post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<div class="page-wrapper">
<div>
<div class="own-size page p196 even">
<div>
<p class="normal_p  "><span class="p">يدخل علينا التفسخ الخلقيُّ وانحلالُ العزائم من تلك النوافذ المفتوحة، بل الأبواب المُتْرَعة، ولا مَناعَةَ لنا من خُلُقٍ يحمينا من التردِّي في تقليد الجاهليين. كيف وبضائعُهم الترَفيَّة، وخمورُهم، ومخدراتُهم، ونواديهم الماسونية اليهودية موفورة الكرامة محمية الجانب في بلادنا الرازحة تحت الحكم الجبري ! لا مناعةَ لنا خُلُقِيَّةً، ولا رادعَ من القانون، ولا حيلةَ لِلمصابين. أعرفُ رجلا متدينا منع من بيته التلفزيون زمانا ثم أباحَه. فلما سُئِلَ قال: «كبُرَ أبنائِي فخفتُ أن يرتادوا السينما وتجرفَهم رُفقتُها وفسادُها، فارتكبت أخفَّ الضررين». وأعرف أن من المسلمين من يُطَلِّقُ الزوجةَ يضعُ أمامها الخيارَ بين أن تُخْرِجَ المذياعَ أو تخرُجَ معه. لا حيلَةَ ولا منعَةَ ولا رادعَ.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">يربي الآباءُ والأمهاتُ الأبناءَ على سلوك إسلاميٍّ، وقد يكونُ في المدرسة والكليةِ أساتذة يعطون المثال الطيبَ، ويبنون الفضيلةَ. لكنَّ كلَّ ذلك يذهبُ أدراجَ الرياح أمامَ عواصف الدعاية الإعلامية، والقَنْبَلَةِ الدائمةِ للفكر والشعور. اخترعوا تلك الوسائل الجهنمية وسخَّروها لنشر ثقافتهم، وترويج بضاعتهم، ولا يُمكن اختراعُ تُرِسْ واقيةٍ من فتك تلك الأسلحة. أمامَ القَنْبَلة الإعلامية اليومية لا تُجدِي الموعظةُ، ولا المنطقُ، ولا التوبيخُ والزجرُ، ولا كسرُ الجهاز. فإنك إن كسرتَ جهاز البيت بقيتْ أجهزةُ الشارع والمدرسة. إلا أن تغلق بابَكَ على من فيه، وتظَلَّ سَجَّانَ أهلِك وبنيك.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">لا تُجدي الموعظةُ العزلاءُ، ولا المنطقُ، إنما تُقنع الصورةُ، والصوتُ، </span>وما يُؤَلَّفُ منهما فن الإعلام من رسالة مبرمجة، مدروسة، لتتسلل إلى أعماق النفس، فتحدثَ فيها الانفعال المطلوبَ، من رجَّة غضب، أو هبَّة إقبال وقبول، أو نفْرة كُرْه وتَقَذُّر.</p>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="page-wrapper">
<div class="own-size page p197 odd">
<p class="normal_p  "><span class="p">أجهزةٌ وفنٌّ شيطانيَّان لأنهما استُعْمِلا لأهدافٍ شيطانية، فإذا انتزعناهما من يد العدو، وشهدا شهادة الإسلام، فمن الممكن استعمالُهما كما تُستعمل أكثرُ الوسائل جدوَى لتبليغ رسالة الخير، وتحبيب الحق، والتنفير من الباطل.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">وإن الخَطابة، والتمثيلَ، والصورة، والنشيد، واللونَ، إذا عالجها الفن الإعلاميُّ من زاوية إسلامية، وبمعايير إسلامية، وسخرهما المؤمنون لغايتنا وأهدافنا، لَمِنْ أهم وسائل التعليم والتربية وتسديد الرأي العام…<a href="http://siraj.net/%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-25.html#page/193" target="_blank" rel="noopener">إقرأ المزيد ” إمامة الأمة ص.193</a>“</span></p>
</div>
</div>


الحربُ الإعلامية

حقوق الإنسان والمقصد الأسمى

السياسة والحكم

الحربُ الإعلامية

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

ما هي كلمتنا في حقوق الإنسان؟

حقوق الإنسان والمقصد الأسمى

معركة حقوق الإنسان

فلسطين والاستعداد لموعود الله

تلاحم في موقف العزة

شوق الرسول ﷺ إلى إخوانه

مقالات ذات صلة