في هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 21 ذي الحجة 1423هـ/23 فبراير 2003م يورد الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله كلمة بليغة رواها الإمام مسلم رحمه الله عن سيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو الذي عرف بالحكمة البالغة والكلمة الصادقة والأثر الطيب.
أخرج الإمام أحمد رحمه الله في كتاب الزهد عن سيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه قالَ:
“لَوْلا ثَلاثٌ لَأحْبَبْتُ ألّا أبْقى في الدُّنْيا: وضْعِي وجْهِي لِلسُّجُودِ لِخالِقِي في اخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ أُقَدِّمُهُ لِحَياتِي، وظَمَأُ الهَواجِرِ ومُقاعَدَةُ أقْوامٍ يَنْتَقُونَ الكَلامَ كَما تُنْتَقى الفاكِهَةُ، وتَمامُ التَّقْوى أنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ العَبْدُ حَتّى يَتَّقِيَهُ في مِثْقالِ ذَرَّةٍ، حَتّى أنْ يَتْرُكَ بَعْضَ ما يَرى أنَّهُ حَلالٌ خَشْيَةَ أنْ يَكُونَ حَرامًا حَتّى يَكُونَ حاجِزًا بَيْنَهُ وبَيْنَ الحَرامِ. إنَّ اللَّهَ قَدْ بَيَّنَ لِلنّاسِ الَّذِي هو مُصَيِّرُهم إلَيْهِ قالَ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ ﴿ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، فَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الشَّرِّ أنْ تَتَّقِيَهُ ولا شَيْئًا مِنَ الخَيْرِ أنْ تَفْعَلَهُ”.
في هذه الكلمة العظيمة من معاني العبودية الخالصة لله عز وجل والتمسكن بين يديه، ولزوم الأعمال الصالحة والصبر على صيام الأيام الحارة، ومجالسة المؤمنين الذي يتخيّرون أطايب الكلام وما ينفعهم يوم لقاء الله تعالى والوقوف بين يديه.
وإلى هذا المعنى يشير سيدنا أبو الدرداء بقوله:
يُريدُ المَرءُ أَن يُؤتَى مُناهُ…وَيَأبى اللَهُ إِلّا ما أَرادَ
يَقولُ المَرءُ فائِدَتي وَمالي…وَتَقوى اللَهِ أَفضَلُ ما استَفادَ
أضف تعليقك (0 )