقْتَحِمْهَا مُجَنَّدّا وقَويّا
واعْتَضِدْ بالكتاب واحْمِ حِماه….فَعَسى بعثُكم يكون رَضيّا
ولصحبِ النبي كنْ مقْتَفِياً….وَلِمنهاجه صديقا صفيّا
إِلَـهِـــــي لَـكَ الــثَّنَاءُ بـَــــعَـــثْــــ….ـــتَ فِــيـنَــا الـرُّسْـــلَ بِـالكُــتُـــبِ
وَتَوَّجْـتَ الـــبِـنَــــاءَ بِـــــأَحْـــــ….ـــمَــدَ المَـــبْـــعُـــوثِ في الــعَـــرَبِ
خَـــتَـــمْتَ بِــــهِ الـــرِّسـالــــةَ لاَ….يُرَجَّــى بَــــعْـدَ ذَاكَ نـَـــبِـــــي
سِـــــوَى الـتَّــجْـدِيدِ تَـــبْـــعَثُ مَـــنْ….يَـــــقُــــومُ بِهِ مِــــنَ الـنُّـجُــــبِ
سُقيتُ حُبَّ الرسولِ كأساً….لا نَزْفَ عنها فيا هَنائي!
وكـان حُــبُّ الإلاَهِ زادي….أَطْـعَـمُ مـنهُ فَهْوَ غِذائي
أُطْـعِـمُ مِـنْ حُـبِّـهِ خـلـيـلا….أقْـبَلَ يَمْتَارُ من إخائِـى
إن ظـامـئٌ مـُقـْفـِرٌ أتـانـي….سَقَيْتُهُ الفَيْضَ مِن إنائي
حَوْلَ خِيامي إخوانُ صِدْقٍ….للـدين هُـمْ عُـدَّةُ اللقـاء
يا سَعْدَ مَنْ حَبَّ الإلَهَ مُوَلَّهـاً….سكَنَتْ محبّتُهُ حَشَا الصدْرِ
وَأحَبَّ فـيـه مُـعَـظِّـماً أحْبَابَهُ….حُبّاً يَدُومُ على مَدَى الدَّهْرِ
وأَحَبَّ حُبَّ اللهِ، يُثلِجُ صَدْرَهُ….شُكْـرُ الإلـهِ بِمَجْلِسِ الذِّكْرِ
ويُقاطِعُ الأعداءَ فيه لبُغْضِـهِ….إيّــاهُـمُ فـي الـفِـعْلِ والفِكْرِ