post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

الكره الدفين:
في طفولة أوربا هبت شعوب بكاملها في حماس ملهب ضد الإسلام. واليوم لا نسمع من ذلك الغرب المعاصر الأوربي الأمريكي إلا أصداء كراهية مضاعفة وعلائم هبة جديدة ضد &#8220;التطرف الإسلامي&#8221;. اليوم أصبحت كلمة &#8220;إسلام&#8221; في أذن الغربيين مرادفا للإرهاب والخطر الداهم والهم الأول. وليست أحداث اختطاف الطائرات وحجز الرهائن بالتي سببت هذا الكره الجديد، إنما أيقظت هذه الأساليب، التي ندينها بشدة لأن ديننا لا يقر بوجه إذاية الأبرياء، مرضا دفينا رضعه الغرب في مهده.
وليس الخطاب العدواني والكيدُ للإسلام في عصرنا إلا إعادة للخطاب الكنسي ضد الإسلام، وتحريضا على الإسلام، وهو خطاب تردد في آفاق الغرب منذ البابا أُرْبان الثاني الذي سعَّر نار الغارة الصليبية الأولى ولم تزل أصداؤه تتردد إلى أن علت في عصرنا الحملة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية ضد الإسلام الذي يريد تحررا وعزة وحرية. تعلو صرخات الحملة الصليبية الجديدة المتجددة على كل شعار إسلامي حر، وعلى حركة إسلامية حرة، حاشا &#8220;الإسلام الأمريكي&#8221; السامع المطيع، إسلام &#8220;الدول المعتدلة&#8221;. ويغض الصليبيون الجدد الطرف عن الطبيعة الإسلامية للجهاد الأفغاني نظرا لما يمثله هذا الجهاد بالنسبة إليهم في المواجهة مع روسيا. فلا بأس أن يَتَتَرّس المرء بعدوّ من عدو.
افتتحت الحروب الصليبية بالخطاب التاريخي الذي ألقاه البابا أُرْبان الثاني في مؤتمر كليرمونت الذي دعا إليه حكام أوربا ونبلاءها الذين كانوا مشتغلين في حروب طاحنة بعضهم ضد بعض. قال: &#8220;أيها المسيحيون! إن تلك الأراضي المقدسة بحضور شخص الـمُخلِّص [أي المسيح] فيها، وتلك المغارة المرعبة بفادينا، وذلك الجبل الذي عليه تألم ومات، وذلك الضريح الذي تنازل لأن يدفن فيه ضحية للموت، كلها أصبحت ميراثا لشعب غريب، وغاب كل بهائها الأصلي. وهياكلها قد خربت، وأشعة نورها الساطعة تحولت إلى ظلام حالك[&#8230;] وهي تستحق الندب والبكاء الشديد[&#8230;] ولم يعد لله من معبود داخل المدينة المقدسة[&#8230;] لقد آن الأوان أن تحولوا ضد الإسلام تلك الأسلحة التي اتخذها فريق منكم حتى الآن ضد فريق آخر لأخذ الثأر عن إهانات ضد البشر، بل عن إهانات صادرة ضد إلهه. وليست هي لاكتساب مدينة واحدة، بل هي إقليم آسيا بجملتها مع غناها وخزائنها التي لا تحصى. فاتخذوا محجة القبر المقدس، وخلصوا الأراضي المقدسة من أيدي المختلسين الكفار. وأنتم املكوها لأنفسكم، فهذه الأرض، كما قالت التوراة، تفيض لبنا وعسلا. فإذا انتصرتم على أعدائكم فالملك الشرفي لكم، يكون لكم قسما وميراثا، أما إذا قتلتم فلكم المجد لأنكم تموتون في المكان الذي مات فيه يسوع المسيح&#8221;.
تحريض ممزوج بالتطميع في الأراضي الخصبة الواسعة التي &#8220;تفيض لبنا وعسلا&#8221; وبالتأليب الديني على &#8220;الكفار&#8221; المختلسين.
بعد خطاب البابا الصليبـي بنحو تسعمائة سنة، وفي الثلاثينات من هذا القرن بحسابهم، انتخب المنصّرون البروتستانت رئيسا لجمعيتهم قسيسا اسمه زويمر. فقام يخطب في مؤتمر عقد بالقدس خطابا فيه نفس العناصر: الحرب الدينية والاستعمار. قال يخاطب جند التنصير: &#8220;أيها الأبطال والزملاء الذين كتب لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام[&#8230;] ! أحاطتكم عناية الرب بالتوفيق الجليل المقدس[&#8230;]لقد أديتم الرسالة التي نيطت بكم أحسن أداء[&#8230;] وإن كان يخيل إلي أنا أنه مع إتمامكم العمل على أكمل وجه لم يفطن بعضكم للغاية الأساسية فيه[&#8230;] مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن هذا هداية لهم وتكريم. إنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها. وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية. وهذا ما قمتم به خير قيام. وهذا ما أهنئكم عليه&#8221;.
كتاب اليهود والنصارى بكل فرقهم كتاب واحد، &#8220;العهد القديم&#8221; الذي استشهد به بابا الصليبية في خطبته الملتهبة. وملتهم واحدة رغم المنافسات الظاهرة والاستعلاء اليهودي. وفي وجه الإسلام الصاحي يُمثل كيد يهود وغزوها وبأسها الشديد في فلسطين الجانب الظاهر للحلف ضدنا، بينما تقوم النصرانية، بروتستانت وكاثوليك، بغزْوٍ تنصيري لا يقل نكاية فينا من غزو اليهود المسلح وكيدهم المبيت. وقد حذرنا ربنا الكريم الرحيم بنا من جهود الكفار وقتالهم إيانا ليردونا عن ديننا. قال جل من قائل:﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾. سنة الله، ص 227-229.

الكره الدفين

أسرى الحرب في الإسلام

الله ابتعثنا

جهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي بعيون الإمام ياسين

السياسة والحكم

الكره الدفين

أضف تعليقك (1 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة