مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

الإسوة الحسنة | الإمام عبد السّلام ياسين

يستهل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 28 صفر 1425هـ/18 أبريل 2004م بتعزية يرفعها إلى الإخوة في حركة حماس بفلسطين، إثر استشهاد رجل عظيم هو الشهيد عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله ورحم أستاذه الشيخ أحمد ياسين، الذي كان علما للخير وأسوة جهاد.
وخير أسوة لنا -معشر المسلمين والمسلمات- رسول الله صلى الله عليه وسلم، مصداقا لقوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾. سورة الأحزاب. فينبغي لنا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شؤوننا، خاصة في أوقات الشدة، فإن الآية الكريمة تذكر بما وقع للمؤمنين يوم الأحزاب، وقد تكالبت عليهم العرب واليهود وأحلافهم، كما يجتمع اليوم أعداء الأمة عليها، من أجل ذلك نربط ماضي الأمة بحاضرها. فكيف نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم وموقفنا اليوم شبيه بموقفه إذ ذاك؟
ما لم نجتمع وننجمع على الله تعالى والدار الاخرة، ﴿لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾. فتكون أولى البدايات وأصحّها حين ندعو الناس إلى التوبة أن نزرع هم لقاء الله والدار الآخرة في قلوبهم. وغير هذا تعلق بالقشور إن لم يكم مقرونا بالأصل الأول. ومن الأسوة المواساة، فتقول العرب في مثلها: «أَخوكَ مَن واساكَ بِنَشَبٍ، لا مَن واساكَ بِنَسَبٍ»، فإنما يعين المرء أخاه بمال وقوة عند نزول المصائب. والأساة الأطباء ورسول الله سيد الأساة، والأسواسي العمد التي يعتمد عليها.
إن نسينا الله ينسانا، وقوله تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ دال على أن الله ينسي أولئك الذين ينسونه قيمتهم، فتكون غاية ما وصلت إليه إيديولوجياتهم أن «الإنسان دابة، تتمتع وتستقوي على من دونها، وتستأثر بالمكاسب». يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ النَّاس يغدو، فبائع نَفْسَهُ فمعتقُها، أو مُوبِقها»، فمن باع نفسه لله عز وجل ومرضاته فقد أعتقها من ربقة الجهل والضلال ونسيان النفس وخالقها. وموبقها من باع نفسه في سوق الدنيا فنسي الله فأنساه نفسه.
ومما نجدد التذكير به أن نحفظ كتاب الله تعالى، ونتفق على تحفيظه للناس جميعا. نحفظه لفظا ومعنى. حتى نعد في ديوان الرجال الصادقين، ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد