post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

إحسان المرأة لزوجها ولبيتها
ارتبط اسم المرأة في عالمنا بالبيت فما ذكر البيت إلا ذكرت معه المرأة، وما ذكرت المرأة إلا ذكر معها البيت، وقد يكون لهذا مصداق من قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾. فالمرأة كزوجة هي أهم ركن من أركان البيت، والارتقاء بها وتغييرها إلى منهاج النبوة من أهم أسباب صلاح المجتمعات، يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: &#8220;الأم المريدة وجه ربها، الخائفة منه، المشوقة إلى لقائه، الواثقة بوعده، المتعلمة العالمة بما لها وما عليها مِمَّا رسمته لها شريعته، العامِلة على ذلك، هي الأس، ومنها البناء. الأسرة لبنة الأساس في الأمة، والأسرة الصالحة أم صالحة وأب صالح وعمل صالح.&#8221;[ref]ياسين، عبدالسلام، تنوير المؤمنات، 2/ 231.[/ref]
لذلك جعل الله تعالى المودة في قلبها: &#8220;ما المودة والرحمة الجسديان العاطفيان بين الأزواج المؤمنين شأن منفصل عن الدين. الزواج والرحمة والمودة مُدْغمَة في الإيمان إدغام الجسد في الروح. أو هُو إدْعام الروح في الجسد؟&#8221;[ref]ياسين، عبدالسلام، تنوير المؤمنات، 2/ 78.[/ref]
لقد جُبلت المرأة على الإحسان وعلى الرحمة، وإحسانها يكون لجميع الناس على درجات الأقرب فالأقرب، ولا شك في أن: &#8220;أقرب الناس وأولاهم بإحسان المرأة زوجها لا تكلفه ما لا يطيق، ثم يفيض خيرها. روى الشيخان عن زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تصدقْن يا معشر النساء ولو من حُلِيِّكن» [ref]البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر، رقم الحديث (1466)[/ref]. فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتجزئ الصدقة على الأزواج واليتامى القريبين؟ فأخبرها صلى الله عليه وسلم أن في ذلك أجرين: أجر القرابة وأجر الصدقة. وتتصدق المرأة من بيت زوجها عن سَعَة لا عن تكليفه ما لا يطيق، فيكون لها ذلك ولزوجها خيرا مُدّخرا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها، غير مُفسدة، فلها أجرها بما أنفقت، وللزوج بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك. لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا» البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب من أمر خادمه بالصدقة ولم يناول بنفسه، رقم الحديث (1425)&#8230;. ولكيلا يدخل الشيطان بين الزوج وزوجه في عطاء يتجاوز ما تسمح به النفس عادة -ونفوس الرجال والنساء درجات- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة أن تعطي من مال زوجها إلا برضاه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها»[ref]ابن حنبل، أحمد بن محمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم الحديث (6681)[/ref].&#8221;[ref]ياسين، عبدالسلام، تنوير المؤمنات، 1/ 222_ 223.[/ref]
 فالوظيفة الأهم بالنسبة للمرأة هي بناء الأسرة، لذلك على المرأة أن تفهم هذه الوظيفة وأن تحسن إلى زوجها وتقوم باحتياجات أبنائها، يقول الإمام المجدد رحمه الله تعالى: &#8220;تتولى الأمهات الحَدِبات على فلذَات الأكباد، لا الموظفات الساليات يرتبن الملفات في إدارة الدولة، توجيه العبقريات المتبرعمة والمواهب الكامنة التي تكتشفها الـمُراقبة الحَنونُ كما يراقب الزرعُ الغمامَ سنة القحط. وتُدرَّب البراعم التدريب العقلي العملي لتنمو فيهم القدرة على وصل النظرية بالتطبيق، والبحث بالنتائج، والنتائج بالمصلحة والمنفعة. في الجامعة والمدارس العليا يزدوج النظري والتطبيقي، ويكْبُر موضوع البحث، ويدخل حساب الربح والخسارة، وتوصل النتائج بسوق الشغل الآني، ويوصل الكل بمشروع مستقبل الأمة.&#8221;[ref] ياسين، عبدالسلام، تنوير المؤمنات، 2/ 257.[/ref]
المصدر: موقع المرأة المسلمة من التغيير في نظرية المنهاج النبوي انطلاقا من كتاب تنوير المؤمنات. مؤتمر التغيير في نظرية المنهاج النبوي عند الإمام عبد السلام ياسين، مفهومه وإشكالاته وقضاياه، إسطنبول 16 ـ 17 يناير/ كانون الثاني 2016

إحسان المرأة لزوجها ولبيتها

القوامة والحافظية

المسؤولية التربوية في نظام الأسرة

المرأة والأسرة

إحسان المرأة لزوجها ولبيتها

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬ابتلاء‭ ‬للتمحيص‭ ‬ومواجهة‭ ‬لنصرة‭ ‬الحق

إحسان المرأة لزوجها ولبيتها

المرأة في عصر النبوة

مقالات ذات صلة