post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الدعوة إلى محاسن الأخلاق من خلال رسالة الإمام ياسين إلى بنيته مريم
<h2>مقدمة</h2>
يُلقي هذا المقال المختصر الضوء على مجموعة من القيم الأخلاقية في رسالة الإمام ياسين رحمه الله إلى بنيّته مريم حفظها الله، حيث أودع فيها ما شاء الله من أمهات الأخلاق السنية، تنم بوضوح عن مركزية المسألة الأخلاقية في دعوته رحمه الله.
<h2>ـ التعريف بالرسالة:</h2>
هي <a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/2016/11/%d8%a8%d9%86%d9%8a%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/" target="_blank" rel="noopener noreferrer">رسالة</a> وجيزة، كتبها الإمام رحمه الله بسلا ليلة الأربعاء 8 شعبان 1420هـ، قليلة الكلمات غزيرة المعاني، موجهة ابتداء إلى بنيته مريم، ولإخوتها وأخواتها وكل مؤمن ومؤمنة، خطها الإمام وفق منهج سديد، خصيصته البارزة التأصيل القرآني لكل الوصايا والقيم والأخلاق.
افتتح الإمام رسالته بسورة الفاتحة، ثم شرع رحمه الله في ذكر وصاياه إلى بنيته التي حوت في الجملة مجموعة من الجوانب شملت العقيدة والعبادة<a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/2016/10/%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-6/"> والدعوة إلى الله</a> وإقامة دينه، والتمسك بالكتاب العزيز والسنة المشرفة، فهي بذلك رسالة علمية تربوية جامعة، اشتملت على التذكير بقضايا متعددة منها:
أولا: التذكير بالآخرة.
ثانيا: <a href="https://yassine.tv/2010/10/02/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b0%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af/">الإحسان للوالدين.</a>
ثالثا: الحثُّ على طلب<a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/2019/08/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%81%d8%b9/"> العلم النافع.</a>
رابعا: إقامة الدين والتمسك به.
خامسا: رعاية حقوق العباد.
سادسا: التواصي مع المؤمنين والمؤمنات بالحق والصبر والرحمة.
سابعا: حفظ القرآن والعمل به.
سادسا: <a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/2016/03/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d8%a9-3/">الاعتصام بالكتاب والسنة.</a>
<h2>من أمهات القيم الأخلاقية في رسالة الإمام إلى بنيته مريم.</h2>
ضمّن الإمام رحمه الله رسالته إلى بنيته جملة من محاسن الأخلاق النافعة استوعبت شخصية الإنسان في أبعاده الثلاثة: الوجدانية والعقلية والسلوكية، كما ألمعت أيضا إلى مجموعة من الأخلاق الاجتماعية التي تسعف الفرد وتيسّر له نسج روابط سليمة مع محيطه الذي يحيا فيه، فيكون بذلك مؤمنا صالحا فاعلا في المجتمع يخالط الناس ويصبر على أذاهم، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
وقد استقى الإمام رحمه الله هاته الأخلاق القرآنية النبوية من نصوص شريعة الإسلام ومقاصدها التي تروم جلب المصالح للناس جميعا ودفع المفاسد عنهم، وفيما يلي ذكر لبعضها.
ـ الإحسان للوالدين: تكررت الوصية بهما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لمحوريتهما في السلوك إلى الله تعالى؛ إذ لا إيمان ولا إحسان إلا بالبر بهما، قال الإمام في رسالته: &#8220;فالإحسان يبدأ بالإحسان للوالدين. ولا فلاح في الدنيا ولا في الآخرة للعاقين. نعوذ بالله. وأوصوا الناشئة بتعهد الوالدين بالهدية اليومية من دعاء وصدقة وتلاوة&#8221;.
ـ الصدق:
الصدق وصية رسول الله لأمته، قال صلى الله عليه وسلم: &#8220;عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا&#8221;[1]، فالصدق من محاسن الأخلاق، والكذب من مساوئها، ولا يأتي الصدق إلا بالخير، إذ يبلغ الصادق بصدقه ما لا يبلغه الكاذب باحتياله، قال الإمام رحمه الله في رسالته: &#8220;والصدق رأس مال السالك إلى الله عز وجل مع الإخلاص والصواب&#8221;. وقد عد ابن القيم رحمه الله الصدق أصلا كليا للأعمال الصالحة، قال رحمه الله: &#8220;أصل أعمال القلوب كلها الصدق، وأضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز والكسل والجبن والمهانة وغيرها أصلها الكذب، فكل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق، وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب، والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه، ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق، ولا مفاسدهما ومضارّهما بمثل الكذب&#8221;.[2]
ـ رعاية حقوق العباد:
نظم الإسلام حقوق العباد وحرم الظلم فيما بينهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: &#8221; كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ&#8221;[3]. وقد حذر الإمام في رسالته إلى خطورة غصب حقوق الناس لأنها تستوجب العقوبة في الدنيا والآخرة، قال رحمه الله: &#8220;فإن أكل مال الناس بالباطل سحت ونار توقد، فما بالكم بأكل أموال اليتامى وغصب حقوق العباد&#8221;. ودعا رحمه الله إلى رد المظالم إلى أهلها، حيث قال: &#8220;فرُدُّوا المظالم إلى أهلها، وتتحللوهم واستسمحوهم قبل أن لات حين سماح&#8221;.
ـ ثانيا: إصلاح ذات البين
قال تعالى &#8220;لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما&#8221; (النساء: 114)، فإصلاح ذات البين عزيمة راشدة وإرادة مصلحة ونية صالحة، وقد حث الإمام ياسين في رسالته إلى بنيته لإصلاح ذات البين والإصلاح بين الناس؛ لأنه من لب الإحسان، قال رحمه الله: &#8220;وأصلحوا ذات بينكم، وأصلحوا بين الناس. فذاك من لبّ الإحسان&#8221;.
<h2>خاتمة</h2>
إن ما يعيشه عالمنا اليوم من انهيار أخلاقي مريع في مختلف المجالات يقتضي منا رصد أسباب ذلك التردي الأخلاقي وإيجاد الحلول الناجعة كي تستعيد القيم والأخلاق عافيتها، وتسترد الأمة تبعا لذلك قوتها وهيبتها، لتقوم بوظيفتها الأساسية المتمثلة في إمامة الناس وخدمتهم.
&nbsp;
[1]  ـ الترمذي، السنن، رقم الحديث: 1971 [2]  ـ ابن قيم الجوزية، الفوائد، تحقيق محمد عزيز شمس، الطبعة الأولى، السنة 1429ه، الناشر مجمع الفقه الإسلامي بجدة، ص: 198 [3]  ـ مسلم، الجامع الصحيح، رقم الحديث: (2564)

التزكية والدعوة

الدعوة إلى محاسن الأخلاق من خلال رسالة الإمام إلى بنيته مريم

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

سفر إلى الله || ذ.فضل الله الفلاحي || يوم المؤمن وليلته

جاءكم المطهر

شهر رمضان

إدارة مواقع الإمام تبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك

أسرى الحرب في الإسلام

20 فبراير 1978 | خروج الإمام من الاعتقال إثر رسالة الإسلام أو الطوفان

مقالات ذات صلة