post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

البذل بر وعطاء:
للمسلم حرمة في مجتمع البر، له كرامة، له حقوق، له رعاية، له رصيدٌ يُؤديه إليه الكلُّ عطاءً ومحبة. روى الشيخان وغيرهما عن البَراء بنِ عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع. أمرهم بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القَسَم، ونصرِ المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام». الحديث.
هذه الدعوة الـمُلحة المفصَّلة إلى كفالة المسلم وصيانة حرمته حيا وحفظ عهده ميتا لا تريد للمسلم أن يكون مكفولا عالة على المجتمع خاملا يمد اليد ليتلقى الصدقات. بل تريده نشطا منتجا ليكونَ هو المعطِيَ المقدِّمَ لآخرتهِ لا السائِلَ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليدُ العليا خير من اليد السفلى. وابدأ بِمَن تعولُ. وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنىً. ومن يستعِفَّ يُعِفَّه الله. ومن يستَغْنِ يُغنِه الله». رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
البداية في العطاء والبِر بمن يعولهم المرء من أفراد عائلته توزيع للجهد على خطوط لا تنازع الفطرة ولا تناهضها، بل تقويها وتؤيدها. وقد قرأنا في سياق «ليس البر…» أصناف المستحقين لعطائنا من ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين. وندب الإسلام إلى صلة الرحِمِ فجعلها وصلةً عظيمة. كما أوصى باليتامى والأرامل والعجزة. فللطفولة من رعاية الإسلام المكانة الحانية. وما أحوج عصرنا، يأيها المسلمون، لمن يَمُدُّ يد الرحمة لأكثرَ من أربعين ألف طفل يموتون يوميا في العالم. الإحصاءُ ووسائل العصر منادٍ للرحمة من خارج، فانهضوا يأيها الأبرار ولَبُّوا بباعثكم القلبي.
نظم الإسلام كفالة الوالدين وجعلها من أعظم الحرمات والقُرُبات والواجبات. «رضى الله في رضى الوالدين». هذا حديث شريف. ونظم الوقف ليكون صدقة جارية يلحق ثوابها الواقف إلى الآخرة. وأوصى بالصدقة على الميت. وأوصى بالبنات أن يُرَبَّيْن بعطف وسخاء.
إن البذل أصل أصيل من أصول الدين: بذل واسع يشمل الماديات والأدبيات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل سُلامى [كل مفصل في الأصابع] من الناس عليه صدقة، كلَّ يوم تطلع فيه الشمس: تعدِل بين الإثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة. وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة. وتميط الأذى عن الطريق صدقة». رواه الشيخان عن أبي هريرة. والله يجزي المتصدقين. العدل، الإسلاميون والحكم، ص 220-221.

التزكية والدعوة

البذل بر وعطاء

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة