مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

شهادات مرئية

الإمام ياسين جبل من جبال الدعوة ومجدد من مجددي الأمة | الشيخ ولد ددو من موريطانيا

0

بسم الله الرحمن الرحيم

وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه

ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين

 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 معاشر الإخوة والأخوات إن من فضل الله  سبحانه وتعالى على الجنس البشري أنه لم يتركه سدى ولم يجعله هملا وإنما أرسل إليه من تقوم به الحجة لله سبحانه وتعالى ومن ينير المحجة على طريق الحق.

أرسل الله تعالى إلى البشرية رُسلا مُبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقفى على آثار المرسلين بمحمد صلى الله عليه وسلم فختم به الرسالة إلى أهل الأرض ولكنه جعل له ورثة من أمته يقفون أثره ويجددون شريعته ويحيون موات القلوب فما أحسن أثرهم على الناس وما أسوأ أثر الناس عليهم وأن من ورثة  رسول الله صلى الله عليه وسلم في زماننا الذي عشناه ومن الذين تركوا هذا الأثر وجددوا في الملة سماحة شيخنا الوالد الشيخ عبد السلام ياسين المرشد رحمه الله عليه، وقد كان من ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يهتموا بالجانب العلمي وحده وإنما اهتموا معه بالجانب السلوكي والتربوي والدعوي ولذلك نفع الله بدعوته فشق لها الطريق في مشارق الأرض ومغاربها، وانتفع به المسلمون في مختلف القارات، وكان هذا الشيخ رحمة الله عليه مثالا للصدق والصبر والأناة والتحدي والسعي للتجديد والإصلاح لم يكن من الذين يتكلون على سابقة القدر وإنما كان من الذين يزاحمون القدر بالقدر، لم يكن من الذين يهتمون بالشأن المحلي ويتركون الشأن العام، بل كان مهتما بأمة الإسلام، لم يكن من الذين يهتمون بجانب التأليف والنشر فقط، بل كان من الذين تآليفهم إنما هي شخصيات حية وكلمات متحركة، إذا قرأنا أي كتاب من كتبه نجد هذا الأثر واضحا فيه وهذا النور بارزا عليه باديا، ولذلك نفع الله بهذه الكتب سواء منها ما كان باللغة العربية وما كان باللغة الأعجمية.

إن سماحة شيخنا المرشد عبد السلام ياسين رحمة الله عليه كان جبلا من جبال هذه الدعوة ومجددا من مجددي هذه الملة ومفلحا من الذين نفع الله بهم وليس من الذين خلقهم الله ليموتوا وينقطع ذكرهم، بل من الذين خلقهم الله للبقاء، ألقى الله عليه القبول في القلوب وحببه إلى الناس وصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى في قوله: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا”(مريم: 97)، ولم يكن سماحة شيخنا رحمة الله عليه من الذين يعولون على عمره هو الشخصي بل كان يعلم أن المسار طويل وأن الصراع ليس مختصا بالعمر الشخصي وإنما هو بما يتركه الإنسان من الأثر ليبقى شاهدا على الأمة وليبقى حيا معنا مرشدا لنا فهو المرشد حيا وميتا، هو الذي يوجه بسلوكه بنظراته وبكتبه التي يعيش عليها الأجيال، وهذه الكتب حية بيننا تذكرنا بقول ابن هلال:

لنا جلساء لا نملُّ حديثهم … ألباء مأمونون غيباً ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم من مضى … وعقلاً وتأديباً ورأياً مسددا
فلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة … ولا نتقي منهم لساناً ولا يدا
فإن قلت أحياء فلست بكاذب … وإن قلت أموات فلست مفندا

 رحمة الله على الشيخ عبد السلام ياسين ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق تلامذته وطلابه لاقتفاء أثره، وينفع بهذه الدعوة المباركة وأهلها، وأن يمكن لهم في أرضه، وأن يمكن بهم لدينه وأن يعلي بهم كلمته ويجعلهم في قرة أعين رسوله الكريم صلى الله صلى الله عليه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أضف تعليقك (0 )



















0
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد