لقد أكد الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله على أن الحاجة إلى تجديد الدين حاجة عامة تهم النساء والرجال على حد سواء، وقد اعتمد في ذلك على ثلاثة أحاديث شريفة تؤصل لمسألة التجديد، وتؤكد أن التجديد يجب أن يكون على مستويين: الأول عقدي إيماني فردي، والثاني تجديد على مستوى إقامة الدين وتحكيمه والتحاكم إليه في حياة الجماعة، إنه الامتثال لأمر الله بالعدل والإحسان. وقضية المرأة لا يمكن أن تخرج عن هذا الإطار، تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه تجديد الإيمان في القلب، وتجديد الدين على الأرض.
لقد كرم الله تعالى المرأة بين الناس تكريما خاصا، وجعل لها مكانة متميزة بما وهبها من فضائل جمة، وهبات طيبة. ولا ريب في ذلك، فهي بعد تربيتها والاعتناء بها ذات أثر كبير في حياة البشرية الفردية والجماعية، تفعل الفعل الكبير في المجتمع، وتحمل الخير كله للزوج والأبناء والقريب والبعيد، وتساهم بما هيئت له في بناء الأمة وتحريك عجلة التغيير.
يتجه العالم بشكل سريع نحو الرقمنة التي تعرف إقبالا متزايدا من الأطفال والشباب؛ فقد أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) في تقريرها “الأطفال في عالم رقمي” لعام 2017 الصادر بنيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية) أن الشباب (ما بين 15 إلى 24) يمثل الفئة الأكثر استعمالا للأنترنيت بنسبة % 17 مقابل %48 بالنسبة لمجموع السكان، وأن الأطفال والمراهقين دون 18 سنة يمثلون ثلث مستخدمي الأنترنيت في مختلف أنحاء العالم
“حاجَةُ النِّساءِ إلى الرِّجالِ” لا تعني بِحالٍ أن يستغل الزوج ضعفَها الخِلْقيَّ فيُذيقَها من صنوف الفظاظة والخشونة ما يُرغم أنفَها في المهانة والإذلال. أو يجعلَ من “وظيفته” في الرعاية والحماية ذريعة لإسكات صوتها، وتسفيه رأيها. بل من الواجب دوام التذكير بأن القوامة بيتٌ فراشُه السّكَن، وغطاؤه المودةُ والتراحم، ونسيمه المعاشرةُ بالحسنى، وصلاحُه التغافل والمداراة. كيف للرجل القوام أن يعتديَ ويؤذيَ وهو بين أمرِ « استوصوا بالنساء خيرا »، ونَهيِ « لا تَكْسِرِ القَوَارِيرَ ». وكيف تميل به ريحُ الضجَر والحَنَق وهو يسمع الوصية النبوية : « خُلقت المرأة من ضِلَع، فإن تُقِمْها تكسرْها، فَدارِها تَعِش بها ».
نقصد بمشروع نظرية المنهاج النبوي ما أثله الأستاذ عبد السلام ياسين من مشروع فكري متكامل لتغيير واقع الأمة أفرادا وجماعة من أجل تحقيق مقصدين اثنين أحدهما إحساني وهو الارتقاء بالفرد بالتربية الإيمانية عبر مدارج الإيمان إلى مرتبة الإحسان، وثانيهما استخلافي وهو التمكين للأمة في التاريخ وسيادة الحضارة الإسلامية في العالم خدمة للبشرية، وذلك من خلال نقل الأمة من الفتنة والتخلف إلى مرقاة الإيمان والتمكين، ومن واقع التجزئة إلى أفق الوحدة ومن نظام الجبر إلى دولة الخلافة الثانية، وذلك على أساس الخصال العشر وشعب الإيمان.
كلمةُ “أسرة” مشتقة في أصلها من الأَسْرِ، والأَسْر لغة يعني القَيْد والربط، إلا أنه قيد اختياري يسعى إليه الإنسان، لأنه يجد فيه الدرع الحصينة، ويتحقق له من خلاله الصالح المشترك الذي لا يتحقق للإنسان بمفرده. فالأسرة نظام اجتماعي أساسي ودائم، وهي المحضن التربوي لحفظ الفطرة، وأساس وجود المجتمع، وهي مصدر الأخلاق
لما كانت محبةُ الله تعالى ومحبةُ رسوله صلى الله عليه وسلم هي غاية مطلوب المؤمن…
بر الوالدين أحب الأعمال إلى الله تعالى مع الصلاة في وقتها والجهاد في سبيله. وعقوقهما…
تقف العلاقة الزوجية على قدمي المودة والرحمة وتسري في دمائها روح التساكن، مودة…
لا يمكن لأسرة تهان فيها المرأة ولا تُكرم، وتستضعف ولا تعظم، أن تسير إلى غاية راشدة…
يرجع واقع الشتات الذي ترزح تحته الأمة إلى ضياع مجموع القيم المؤسسة لنهضتها…
فالسلوك إذن سير قاصد غايته الله تعالى، ووسيلته صحبة تسندك وتدلك…
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير العامرية الهلالية، وكان اسمها برة…
ولم تكن حين سبيت قد تجاوزت السابعة عشرة من عمرها، لكنها على صغر السن تزوجت…
هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر الأسدية، الشريفة الحسناء، سليلة بني أسد…
هي هند بنت سهيل من المعروف بأبي أمية بن المغيرة، القرشية المخزومية تزوجها…