post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الشباب ومزلق التطرف:
من الظواهر المُؤلمة في صفوف الدعوة تباري بعض الشباب في التصدي لمسائل الفقه، مع قلة البضاعة، وعرامة الهوى، وحيويَّة الأنانية التي تُثير أولَ ما تثير المسائلَ الخلافية. يقال لهذا الشبابِ قبل أن يستقيم لسانُه بالعربية، وقبل أن تَتَطَهَّر نَفسُه من أسباب تعصبُّها الأعمى، وقبل أن يستنير العقل بنور الإيمان والعلم: لو كان معك المصحف والصحيحان وكتب السنن لما احتجت إلى أحد تقلده ! ولا يلبث أن يكثر المجتهدون، لا سيما في جزئيات الأمور، في عدد درج المنبر، وفي قراءة الكهف يوم الجمعة، وفي تحريك الأصبع في التشهد، وفي القبض والسدل، وما شابه.
وعلى هامش الدعوة تتفرع فرق الاختلاف، وتتوالد، وتتسلسل، وتُشَوِّش على الدعوة أيما تشويش، بل تُعَرِّضها للمخاطر بما تُعطي للحكومات من فُرص لقمع الدعوة، وبما تُشيعه بين المسلمين من الشك والتشكيك والنفور من شباب عنيف ملتح يكفر الناس.
تتيح هذه الظاهرة لأعدائنا أن يَلْقَوا آذانا تُصْغي عندما يُطلقون اسمَ «المسلمون المتطرفون» على الحركة الإسلامية، لا يعلمون ولا يريدون أن يعلموا أن كل حركة واسعة وعميقة مثل الحركة الإسلامية مثلُها كمثل موج البحر لا بد أن يظهر على سطحه الزَبَدُ. فيحكمون على البحر أنه كله زبَد لطَفْو فقاقيعَ على سطحه.
كنا في غِنَى عن تزمُّت الشباب وسطحيته بما نأْلَمُ له من خلافات بين أهل الرأي منا. يكفينا سوءُ التفاهم بين قادة الحركة في كون الإسلام ثورةً أو إصلاحا وفي كونه نصيرَ المستضعفين أو دينا محايدا في ميدان القسمة وإعادتها، في مناهج التربية، في أساليب التنظيم، في الموقف السياسي وتميُّزه، في دخول لعبة الديمقراطية أولا، في التسلح وعدمه، في «عالمية» الحركة أو «عالمية» التنظيم، في القطرية وكيف الخروج منها، إلخ.
كتب الدكتور يوسف القرضاوي كتابا نفيسا في موضوع التطرف بين الشباب جزاه الله أحسن الجزاء تحت عنوان: «الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف». أرجع فيه أسباب التطرف ومظاهره إلى ستة أصول:
-1 التعصب للرأي تعصبا لا يعترف للآخرين بوجود. وجمودُ الشخص على رأيه جموداً تاما.
-2 التزام التشديد دائما، وإلزامُ الغير به، مع تجاهل قابليات المسلمين للأخذ بالعزائم.
-3 التشدُّد في غير زمان التشدُّد ومكانه، في دار الغربة، ومع المسلمين حديثي العهد بالإسلام أو التوبة.
-4 الغِلظةُ في التعامل، والخشونةُ في الأسلوب، والفظاظةُ في القول.
-5 سوء الظن بالآخرين، والنظرُ إليهم بعين التهمه، ومحاربتُهم بسلاح التشكيك.
-6 استباحة حرمة المسلمين، وتكفيرُ المسلمين<a href="http://siraj.net/%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-25.251.q.%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8.html#page/251" target="_blank" rel="noopener">&#8230;إمامة الأمة، ص 251-253.</a>

السياسة والحكم

الشباب ومزلق التطرف

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟