post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

العرب وهوان التطبيع 
ويخرج العرب من «أم المعارك» وعقابيل «أم المعارك» أشدَّ ما كانوا تمزّقاً، وأشد ما كانوا تدابُرا وتنافراً، حتى أخذ شملهم يتجمع على هوان التطبيع مع اليهود، وذُل التصالح مع اليهود. بيس التَّجَمُّع!
الدرس التاريخي البليغ الأليم هو أن القومية لا تجمع، فإن كانت مع عُبِّيَّتها منافقة كافرة مدخولة العقيدة، وكانت رعْناء لا تَحسُب العواقب والممكن والضروري، فالعاقبة سوءٌ وهزيمة ومزيد من التشتت والضُّعف والمذلة.
ذلك أن الجنس يميل إلى جنسه، ويتحالفُ النُّظَراء في الاستكبار بعضُهم مع بعض. وما دام على مَقادَة هذه الأمة شخصيات ماؤها ومرعاها من نبتٍ غير نبتنا وماءٍ غير معيننا فالهزيمة والشتات والمذلة والتمزق مآلنا.
لن يدوموا إن شاء الله. الدائم الله ووعد الله سبحانه العزيز العلِيّ لهذه الأمة أن عدوّها لن يستأصلها، وأن طائفة من المؤمنين لن يزالوا ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. جاء الوعد العزيز في الأحاديث النبوية الصحيحة.
وليكون للوعدِ الإلهيِّ والتبليغِ النبَويِّ على قدرتنا التعبَوِيّة فائدة، وعلى فقهنا لسنة الله في الكون والتاريخ عائدة، نستبصرُ فيما حِيالَنا وفي مواجهتنا من استكبار عالمي يتعاظم ظلمه، وتتعاظم كراهيته للإسلام والمسلمين: نظرة فيما حيالَنا لِنُعِدّ قوة الأسباب.
ونظرة أخرى لا تتم الفائدة والعائدة إلا بها، في ذاتنا الواهية.
إن الله عز وجل ينصر من ينصره، فتأييده للمستضعفين متى لَجأوا إليه، وأطاعوا أمره، وساروا وَفق سننه التي لا تتعطل، تأييد لا يتخلف. فإن أخل المستضعفون بالشرط المشروط، ونقضوا العقد المربوط، دارت عليهم الدائرة، واندثروا في الأقوام الغابرة.
شرطه تعالى وهو القوي العزيز في نصر المؤمنين المستضعفين نقرأه مُجملا في قوله عز من قائل: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
الشورى والديمقراطية، ص: 195-197

قضايا الأمة

العرب وهوان التطبيع

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

المؤاخاة

كونوا قوامين بالقسط

العرب وهوان التطبيع

على أثر الصحابيات رضي الله عنهن

الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم

يا قدس

مقالات ذات صلة