بأعتابِك العُليا لواءٌ يُخَفِّقُ****وفي بابك السامي فؤاديَ يَطْرُقُ
رأيتُ إلهَ العرش أَغْدَقَ فَضْلَهُ****عليكَ، بِذَا آياتُ ربيَ تنطِقُ
أيا بَشَراً آتاه ربيَ حكمة****وَوُسْعاً، وعَقْلُ الناسِ أخْرقُ ضيِّقُ
ومن فضله آتى كتابا ومثلَهُ****من الوحي، فالسُّنَّاتُ بالكُتْبِ تُلْحَقُ
العيدُ أقْبَلَ والزّمانُ تَبَسَّما***والأَرْضُ أُمْطِرَتِ المَدِيحَ مِنَ السَّمَا
لَمَّا ثَوَتْ فِيهَا قلوبٌ بَرَّةٌ***هِيَ لِلْمَزيدِ مِنَ العَطَايَا في ظَمَا
وتنزّلَتْ أمْلاكُ رَبِّي، سَرَّهَا***أنْ تَقْسِمَ الأنوَارَ، جَلَّتْ مَقْسَمَا!
لمَّا تَوَافَدتِ الخلائقُ جَحْفَلاً***نَحْوَ المُصَلَّى والخطيبُ تَكَلَّمَا
اسْفَرَّ وَجْهُ البِرِّ بُشْرَى وانطَوَى***إبليسُ في كَمَدٍ وَوَلَّى أجْهَمَا
الحجُّ رُكْنٌ شَامِخٌ***مِنْ دِينِنا السَّمْحِ النّزِيهْ
هُوَ لِلْجِهَادِ تَدَرُّجٌ***مِنْ ذابِلِ العَيْشِ الرَّفِيهْ
فِيهِ النُّفُوسُ تَفَطَّمَتْ***بالْحَزْمِ عمَّا تَشْتَهيهْ
وتَزَهَّدَتْ وتطَهَّرَتْ***فالحجُّ لاَ أَرْجَاسَ فِيهْ
…
يَا رَبْعُ هَلْ ذُكِرَ الحبيبُ مُحَمَّدٌ….بِذَراكَ أَمْ أَنَّ الربُوعَ فَلاَةُ
يا رَوْضُ هَلْ هَبَّتْ بِذكْرِ مُحَمَّدٍ….حِبِّي وَقُرَّةِ مُقْلَتِي نسَمَاتُ
يا فَجْرُ وَجْهُكَ باهتٌ مُتَجَهِّمٌ….لاَ تُسْتَبَانُ لِنُورِهِ وَمَضَاتُ
هَلاَّ اسْتَضَأْتَ بِنورِ وَجْهِ مُحَمَّد….فَسَنَاكَ مِنْ أَنْوارِهِ قَبَسَاتُ
لعَمْرُكَ ليس الفَتَى من عَثَرْ….فأَحْنَى قَفَاهُ لسوْطِ القَدَرْ
ولم يتصلب ولم يقتحم….إلى حينَ قال القضا : لا مَفَرّْ !
فيا فَيْلَقَ العدلِ قُم من رُفاتٍ….فأنتَ العديدُ وأنتَ الوزرْ
تقدَّمْ وجَدِّدْ جهادَ الرسولِ….كريمِ الجدودِ سليلِ مُضَرْ
نُــجُـومُ السَّــمـا نَــحْـنُ مَــنْ يَــهْـتَـدِ….بِـنَا يـَــنْجُ مِــنْ ضَـيْـعَــةٍ وَتَــبَــابْ
طَلاَئِــــعُ فَــجْرِ الهُدَى نَــحْــنُ مَـنْ….يُــسَارِعْ إِلَــيْــنَا يـَـــفُـزْ بِــالطِّــــلاَبْ
ضِــيَــا الشَّــمْـسِ نَـحْـنُ عَـلَى ضَـوْئِــنَـا….يَــسِــيـرُ إِلَى المَــجْــدِ حَــشْــدُ الشَّــبَـابْ
إلـــى اللهِ نُـــعْطِي الــــوَلاَءَ كَـــما….أتَانَـا بِذلِكَ فَـــصْلُ الخِـــطَابْ
وَلاَ نَـــرْتَـضِـي غَــيْــرَ نَــهْجِ الرَّسُـــولِ….بِـــسُنَّــــتِهِ نَـــقْـــتَدِي والكِـتـــابْ
وَأنْتَ إِلَهِي ذُو الجَلاَلِ فَخُصَّنِي….بِإِكْرَامِ مَنْ أَكْرَمْتَهُمْ وَارْفَعَنْ قَدْرِي
وَ يَا مُقْسِطُ الظُّلْمُ الشَّنِيعُ فَشَا فَكُنْ….لَنا مُنصِفاً بالقِسْطِ مِنْ صَوْلَةِ الجَوْرِ
وَيا جَامِعُ اجْمَعَنِي بِرَحْمَتِكَ التِي….تُزِ يلُ حِجَابِي وَالغَيَاهِبَ مِنْ قَبْرِي
وَإِنِّي فَقِيرٌ يا غَنِيُّ وَلاَ أَرَى….إِلَيْكَ فقِيراً مِثْلَ عَبْدِكَ يا ذُخْرِي
رمضان مضَيْتَ على عَجَلِ….لَيْتَ تَبْقَى العامَ بلا نُقَلِ
شهرَ القرآنِ هُدىً نَزَلَتْ….بينِّات الله على مهلِ
لرَفيعِ القَدْرِ محمدنا….وبِلَيلتِه حَفْلِ الرُّسُلِ
بَرَكاتُ الله بها هَطَلَتْ….ولِحِكْمَتِهِ خيرُ النُّزُلِ
وجهادٌ فيكَ مضَى مَثَلاً….في بدرٍ لنا أعلى المُثُلِ
أَعْتِقْ رَقباتِ الناس بِه….مولايَ وحَقِّقْ لي سُؤُليِ
بِحُبِّ النَّبيِّ فُؤادي يَهيمُ….بِنَهْجِ النَّبيِّ أحُطُّ القَدَمْ
فإنَّ المَحَبَّةَ إن لَمْ تَقُدْهَا….يَدُ الشَّرْعِ خَرَّتْ على الوجْهِ ثَمّْ
وَإنَّ المَحَبَّةَ مَحْضُ ادِّعاءٍ….إذا لَمْ تُرَاعِ لِدِينٍ حُرَمْ
وَإنْ لَمْ تَكُنْ سُنَّةُ المُصْطَفَى….بِكُلِّ قَضَايَاكَ هِيَ الحَكَمْ
رمضانُ وافى، أعْلَنُوهُ على المنائِرْ …شهرُ الهداية والتلاوة والبشائِر
شهرٌ به القرآن أُنْزِلَ مُشْرِقاً…مِنْ نورِهِ اصطَبَحَتْ قلوبٌ والبصائرْ
رمضانُ عاد وقدسنا في قبضة …عصرتْ بقسوتِها الأسِيراتِ الحرائرْ
رمضانُ بدْرٍ كان عزَّ صحابة …باعوا نفوساً للإله على المخاطِرْ
مُغْرَمٌ بالحبيب خَيْرِ البَرَايا….فارِغُ الصبرِ قَبْلَ يومِ التلاقي
ما لعينيكَ لا تكف هطولا….أَبِدَمْعٍ يَذُوبُ، بالأشواق؟
أم تَعَابِيرُ بَهْجَةٍ وسرور….وحبورٍ بدمْعِك المُهْرَاقِ؟
طَيْفُهُ في المنامِ جاءَكَ ضَيْفًا….فُزْتَ مِنْهُ بضَمَّةٍ وعِناقِ؟
حبَّذا هذه الصَّبَاَبةُ، لكن….لَيْسَ تَكْفي صبابةُ العُشَّاقِ
شَمِمْنَا العَبِيرَ الأحمديَّ يفُوح…وشِمْنَا وَمِيضاً مِنْ سَنَاهُ يَلُوحُ
يَهُبُّ على جُلّاسِنَا عَرْفُ رَوْضِنَا…فيكشف عن أسرارنا ويبوح
كذاك جليسُ الصالحين مثَالُهُ….كذي المسْك تَغدو عنده وتروحُ
وذو الكيرِ إما زرتَه نِلْتَ عنده…سوادا يغشي القلب منه كُلوحُ
ويَنْفُخُ في أثوابِ دينك نُكُْرهُ…وتَدْمعُ منك العين وهي تسيحُ
لَحْمِي وعظْمي وأعصابِيَ قَدْ سُقِيَتْ…بِكَأْسِ حُبٍّ بِوَقْدِ الشَّوقِ مُمْتزِجِ
فَحُبُّ طَهَ بقَلبي دافِقٌ عَرِمٌ…يَسري مع الدَّم في الشَّرْيَانِ والوَدَجِ(1)
يا سَيِّدي يا رسولَ الله حلَّ بِنَا…كَرْبُ المآثِم والزَّلاَّتِ والحَرَجِ
والنفْسُ طاغِيَةٌ عمياءُ تَائِهةٌ…فِي طِيِّهَا الوَيْلُ من رَانٍ ومِنْ وَهَجٍ(2)
يا صَرْخَةَ القُدْسِ الشَّرِيفِ تَرَدَّدَتْ…أَصْدَاؤُهَا فِي قَلْبِنَا المَحْرُوقِ
فتَمَزَّقَتْ أحْشَاؤُنَا ألَماً، لَنا…شُرْبُ الرَّدَى بصَبُوحِهِ وغَبُوقِ
وَتَأَوَّهَتْ أجْيَالُنا وتَحَزَّنَتْ…واسْتَرْجَعَتْ فِي صَوْتِهَا المَخْنُوقِ
وهناكَ في أعْتَابِ قَانُونِ العِدَا…جلسَتْ طَلائِعُنا لِبَلْعِ الرِّيقِ
لا يستوي العابِثُ في دينه….والمومن الشّهْمُ الفَتَى الصالحُ
العابثُ القاعدُ عن نُـصرةٍ….لِـلَـهْــوِهِ حــيَــاتَـــــه رائـــــحُ
ووجـهُـه يـومَ الـوعـيـدِ له….مـنِ اسـوداد قـلـبـِــهِ لاَئــــــحُ
أمّـا فـتى العـدْل فـمُـقْـتَحِمٌ….وفــي الـجـهـاد قــائمٌ سائــــحُ
في مجلس الذكر له نـورُه….وفِــي الوغَى ففارسٌ نـاجِــحُ
يا قُرَّةَ العين يا طَهَ بمهجتنا من فرطِ حُبِّكَ أشواقٌ لها غلَبُ
فضلٌ من الله أن هامَ الفؤادُ بكم وكل قلب بلا حُبٍّ لكمْ خَرِبُ
زادي لآخرتي من قبل صالحةٍ حُبِّي لكم ولفضل الحب أرْتَقِبُ
في ذلك اليوم والأهوال شاغلة ترى العصاة على الزَّلاتِ تنتَحِبُ