post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الزكاة: الوجه العبادي والوظيفة العمرانية
الصدَقة المزكية المطهرة هي الزكاة بشـروطها الشرعية ونِصابها. من تزكَّى بها وبالصلاة وذكر الله طَهُرَ. ومن ادَّعى زكاةً وَتبجَّحَ بأنانية شحيحة فآية ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ﴾2 ترده إلى مرتَع الدِّيَكَةِ المنتفشة. «الصدقة برهان» كما جاء في الحديث. وكل من ادعى خيرا من المتمولين مع شاهد شحه وغائب عطائه فإنما هو كذاب. وشرط الدخول في الأخوة الدينية والمواطنة الإيمانية هو: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾3.
هذا الحديث عن الوجه العبادي التربوي الإيماني لفريضة الزكاة.
أما الحديث عن وظيفتها الاجتماعية العمرانية فنربطه بالوجه العبادي الإيماني ربطا محكما كيلا تذهب بنا غفلة المقارنة الأرضية بين ما عندنا وما عند غيرنا إلى تجريد الزكاة من مغزاها التطهيري الفَلاَحي الأخروي لنتقدم في معرض الإنجازات التاريخية «بالسبق» الإسلامي إلى تضامن اجتماعي أصيل لم تصل أوربا إلى بعضه إلا منذ ثلاثة أو أربعة عقود. وعندئذ فنحن في مَساق لاييكيةٍ من نوع خاص، اختلست من الشـريعة روحَها ونصَبَتها في مضمار التكافُؤ والنِّدِّيّة والسبق جنبا إلى جنب مع قوانين البشر.
في مجتمعات البشر، عندما تحفظ القبلية وبدائية العيش القوم من التبعثُر في المدينة، يكون التضامُن بين ذوي القربى وبين أفراد الأسرة والقبيلة حقيقة اقتصادية اجتماعية ماسكة. ولا يزال بين المسلمين تضامن من هذا النوع لسلامة الفطرة، وقرب العهد بسلامتها، ولاحتفاظ الشرائح الشعبية المسلمة ببعض فضائل الإسلام الاجتماعية.
العدل: الإسلاميون والحكم، ص: 205-206

التزكية والدعوة

الزكاة: الوجه العبادي والوظيفة العمرانية

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة