post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

إمام الجماعة وجماعة الإمام 
القائم لله..  
(بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لرحيل الشيخ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى). لست من أبناء الجماعة المباركة، لم أنل هذا الشرف.. لكنني واحد من أبناء هذه الأمة العربية والإسلامية الذين كان يخاطبهم الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته من خلال كتاباته.. كم هو صعب جداً جداً أن تحاول مغامرا أن تكتب شيئاً عن الرجال، أن تكتب وأنت السفح عن قمم شماريخ الجبال.. (الأستاذ مجدداً في علم التربية والسلوك) لقد كان اللقاء مع هذا الرجل/الفذ/الفرد ذا طبيعة إحسانية أولاً.. بعد مرحلة القراءة والسطور، كان لا بد من أن يتبع ذلك كله مرحلة من المعاينة وتلمس ما تيسر له إنتاجه في عوالم المادة وأهل الصدور، شددت الرحال إلى الدار العامرة بسلا.. كنت حريصاً على لقيا أبناء قلبه وروحه وعقله وإرادته.. كانت أياديه البيضاء رحمه الله تعالى حاضرة في صناعتهم، في كلماتهم، في أخلاقهم وفي سمتهم الحسن.. تتبعت أثره متنقلا بين باريس، فاس، مكناس، الرباط، سلا، الدار البيضاء،وحتى جبال الألب.. كل شيء كان يدل على أنني أمضي خلف خطوات رجل عظيم، أنني أكتشف مشروعاً حضاريا عظيماً.. بعدما قرأت سيرتي عودة الفرسان وآخر الفرسان، كنت وددت لو أن المرحوم فريد الأنصاري رحمه الله تعالى كتب سيرة ذاتية للأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى بقلمه المبارك، كانت ستكون وثيقة ربانية مباركة يستهدي بها الجيل.. هي أسرار وأقدار! لو كان كتبها كنت أود أن يعنونها : زمن الفرسان.. سأفتح الحساب الرسمي باسم الود والوفاء للذكرى الطيبة الكريمة وأحكي لك قصتين على عجل أيها القارئ الكريم، فقط كي أفتح شهيتك لتتبع ما سيأتي، في إحدى الغابات بالضاحية الباريسية، كنت في نزهة رفقة بعض الطيبين، التقينا أناساً وسط الغابة دون سابق موعد، تجاذبنا أطراف الحديث في كل شيء تقريباً.. لفت انتباهي فتاة محتجبة، لم تكن عربية أو حتى أوروبية على ما يبدو من ملامحها الخجولة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعليكم السلام، أجابت على استحياء ثم قدمت لي والدها.. رجل في الخمسين من عمره، واضح أنه متعب قليلاً من المشي لكنه مستمتع بمرافقة بنيته.. بعد حوالي ساعة من المحاورات والجدل والنقاش والتعارف المحترم، بادرت بالسؤال الذي لا أضيع فرصة سعيدة ألتقي فيها من أسلم حديثاً إلا وبادرته به: كارلا، من فضلك، حدثيني عن كيفية تعرفك على الإسلام والمسلمين وكيف كانت بداياتك الإيمانية؟ هي: بصراحة، كانت البداية عندما تعرفت على كتاب لرجل إسمه: عبد السلام ياسين.. أنا: سبحان الله العظيم، هل التقيت به؟ هذا رجل مغربي.. أنا أيضاً مغربي.. هي: لا، لقد مات رحمه الله تعالى قبل أن أقرأ كتابه وأتعرف عليه &#8211; قالتها بتحسر لا يخفى &#8211; لقد قرأت كتابه: islamiser la modernité. كانت تلك سلسلة تحولات نفسية فكرية عميقة.. هكذا كانت البدايات.. في جبال الألب، كانت العطلة الصيفية فرصة للقاء أبناء الإسلام والمسلمين عربا وعجما، رغم أن القرية التي كنا فيها ليس فيها مسجد إلا أن أحد الإخوة الكرام تطوع وسمح لنا بأداء صلاة الجمعة في صالون إقامته، خطب الجمعة فينا أحد الشباب، لم يكن عربياً، بعيد الصلاة تجاذبنا أطراف الحديث مرة أخرى، كما مع كارلا، كان اسمه عبد الرحمن، فجأة قال لي: أنت مغربي أخي الكريم، فهلا حدثني عن السيد عبد السلام ياسين، قرأت له وسمعت عنه. وأنا مهتم بهذه الشخصية.. سبحان الله العظيم، لله في خلقه شؤون، رغم المعتقلات والحصار والسجون، فقد حلق فكر هذا الرجل عاليا يبحث عن من ينشدون أنوار الهداية والبلاغ.. لا إله إلا الله، حقاً، الأرواح والأفكار لها أجنحة، لا أحد يستطيع أن يمنعها من الوصول إلى الناس.. #يتبع

تدوينات

إمام الجماعة وجماعة الإمام

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

إمام الجماعة وجماعة الإمام