post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

من أسرة الجماعة إلى جماعة العدل والإحسان
سؤال: ما هي دواعي تغيير اسم الجماعة من أسرة الجماعة إلى جماعة العدل والإحسان وهل يعد هذا التغيير حدا فاصلا بين مرحلتين من حياة الجماعة؟ ثم ما علاقة هذا التبديل بصدور كتابكم «الإسلام وتحدي الماركسية اللينينية»؟
جواب السيد المرشد: حدث هذا منذ نحو سنة ونصف. ولعل الدافع الأول لتغيير اسم الجماعة هو أن الاسم الذي كان من قبل كان اسما مؤقتا كما يدل عليه منطوقه «أسرة الجماعة»، أسرة الجماعة هذا شيء نسب إلى مجلة كانت تسمى «الجماعة»، وكان حول مجلة «الجماعة» أفراد من الناس يكتبون فيها فسموا أسرة الجماعة.
توسع <a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%8a/">الجماعة</a> العددي وترسخ أقدامها في الميدان، والحمد لله على ذلك، واقتناع كثير من الناس بفكرنا ومنهاجنا، ثم تحولنا من الظن الجميل الذي كان يتمثل في أن نعيش فترة مؤقتة ريثما نوحد العمل الإسلامي في القطر، على الأقل، ولا حاجة إلى أن نتخذ اسما قارا نهائيا، تحولنا من هذا التفكير، من هذا الظن الجميل ولا أقول من الظن الجميل إلى الظن القبيح الظن السيئ نعوذ بالله من ذلك، لكن كنا مثاليين أكثر مما ينبغي عندما ظننا أن العاملين للإسلام في المغرب يمكن أن يوحدوا الصف في الظروف التي نعيشها الآن، في ظروف نظام يدعي الديمقراطية ويحارب الديمقراطية، يدعي الإسلام ويحارب ما هو مخالف للإسلام الرسمي. في هذه الظروف لا أظن أنه من الممكن أن نوحد شيئا. لذلك كنا بين خيارين: إما أن نبقى في الموقف الذي يستمر في التسمية المؤقتة، والتسمية لها واقع وانعكاس على المسمى دائما، المسمى دائما له نصيب من اسمه على كل حال، هناك علاقة جدلية إن شئتم، وإما أن نتوكل على الله، فاخترنا اسم «العدل والإحسان». ولعلك تسألني لماذا العدل والإحسان وليس اسما آخر؟ الجماعة الإسلامية مثلا، أو جماعة الجهاد، أو جماعة حزب الله أو جماعة&#8230; فأجيب بأن اختيارنا لاسم «العدل والإحسان» يضمن لنا وضوحا كاملا من جانب هو في الفكر الإسلامي والعمل الإسلامي بصفة عامة، ومنذ زمان، مفروغ منه، هو مفهوم بالضرورة، وهو جانب العدل.
بعض الإخوة الإسلاميين يقولون عندما أقول أنا مسلم إنني أنشد العدل. لعله في نيتك أنت، أو في فكرك هذا شيء مفروغ منه، وهذا شيء معروف بالضرورة، لكن عند الناس الذين يتطلعون إلى ما تحمله من شعارات، هؤلاء الناس يقولون هذه جماعة ماذا؟ التجمع الديمقراطي الكذا، تجمع الأحرار الليبيراليين، تجمع الاشتراكيين القوميين. الاسم شعار، فأنت الجماعة الإسلامية، نحن نجهل الإسلام، ويعذر الناس في هذا لأنهم طالما قارنوا بين الإسلام والظلم، فساد الحكم في الإسلام، وانتقاض عروة الحكم طيلة القرون جعل الناس يظنون أن الإسلام يقر الظلم ويقر الحكم بغير ما أنزل الله ويقر الخ&#8230;
فتوضيحنا لنياتنا ومنهاجنا ومقصدنا بتبني اسم «العدل والإحسان» هو يعطي للناس عنوانا لجماعتنا واضحا. الإسلام يعني ماذا؟ يعني العدل والإحسان. ما هو العدل؟ نريد كذا وكذا وكذا. وهنا جاء بتوفيق من الله سبحانه وتعالى صدور هذا الكتاب، هذا الكتاب كان كتب قبل ذلك، لكن وجدنا عراقيل في طبعه، وطبعناه في الخارج، فصدر في الوقت الذي قررنا فيه أن نغير، ولم يكن ثمة تنسيق مسبق ولكن كان هذا من توفيق الله تعالى. ثم يسأل الناس ما هو الإحسان؟ الآن بدأنا نكتب، لكي نعلم أنفسنا ولكي نبين للناس ماذا نقصد بالإحسان. وفي هذه النقطة بالذات، ولعلك تسألني فيها من بعد إن شاء الله أتركك لأسئلتك.
سؤال: هل من تقييم لمرحلة العدل والإحسان؟
جواب السيد المرشد: لو وضحت لي من فضلك، هذا السؤال غير واضح لدي.
سؤال: أرى أن نقسم تاريخ الجماعة إلى ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل التأسيس، «ومرحلة أسرة الجماعة»، ومرحلة «العدل والإحسان»، يعني بعد الخروج من السجن، وبعد تغيير الاسم بالضبط، هل هذا التقسيم صحيح، وبالتالي هل من تقييم لهذه المرحلة الأخيرة؟
جواب السيد المرشد: أظن أن السؤال سابق لأوانه، ثم إن الذي طرحت عليه السؤال غير مؤهل ليجيبك، فالحديث عن مراحل الجماعة قبل التأسيس ثم عهد أسرة الجماعة ثم الآن عندما اتخذنا هذا الاسم الذي نحمد الله عليه، لأنه يجعلنا في مماسة كاملة مع القرآن الكريم، في اتصال تام مع قول الله عز وجل: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾، أظن أن هذا يطلب وقتا لكي يجمع الناس معطيات، ولكي يتمكن ذلك الملاحظ الموضوعي من خارج الجماعة من أن يستقصي المعلومات، ولكي يجمعها، ولكي يستخرج منها نتائج، هذا نتركه للمؤرخين أو من يهتمون بهذه الأمور.
<a href="https://siraj.net/ar/read?id=1047&amp;page=54">حوار شامل مع الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله، ص: 54-56</a>

محطات من سيرة الإمام

من أسرة الجماعة إلى جماعة العدل والإحسان

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

سفر إلى الله || ذ.فضل الله الفلاحي || يوم المؤمن وليلته

المؤمنة مشرفة مكلفة

جاءكم المطهر

شهر رمضان

إدارة مواقع الإمام تبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك

أسرى الحرب في الإسلام

مقالات ذات صلة