في هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 09 جمادى الأولى 1425هـ/27 يونيو 2004م يحث الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله المؤمنين والمؤمنات الحاضرين على حفظ القرآن الكريم وتعهده، قبل دنو الآجال للقاء الله عز وجل، وإن القرآن الكريم مرقاة ترفعنا في الدرجات العلى يوم لقاء الله تعالى في الدار الآخرة
روى الطبراني والبيهقي رحمهما الله عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «أشرافُ أمَّتي حملةُ القرآنِ وأَصحابُ اللَّيلِ». الشريف من الناس من له مرتبة عالية بينهم، وحامل القرآن هو الحافظ للفظه وحرفه، الواقف عند أوامره ونواهيه، العارف بقواعد اللغة العربية حتى يفهم معاني آيات كتاب الله ومفرداته، حتى نتشبه برسول الله ﷺ الذي كان خلقه القرآن.
يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9]. فهو قرآن كريم يهدي للطريق الأقوم التي اختارها الله لعباده الصالحين. ويقول سبحانه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَاًۖ ۞ قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾ [الكهف: 9]. فنحمد الله أن أنزل على سيدنا محمد ﷺ القرآن وجعلنا ممن يقرؤونه ويسعون لحفظه والتخلق به وفهمه والعمل به.
ويترحم الإمام رحمه الله على الشيخ أبي عبد الله الهبطي واضع وقف القرآن، إذ وضع الوقف (صه) على ﴿عِوَجاٗۖ﴾ في قوله عز وجل ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَاًۖ قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا﴾، فلا يجتمع معنى “عوجا” بمعنى “قيّما”. وهذا وقف موفق من الله تعالى.
وهذا كتاب الله عز وجل الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يهيب الإمام رحمه الله بضرورة الحوار ونبذ ذهنية القطيع، ذهنية الخضوع للصوت الواحد بامتثال أمره وتوجس الخروج عما شاء وأراد. أما نحن فنمتثل قول الله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: 38]. لكن حال الشورى إذا كانت منقطعة بين بشر لا مرجع لهم يرجعون إليه صار الأمر إلى الفوضى…
أضف تعليقك (0 )