post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<p><strong>آيات الله في الآفاق</strong></p>
<div class="page-wrapper">
<div>
<div class="own-size page p34 even">
<div class="page-content page-contentrtl">
<div>
<p class="normal_p  "><span class="p"><strong>-66</strong> وهكذا تتهاوى النظريات المادية واليقينيات التي كانت دعامة الفلسفة الإلحادية، نظريات أمس الغابر التي جزمت أن العالم هواء ونار وتراب وماء، ويقينيات أينشتاين، أب القنبلة الذرية الكارثة على الإنسانية، أن الذرة حبيبات صلبة تدور في أفلاكها جزيئات محدودة العدد، معروفة السريان والمسرى. وتتهاوى عقيدة أن عالم الأجرام السماوية التي يقدرون امتداده ومسافته اليوم بعشرين بل أربعين مليار سنة ضوئية هو في الحقيقة عالم لا يزال في امتداد وتفاعل وانفجار. حسبوا اليوم وقدروا ميلاده منذ عشرين مليار سنة، منذ الانفجار الأول «البيج بانج».</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p"><strong>-67</strong> دوار يصيب العقل البشري ويذهل الباحث المراقب أنى وجه نظره، لا نهائية عالم الأجرام الكبرى، ولا وجودية عالم الجزيئات الصغرى. ولا يهتدي الكافرون المعاندون مع ذلك، ولا يرضون بترجمة دوارهم وذهولهم إلى لغة كلمنا بها الله عز وجل في القرآن الكريم سندنا المطلق، كلمة الله الخالق البارئ العليم الخبير، يرينا سبحانه آياته في الآفاق وفي أنفسنا عسى يتبين لنا الحق. عسى أن تنتطح قدرات العقل البشري بجدار العجز والمحدودية والضعف لنرجع إليه مؤمنين أنه الرب القادر العليم الحكيم.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p"><strong>-68</strong> لا يبقى في أفق مستقبل الكشوفات العجيبة التي فتح بابها علماء الذرة والجزيئات وفيزياء الفلك والكونطا فضلة للعقل، ولا مجال</span></p>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="page-wrapper">
<div class="own-size page p35 odd">
<div class="page-content page-contentrtl">
<div>
<p class="normal_p  "><span class="p">للتعقل ولا مستمسك للوهم والخيال.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p"><strong>-69</strong> فبنقض الدعائم اليقينية التي كان بنى عليه الإلحاد تخميناته تنتكث قبضته، وينحل عقده، ويترنح إحساسه بالزمن والمكان والوجود. وذلك حين يتقدم علم الحكمة القرآنية وهداية الله تتمثل في دعوة القائمين بالقسط شهداء لله بعرض الإسلام، وعقيدة التوحيد، وخبر مصير الإنسان بعد الموت. عسى ينزجر جامح، ويرجع إلى السكة زائغ، ويشهد ملحد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، جاء بالهدى ودين الحق ليظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p"><strong>-70</strong> إن دورة ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾<span class="footnote-number">(1)</span></span><span class="p"> تلوح بشائر حركتها التاريخية من خلال حيرة فيزياء الباحث، كما تلوح من خلال سأم المترفين في أمتعة استهلاكهم، وآلات «ربوط» مساكنهم، ومن خلال الظلم الفضيع والبؤس الشنيع الذي تعاني منه إنسانية المستضعفين في الأرض ومن خلال إفساد الحضارة المادية الدوابية لأخلاق الإنسان، وتلويثها للبيئة وتبذيرها لخيرات الأرض.</span></p>
<p>(1) <span class="footnote">سورة آل عمران الآية 140.</span></p>
</div>
</div>
</div>
</div>
<p><strong><a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/category/%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%af%d8%af/" target="_blank" rel="noopener">الامام عبد السلام ياسين.</a> <a href="https://siraj.net/ar/read?id=30&amp;page=35" target="_blank" rel="noopener">الرسالة العلمية ص35.34.</a></strong></p>


التزكية والدعوة

آيات الله في الآفاق

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

الحج مطهرة وهداية

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

من شعب الإيمان..الحج والعمرة

صور من محبة رسول الله ﷺ

خطاب الروح الصليبي وبطشه

الأنانية والجشع وصناعة الفساد

مقالات ذات صلة